زمن الجائحة… تلاميذ العالم القروي بين مطرقة الإيواء وسندان النقل المدرسي

*صورة من الأرشيف

محمد منفلوطي_هبة بريس

في زمن الجائحة، والخوف من انتشار العدوى بين صفوف التلاميذ خاصة منهم نزلاء الأقسام الداخليات بالثانويات والإعداديات، عرفت هذه الأخيرة تقليص أعداد المستفيدين للتخفيف من الطاقة الاستعابية تجنبا للاكتظاظ وضمان التباعد الجسدي واحترام التدابير الاحترازية، لكن هذا الإجراء زاد من معاناة الأسر والآباء الذين وجدوا أنفسهم أمام اكراهات البحث عن حلول بديلة لثبيت أبنائهم وضمان حقهم في متابعة دروسهم خاصة بالعالم القروي، فمنهم من بات يبحث عن دور للكراء وما يتطلب ذلك من مصاريف التغذية وغيرها، ومنهم طالب بتوفير وسائل للنقل المدرسي للوصول إلى عمق القروى والدواوير .

توفير وسائل النقل المدرسي بأعداد كافية، بات مطلبا ملحا لاسيما في العالم القروي، حيث يعاني الكثير من تلامذة المدارس من النقص الحاصل في هذه الوسائل التي تكاد تنعدم في مناطق أخرى، وهو مشكل يعيد طرح نفسه مع كل موسم دراسي لكن هذه السنة كان له طعم خاص بنكهة الخوف من تداعيات كورونا، كما انه يجسد وبالملوس غياب دور المنتخبين والسلطات المحلية والإقليمية في إنهاء هذا المشكل بصورة نهائية عبر توفير أسطول بأعداد كافية يضمن سلامة وصحة التلاميذ وحقهم في متابعة دروسهم والعودة على منازلهم في ظروف ملائمة بعيدا عن معضلة الاكتظاظ وسوء برمجة أوقات الانطلاقة والعودة، إذ ان معظم التلاميذ يتوجهون صوب مؤسساتهم فجرا في حين أن موعد الحصص الدراسية لدى البعض منهم تنطلق حتى الساعة العاشرة صباحا، إذ أن ذهابهم باكرا له علاقة بوسيلة نقلهم الوحيدة.

وقد تابعت هبة بريس عن قرب حجم المعاناة التي يعاني منها تلاميذ ببعض الجماعات القروية، إذ أن معظم التلاميذ القادمين من السلك الابتدائي نحو الاعدادي والثانوي يجدون صعوبة بالغة للتأقلم مع هذا الوضع بسبب ارتفاع عددهم مقارنة مع ضعف وسائل النقل المدرسي، وهو ما يتطلب توفير أسطول كاف لسد الخصاص وتمكين كافة المتعلمين من الاستفادة منه بدون اسثناء لدعم التمدرس وتشجيعه في صفوف الفتيات انسجاما مع خصوصيات الأسر القروية المحافظة.

أحد الآباء من إحدى الجماعات القروية صرح للجريدة، بأنه بات يفكر في حرمان ابنته من متابعة دراستها الثانوية لالشيء سوى أنها باتت تعاني معاناة حقيقية في التنقل من بيت أسرتها صوب ثانويتها كل يوم، بفعل غياب حافلة للنقل المدرسي، لتبقى ظاهرة ّالخطافة” هي الكفيلة لحل هذه المعضلة، مشيرا إلى أن وضعيته هاته شبيهة بوضعيات أخرى لأسر وعائلات تعاني المشكل ذاته، مناشدا كافة المتدخلين من هيئات منتخبة وعلى رأسها المجالس الاقليمية والمجالس الجماعية والسلطات المحلية لدعم هذه القطاع وتقويته لاسيما ان تداعيات فيروس كورونا قد أبانت عن محدوديته وعرّت واقعه الهش بعد ان ارتفع الطلب عليه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا على هذا الموضوع لكن هل يمكن تزويد المهاجرين بمعلومات عن الجمارك المغربية كيف يتعاملون مع الجمعيات في هذا المجال لمن يريد تزويد بعض المناطق .وشكراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى