أزمة “قره باغ”…بعد البلقان، فرضية الحرب والسلام تتأرجح بالقوقاز

هبة بريس- الرباط

ما فتئ النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو كاراباخ يمثِّل عاملًا من عوامل عدم الاستقرار الإقليمي والدولي،بالنظر إلى طبيعة الخلاف التاريخي الشائك والدموي، والتدخلات الخارجية الساعية إلى ضمان مصالحها في منطقة القوقاز، ضمن التنافس الصامت بين الدول الكبيرة.

الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان ( أذريبجان وارمينيا)  تخوضان نزاعاً منذ عقود للسيطرة على منطقة “ناغورني قره باخ” الانفصالية بجنوب غربي أذربيجان، والتي سيطرت عليها أرمينيا خلال حرب في التسعينات نتج عنها سقوط ألاف القتلى من الجانبين، لتتفجر الأزمة من جديد مُذكرة العالم بالمسائل العالقة التي خلفها انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وانفراط عقد دوله وتشتت ولاءاتها منذرة بعودة نزاعات قديمة بالقوقاز قد تشعل فتيل حرب عالمية ثالثة كما حدث بالبلقان بداية القرن العشرين.

وبالعودة إلى جذور الصراع الحقيقية حول السيادة على منطقة “قره باغ”، يستحضر المؤرخون دور الرئيس السوفييتي السابق جوزيف ستالين الذي وضع جذور الصراع على هذه الأرض الجبلية الصغيرة ذات الأغلبية الأرمنية من السكان، عندما أعلن تبعيتها إلى جمهورية أذربيجان في عام 1923، لكنه في الوقت ذاته منح سكانها صلاحية الحكم الذاتي، ما دفع اقليم “قره باغ” الى اعلان استقلاله من جانب واحد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 بدعم من أرمينيا، حيث اندلعت بعد ذلك حرب بين البلدين قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 1994.

وبين اختلاف وجهات نظر المهتمين بالصراع على”قره باغ” بين من يحصره في كونه صراعا عرقيا وأخرون يرون أنه مسألة وجود بين الأرمن والأذريين ، يرى باحثون أن التنافس يتعدى المنطقة ليشمل القوى الكبرى مما يفسح المجال أمام صراع “جيوبوليتيكي” غير محسوب العواقب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى