بإمكانيات بسيطة .. أستاذ بسطات يحوّل مدرسته إلى حديقة غنّاء

محمد منفلوطي_هبة بريس

في إطار رد الاعتبار للمدرسة العمومية خاصة بالعالم القروي وما تعانيه من ويلات ضعف البنيات التحتية، وفي إطار تكريس ثقافة الواجب الوطني وحبه لبلده ولعمله، انخرط الأستاذ عبد العالي طاشة، وهو بالمناسبة أستاذ التعليم الابتدائي من أطر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالبيضاء سطات، (انخرط) في تنزيل مشروعه الشخصي بدءا بتوفير ظروف الاشتغال واستقبال التلاميذ القادمين من قلب الدواوير النائية، ليجدوا امامهم فضاء يليق بهم ويشجعهم على الاستمرار في التعليم بعيدا عن شبح الهدر المدرسي.

التحق هذا الشاب بمقره عمله بمجموعة مدارس دار الشافعي 1 التابعة للمديرية الإقليمية للتعليم بسطات، ومنها أسندت له مهمة التدريس بالوحدة المدرسية التابعة لها التي تدعى فرعية أولاد التومي، هناك حط الشاب الرحال رفقة زوجته، همه الوحيد هو الدفاع عن المدرسة العمومية وتشجيع التمدرس بين فئات أولاد الشعب من العالم القروي وفتح قنوات التواصل مع الآباء والأمهات بغية الرفع من جودة التعليم بمؤسسته، هنا بهذه الوحدة المدرسية التي توجد بمنطقة نائية جرداء، حاول هذا الشاب بامكانياته البسيطة أن يحول هذا الفضاء القاحل إلى روضة غناء، مازجا بين مهمته التدريسية، وبين تكريس فراغه للعمل على تأهيل ساحة مؤسسته والاعتناء بأغراسها وشجيراتها، محولا إياها إلى حديقة تضم مختلف أنواع الأشجار كالزيتون، وشجر التفاح، والخوخ، والرمان، وشجر السرو، والكالبتوس، وأشجار النيم، والعديد من الأزهار، كل ذلك بتكلفة صفر درهم وكلها بمجهودات الاستاذ في علاقته مع مجموعة من المحسنين سواء من الأطر التربوية أو أبناء الدوار.
النموذج الشبابي هذا يتطلب تحفيزا من قبل الجهات الوصية على القطاع سواء محليا او جهويا أو مركزيا، لاسيما وأن الأستاذ الشاب حاول العمل على تعزيز قنوات التواصل مع محيط المؤسسة وكافة ساكنة المنطقة، وهو ما مكنه من القدرة على خلق هذه المبادرات التي لم تقف عند هذا الحد بل على إعادة تدوير مخلفات حفر دور الصرف الصحي بالمدرسة من اتربة وحجارة وأنشأ بها ممر أوكولوجي يربط ترجل المتعلمين والمتعلمات من باب المؤسسة صوب الاقسام، تتوسطها مدارة مخضرة بالأزهار و بها العلم الوطني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى