دبلوماسية المغرب تتعزز بإنجازات مهمة في صحراءه

*صورة من الارشيف

ع اللطيف بركة : هبة بريس

بالتزامن مع إحتفال المغاربة بعيدهم الوطني ( ذكرى المسيرة الخضراء) والتي استرجعت بها المملكة صحراءها من الاستعمار، حققت الديبلوماسية المغربية عدة إنجازات تسير في اتجاه الحل النهائي لهذا الصراع المفتعل .

وشكل إفتتاح قنصلية الامارات العربية المتحدة بمدينة العيون عاصمة الصحراء ، اليوم الاربعاء 4 نونبر الجاري ، الحدث الابرز باعتبار أن هذه الدولة العربية الصديقة والشقيقة للمملكة ، كانت الاولى من دول الخليج التي تفتتح قنصليتها بالاقاليم الجنوبية للمملكة، مما سيفتح المجال الى دول أخرى عربية لافتتاح تمثيلياتها الدبلوماسية بالصحراء، مما سيساهم في دعم ملف المغرب لدى الامم المتحدة ومجلس الامن، بعد أن لقي المقترح المغربي استجابة كبيرة من طرف العديد من دول العالم، لمشروعيته التاريخية وفك هذا النزاع المفتعل و إرجاع المحتجزين المغاربة في مخيمات العار بتندوف .

وكانت الأشهر الماضية من السنة الجارية، قد شكلت عدة أحداث تجسدت في تقارب غير مسبوق بين المغرب وعدة دول أفريقية، فضلا عن انتصار دبلوماسي فيما يتعلق بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، حيث أعلنت ثلاث دول افتتاح قنصليات لها بهذه الأقاليم، وهي سفارات جزر القمر وإسواتيني (سوازيلاند سابقاً) وزامبيا.

وفي التزامن مع دعوة الامين العام للأمم المتحدة، عناصر البوليزاريو بالكف عن استفزازاتها للمغرب، بعد تحريض عدد من أنصارها بمنطقة الكرارات والحاق أضرار بطريق معبدة ومنع مرور الشاحنات التجارية التي تزود عدد من البلدان الافريقية بالمواد الغذائية والفلاحية.

كل هذه الاستفزازات التي تقوم بها جبهة البوليزاريو ، دفعت بعدد من الدول الافريقية دعم “مغربية” الصحراء، من خلال التحركات الدبلوماسية المذكورة أعلاه، هو نصر آخر للمغرب، الذي يحظى بأكبر قدر من الدعم الدولي.

وكانت المملكة المغربية قد وقعت عدة اتفاقيات مع دول أفريقية، وست اتفاقيات تعاون مع تشاد، وأربع اتفاقيات تعاون مع ملاوي، وثلاث اتفاقيات مع جمهورية إفريقيا الوسطى.

ورغم أن مضمون هذه الاتفاقات يختلف من بلد إلى آخر، لكنها تروم جميعها تعزيز العلاقات في مختلف القطاعات بين المغرب وهذه البلدان، والتي تعتبر قطاعات حيوية بالنسبة للبلدان الأفريقية، مثل الفلاحة والسياحة والطاقة والعلوم.

فحالة ملاوي على سبيل المثال لا الحصر، جديرة بالملاحظة. فقبل عامين، كانت الملاوي تعترف بجبهة البوليساريو، لكنها اليوم غيرت رأيها، وأصبحت تدعم بوضوح السيادة المغربية على الصحراء.

ثالثًا، تم افتتاح ثلاث قنصليات عامة، مؤخرا في الداخلة، وهي لبلدان بوركينا فاسو وغينيا بيساو وغينيا الاستوائية، واثنتان في العيون وإسواتيني وزامبيا. بالإضافة إلى هذه القنصليات، تم افتتاح عدد من التمثيليات الدبلوماسية في الصحراء المغربية خلال العام الماضي: قنصلية غامبيا (7 يناير) وغينيا كوناكري (17 يناير) وجيبوتي (28 فبراير) وليبيريا (12 مارس).

كما تم أيضًا في مدينة الداخلة، افتتاح قنصلية جزر القمر، والتي كانت أول قنصليات رسمية في دجنبر من العام الماضي، الغابون (17 يناير)، جمهورية إفريقيا الوسطى (23 يناير)، ساو تومي وبرينسيبي (23 يناير) ، كوت ديفوار (18 فبراير) وبوروندي (28 فبراير) في العيون.

إن هذه القنصليات الإفريقية الخمس عشرة التي تم افتتاحها في هاتين المدينتين العام الماضي هي دليل على دعم المغرب في مسألة الصحراء المغربية.

تُظهر هذه المقاربات الدبلوماسية إلى أي مدى لا تزال علاقات المغرب مع دول الاتحاد الأفريقي قائمة، كما تشير الى تغيير عدد من البلدان الافريقية لموقفها إزاء جبهة البوليساريو.

وعلى الرغم من شكاوى الجزائر وصنيعتها في كل مرة يتم فيها اعلان افتتاح قنصلية في الأقاليم الصحراوية، فانه لم يكن لها أي تداعيات على المستوى الدولي، بل وجهت الامم المتحدة دعوة الى الجارة الجزائر بدعم المفاوضات عوض عرقلتها لفك هذا النزاع المفتعل، كما دعا ملك البلاد محمد السادس في أكثر من مناسبة الجزائر فيما أطلق عليه ب ” اليد الممدودة” من أجل فض النزاعات وتحقيق تنمية شعبي الجزائر الشقيق والمغرب وكافة بلدان المغرب العربي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى