مستخدمو برنامج “تيك توك” والسر خلف الشهرة والانتشار

ربيع بلهواري _ هبة بريس

أتى إلينا من الصين، وأصبح حديث الناس في الفترة الأخيرة! مهلاً أنا لا أتحدث عن فيروس كورونا، بل عن تطبيق تيك توك Tik Tok الذي انتشر بشكل كبيرفي الفترة الأخيرة، وخاصة أثناء الحجر الصحي الذي فرضته جائحة فيروس كورونا.. لم لا؟ فالناس أصبح لديهم وقت فراغ كبير، ولا يستطعون قضائه خارج المنزل، فكان التطبيق الجديد نسبياً على وسائل التوصل الاجتماعي، ووجدوا فيه خير جليس، عوضاً عن الكتاب!

وهناك ملايين الأشخاص الذين قاموا بتحميل التطبيق على هواتفها المحمولة من قبل، لكن كان هؤلاء يكتفون بالمشاهدة دون المشاركة بفيديوهاتهم، ومنهم من انتقد البرنامج ووصف عشاقه بالمجانين تارةً والتافهين تارة أخرى! لكن هؤولاء أنفسهم أصبح لديهم حسابات عليه، ولا يمر يوم دون أن يشاركوا فيديو أو أكثر.

سميرة من الرباط احدى المؤثرات في وسائل التواصل الاجتماعي لديها موهبة التمثيل وتقلد الشخصيات بإبداع، تقول: “قبل الحجر الصحي كنت اشاهد فيديوهات التيك توك على باقي وسائل التواصل الاجتماعي وكانت تظهره بشكل سلببي جدا (رقص وسخرية و أشياء تافهة) لذلك لم اقم بالمشاركة من قبل، بعد الحجر أحببت أن اطلع أكثر على تفاصيل التطبيق واكتشفت انه فعلا يوجد أشخاص لديهم محتوى وموهوبة، فقضيت وقت اكبر عليه وعلى صناعة المحتوى (..) بنفس الوقت هو سبب للفرح بهذه الكآبة التي تحيط بنا من جميع الزوايا، وبالنسبة لي يكفيني ان اقوم بعمل شيء أحبه، في حين أن الكثيرين لا يستطيعون تقديم أي شيئ ضمن الحجر المنزلي”.

بسيط ودون تعقيدات تقنية!

تيك توك من البرامج التي تستطيع عمل فيلم لمدة أقصاها دقيقة، ولا يحتاج محترفي تصوير ولا جودة عالية، لذلك لاقى روجاً بين الناس العاديين الذين لا يملكون خبرة في عمليات التصوير والمونتاج! يكفي أن تتصور بكاميرا الهاتف المحمول، وتنشر فوراً، بالإضافة إلى كونه يحتوي على ميزات كسهولة المونتاج لمن يرغب، كما لديه العديد من الفلاتر والمؤثرات البصرية والسمعية، وليس من الضروري أن يكون لديك محتوى خاص بك من حيث الأفكار الجديدة، بل يمكن الاعتماد على مبدأ تدوير المحتوى، من خلال واستخدام الأصوات نفسها والإكتفاء بـ Lip Syncing أو مزامنة الشفاه، سواء لمشهد من إحدى المسلسات أو من مستخدمين آخرين لتيك توك، كما يمكن عمل ديو Duet مع أشخاص آخرين وغيرها من الميزات. تقول آية بهذا الخصوص: “تيك توك اختصار لعالم السرعة المحيط بنا بكل تفاصيل الحياة، والناس لم تعد ترغب أن تمضي ساعات لمشاهدة محتوى، تريد أن تشاهد مقاطع قصيرة مختصرة وجميلة، وهي الفكرة الاساسية من التطبيق، فهو سريع وسهل ولا يسبب الملل، وفيه تحدي تقديم الموهبة بوقت قصير لا يزيد عن دقيقة”.

تبقى الميزة الأهم بتطبيق (تيك توك) سرعة الإنتشار، فالفيديو الذي تقوم به لا يعرض فقط على أصدقائك ومتابعيك، بل على شريحة كبيرة جداً من مستخدمي التطبيق، وربما هذا ما دفع العديد من الناس إلى تقديم محتوى لا يتعلق بالرقص والغناء والتمثيل والتقليد فقط، فأصبحنا نجد أطباء يقومون بفيديوهات طبية للتحدث عن أعراض أو علاج مرض ما، كما هو الحال مع الطهاة الذي يعرضون طريقة إعداد وصفة معينة.. ألخ.

تيك توك ليس عادلاً!

وجود عدد كبير من المزايا في هذا التطبيق لا يجعله خالياً من العيوب، ولا يقتصرالأمر على عدم إمكانية عرض فيديو لأكثر من دقيقة، بل أيضاً على كونه غير منصف بكثير من الأحيان، فقد تجد شخص ما صاحب فكرة وقام بتصويرها وإخراجها بشكل متقن، لا يحصل على ربع التفاعل الذي يحصل عليه بعض لأشخاص الذين قلدوه! تقول آيه: “لا يوجد عدل، يمكنك أن تجد محتوى تافه محققا ملايين المشاهدات، ومحتوى جميل لم يحقق اي شيء! هذه النقطة ممكن أن تحول شغف وحلم الموهوبين إلى تعب نفسي كبير، وتحول الأمر لصراع أنه يجب عليك المواظبة والمواكبة لايصال موهبتك للناس، أو تقول لنفسك لا أريد أن أتعب أكثر من ذلك ويجب علي التوقف! هذه أصعب ثنائية تواجه أي صانع محتوى”.

في الختام تيك توك هو تطور طبيعي لوسائل التواصل الاجتماعي، وكون البرنامج للتسلية والترفيه، لا يعني أن الأنظمة سوف تغض الطرف عنه، فالسلطات في مصر مثلاً قامت بالقبض على فتاتين من مشاهير التطبيق هناك (حنين حسام ومودة الأدهم) متهماً كلتيهما بتهم مختلفة، كالحض على الفجور، والإعتداء على قيم الأسرة في المجتمع المصري!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى