ذكرى المسيرة الخضراء حقائق جوهرية في قضية الصحراء المغربية

*صورة من الارشيف

اسماعيل بويعقوبي- هبة بريس

يحتفل المغرب في تاريخ 6 نونبر من كل سنة، بيوم “المسيرة الخضراء”، وهي ملحمة وطنية استطاع فيها المغرب استعادة صحرائه التي كانت تحت الاستعمار الإسباني، من دون إطلاق رصاصة واحدة بفضل ما كان الملك الحسن الثاني يتمتع به من حكمة وحنكة وقدرة على استيعاب التوازنات الإقليمية والدولية في إبانه.

وتأتي الذكرى الخامسة والأربعين ، هذه السنة ، بنكهة خاصة في ضوء ماحققه المغرب من نجاحات دبلوماسية تُعد ثمرة عمل دؤوب ومثابر، في مقابل تلاشي دعم الأطروحات المغرضة والمنحازة للجبهة الانفصالية وحاضنتها الجزائر ، وهو مايتضح جليا من خلال العدد الكبير من البلدان الداعمة لموقف المغرب ، وسحب مجموعة من البلدان اعترافاتها بالكيان الوهمي، كما أن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة ألجم الجبهة الانفصالية وأرغمها على سلك أسلوب “قُطاع الطرق” بمعبر الكركرات.

كما يأتي تخليد المغرب لهذه الذكرى العزيزة على قلوب كافة المغاربة، عقب مرور أيام قليلة على صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2548 بشأن تطورات الوضع بالصحراء المغربية، والذي جدد مرة أخرى تحميل الجارة الشرقية للمغرب مسؤولية إطالة عمر النزاع في الصحراء ، على الرغم من محاولتها التملص من مسؤوليتها، حيث كرس الجزائر كطرف رئيسي في المسلسل السياسي حول الصحراء، ومؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم مشيدا – أي القرار- بمبادرة الحكم الذاتي .
وفي صفعة قوية أخرى للجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، جرى بحر هذا الأسبوع إفتتاح قنصلية جديدة للامارات العربية المتحدة بمدينة العيون، على غرار عدد من البلدان الافريقية التي لم ترضخ لضغوطات الجزائر وجنوب افريقيا الرامية الى ثني هءه الدول عن افتتاح بعثاتها الدبلوماسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة،ما اعتبره عدد من المتابعين مؤشرا على أفول الطرح الانفصالي.

لم تعد الصحراء المغربية مجرّد قضية استطاع المغرب أن يحسمها لمصلحته بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها منذ العام 1975، بل صارت بمثابة دليل على “قدرة المغاربة، ملكا وشعبا، على رفع التحديات التي تواجه الأمة”. وتحوّلت “المسيرة الخضراء” إلى “مسيرة دائمة”. وكما يقول العاهل المغربي في خطابه الأخير إنّ “الروح التي مكنت من استرجاع الصحراء، سنة 1975، هي التي تدفعنا اليوم، للنهوض بتنمية كل جهات المملكة. وهذا ما ينطبق على أقاليمنا الجنوبية، التي تعتبر صلة وصل بين المغرب وأفريقيا، على الصعيد الجغرافي والإنساني والاقتصادي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى