السهرات الغنائية ليوم السبت…نقص في الجودة وتذبذب في المستوى

ربيع بلهواري _ هبة بريس

كانت السهرات الغنائية التي “دأبت” التلفزة المغربية على نقلها مباشرة أو تسجيلا خاضعة لقواعد الإمتاع في مغرب السبعينيات والثمانينيات. كما خضع ترتيب سلم الأغاني والمغنين لتراتبية ذوقية رسمية: الافتتاح بالطرب الأندلسي أو الغرناطي والاختتام بالشعبي لاسيما العيطة أوأغاني المجموعات الشعبية الشهيرة. وما بينهما تؤثث السهرة “بالأغنية العصرية” التي تخضع بدورها لتراتبية صارمة: الدكالي وبلخياط والحياني وسميح… في كفة، والمطربون المحدثون أو المغمورون في كفة أخرى. وبعبارة أخرى، كانت التراتبية الفنية الداخلية التي يتعارف عليها المتحكمون في الحقل الفني المغربي هي التي توجه أو تحكم التراتبية التلفزيونية من حيث الظهور والمساحة والتوقيت، وطريقة التقديم للجمهور والمشاهدين (تتذكرون بالتأكيد عبارة والآن موعدكم مع الفنان الكبير … الموسيقار… ).

أما الآن وفي خضم هذا الانتفاض الرأسمالي على الفن الغنائي الذي أعاد تشكيل خرائط الذوق الموسيقي العربي، عرفت البرامج الغنائية المغربية تحولا موازيا وإعداد البرامج الغنائية تحولا بارزا انتقل بها من وظيفة الإطراب والإمتاع التي كانت تحتل حصة الأسد في البرامج إلى وظيفة الاستعراض والفرجة وما يتخللها من إخبار المشاهدين ب”الجديد الفني” وبأسفار وسهرات و”أنشطة” الفنان أو الفنانة… هكذا، ادخل الحوار التلفزيوني في مختلف العناوين المتتالية للسهرات في القناتين. لقد أصبح الحوار هو هو الأصل في السهرات ويتم” قطعه” بأغاني مسجلة ومبتوتة بما يسمى ‘بالبلاي باك” في أكثرية الحالات. كما دخلت “أجساد” الجمهور الحاضر في الاستوديو على الخط حيث تشارك بالرقص والتصفيق و التفاعل الإيجابي مع ما يتوالى من أغاني وما يتناوب من مغنين ومغنيات ، هذا وتسجل بعض البرامج الغنائية طفرة نوعية على مستوى الإعداد حيث ساعدتها تيمة التخصص للإنتقال بها من المفهوم النمطي لسهرة السبت إلى برامج أخرى تعنى بالتراث الموسيقي المغربي والعربي (شذى الألحان، الخالدات، أنغام…)، فضلا عن الاعتناء بالذاكرة الموسيقية الوطنية عبر “مسار” أحد الفنانين، أو حكاية أغنية (برنامج كان يبث في الأولى). وهذا ما أسهم في إثراء الثقافة الموسيقية للمشاهدين وإغناء ثقافتهم العامة ذات الصلة بالمجال.

وبين هذا وذاك تبقى الوضعية الراهنة للتلفزيون المغربى لا تحظى بالإجماع وإن كانت حصة البرامج السياسية هي الاسد وذلك بعد فترة انقطاع، خيمت خلالها برامج يصفها مراقبون بالشعبية. وهي الشعبية التلفزيونية التي بُنيت على فكرة الاكثار من السهرات الغنائية وبرامج المسابقات والالعاب.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الإفراط في تقديم السهرات بالقناة الأولى يسيء لسمعة هذه القناة التي يجب أن تكون مثالا يحتذى به للقنوات العمومية .إن أغلب الأوقات التي نفتح فيها القناة إلا ونجد سهرة غنائية وكأن القناة أوجدت للسهرات فقط فبكثرة مانشاهد من أجواق شعبية صار لنا إشباع من هذا النوع من الموسيقى إن لم نقل صرنا نمل من السهرات التي لاتتوقف ولا تنتهي .وإذا كان هذا حال القناة الأولى فالقناة الثانية لاتختلف عنها بإدمانها على تقديم المسلسلات التركية في جل أوقاتها وهي مسلسلات للأسف تنشر قيما وثقافات تختلف عن قيمنا وثقافاتنا مما جعل أخلاق المجتمع تنحط وينتشر الاغتصاب والحمل من علاقات غير شرعية كما صرنا نلاحظ تزايد عدد الانتحارات خاصة بين الشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى