غريزة الأبوة.. شيخ هرم بسطات يهب حياته لابنه أزيد من عشرين سنة “فيديو”

محمد منفلوطي_هبة بريس

عندما يبكي الشيخ الهرم فاعلم أن الألم بلغ مداه وأن الأرض ضاقت عليه وابنه العليل بما رحبت، عندما يبكي الشيخ الهرم وهو قد أخذ منه الدهر أخذا واشتعل رأسه شيبا فلا محالة أن رب الأرض والسموات سيفرج الكروب ويرفع البلاء ويقضي الحاجات، عندما يبكي الشيخ الهرم فقرا وتهميشا وقلة حيلة، تتحرك مشاعر الانسانية وتدمع عيون العباد لأنهم ببساطة رجال مثلهم.

إنها قصة مؤثرة تقشعر لها الأبدان، قصة شيخ هرم قد بلغ من العمر عثيا، احذوذب ظهره وضعفت قدرته على تحمل المزيد من مشاق الحياة، ليجد نفسه وهو في أرذل العمر يسهر على رعاية ابنه الأربعيني الذي يعاني إعاقة حركية أقعدته الفراش لأزيد من عشرين سنة، ليجد نفسه عبارة عن جثة هامدة لا تقدر عن الحركة، حتى أن قدرته على قضاء حاجاته البيولوجية باتت من سابع المستحيلات.

بعد وفاة والدته، لم يجد هذا الشاب صاحب الأخلاق الرائعة، سوى والده الهرم ليرعاه أكلا وشربا ونوما وقضاء حاجة، ظروفهما المعيشية هاته صارت عبارة عن كابوس يلازمهما يوما بعد لاسيما وأنهما يعانيان ظروف معيشية قاسية، إذ يتخذان من بيت مهترئ بقلب دوار الجعاديين بجماعة سيدي العايدي دائرة سطات، مسكنا لهما في غياب تام لأي التفاتة مسؤولة من قبل السلطات الإقليمية ولا المحلية ولا هيئات المجتمع المدني ولا الحقوقي ولا الإعلامي..

هبة بريس، حطت الرحال هناك وكسرت جذار الصمت هذا، قادها المسير عبر مسالك قروية تعاني من ضعف البنية التحتية، شقت طريقها للوصول إلى منزلهما، استقبلها الأب الشيخ الهرم، وعلامات الوقار بادية على محياه ولسان حاله لا يفارق ذكر الله تسبيحا وتهليلا، كله أمل أن يعانق ابنه حياة جديدة ويتحسن وضعهما المعيشيي والصحي، فيما اتخذه ابنه أحمد زاوية من البيت ملجأ له وهو ينتظر الفرج.

بعيدا عن كل العيون والمبادرات الإنسانية الهادفة رغم أنهما يعيشان ظروفا قاسية في زمن هذه الجائحة، الفقر وقلة ذات اليد، لم يجدا بدا في الحديث عن كل ما تخفيه صدورهما، لينهمر با الحاج الرجل الهرم بكاء بالقول: ” عيت أوليدي مبقيتش قادر على حمله من جهة الى جهة، أنا خفت غير نموت ويبقى وليدي لوحده بدون معيل..”. هكذا هي أحاسيسه هكذا هي غريزة الأبوة، حتى أنه في أضعف حال لم يقف عاجزا بل استمر في رعاية ابنه لمايزيد عن عشرين سنة بلا كلل ولا ملل، إنها نعمة الأب.

أمام قلة ذات اليد، جلس الإبن الذي يعاني من إعاقة حركية كاملة، ليستعرض كرونولوجيا حياته قبل إصابته بهذا المرض الغريب، حيث كان تلميذا بمدرسة لورارقة الابتدائية التي غادرها بعد أن قضى بها أربع سنوات، لينخرط في مساعدة والده في رعي الغنم وأعمال الفلاحة، بعدها بسنوات، بدأ الألم يذب في جسمه النحيل، ظل يصارع حتى أقعده أرضا بلا حركة، ومن هنا بدأت محنته ورحلته في البحث عن العلاج لكن بلا نتيجة.

إنها صرخة مدوية ممزوجة بالدموع والألم، لشيخ هرم وابنه، صرخة تدمي القلب، تتطلب تدخلا عاجلا من قبل الجهات المعنية والوصية على القطاع لانقاذ هذا الشاب الذي يعد من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمانا لحقه في العيش الكريم والتطبيب والدعم المادي والمعنوي انسجاما مع روح الدستور.

عبر “هبة بريس” ناشد هاذين الآدميين كافة الجهات المعنية والهيئات الحقوقية والجمعوية وكافة المحسنين للتدخل لإنقاذهما وتقديم يد العون لهما، واضعين هاتفهما النقال رهن إشارة الجميع للوقوف بجانبهما خلال محنتهما هاته،0762377488، والله لايضيع إجر المحسنين.

الفيديو التالي يختزل جانبا من معاناتهما اليومية:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى