يا أهل الريع السياسي إتقوا الله في البلاد

بقلم : مصطفى الدهبي

قيل له ماذا ينقصك يا العريان أجاب الخاتم يا مولاي هذا الأمر ينطبق على الحكومة المغربية التي هي مصرة على إجراء الانتخابات السنة القادمة رغم الوضع الكارثي جراء جائحة كورونا وكأن الانتخابات هي الحل للمشاكل التي تتخبط فيها البلاد في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية وكذا السياسة لأن سنة 2020 كانت هي سنة تواصل السياسيين مع المواطنين للتصالح معهم بغية تقليص نسبة العزوف الذي هو سبب فشل الولايتين السابقتين وكانت لهما أثار سيئة على مستوى عيش المغاربة حيث تقلصت الطبقة الوسطى جراء ارتفاع الأسعار في جميع متطلبات الحياة وذلك نتيجة تحرير أسعار الكازوال.

إن المغرب ليست دولة غنية وأيضا ليست فقيرة ويمكن ضمان العيش الكريم لكل المواطنين المغاربة إن طبقت فيه الديمقراطية الحقة بأحزاب قوية ولديها برامج تعرض على المواطنين بالأرقام وليس بالشعارات وهذا لا يتأتى إلا بالكفاءات الوطنية التي يكون همها هو ما ستقدم للبلاد وليس ما ستأخذه من الريع السياسي لأن هذه الكفاءات هي في غنى عن الماديات لكون أنها عرفت كيف تدير شأنها في الحياة المادية وهي ميسورة أما من ينتظر الريع السياسي كي يسوي حالته المادية فهو فاشل في مساره الشخصي فكيف سيسير الشأن العام؟

إن المملكة لو توحدت فيها الجهود المواطنة ستعرف نمو مضطردا في جميع مناحي الحياة ما سيعود بالخير على الكل إن الإنتخابات القادمة لابد أن تكون مفصلية وتبنى على قواعد متينة تكون فيها جائحة كورونا بعد زوالها نقطة إنطلاقة مغرب جديد وبعقليات متحضرة وحداثية وأحزاب تضم في صفوفها كفاءات وطنية من مهندس دولة وما فوق وخبرة ميدانية لا تقل عن عشر سنوات في الشؤون التدبيرية ميدانيا، وهذه الكفاءات تكون مرشحة للاستوزار عند المشاركة في الحكومة. أما فيما يخص تدبير الشأن المحلي فالواقع يلزم تشجيع الكفاءات التي تعمل بمصالح الجماعة على الترشيح بها، لأنها تعرف كواليس تدبير شؤون المواطنين وحاجياتهم.

إن الانتخابات القادمة لابد أن يكون السياسيون تصالحوا مع المواطنين ويكون يوم الانتخابات عرس وطني تتنافس فيه الأحزاب بالبرامج وليس بالشعارات والاتجار في الدين ولكي تتحقق هذه الوقائع لابد أن تجري الانتخاب يوم الأحد، لأنه إن كان في يوم عمل فالعديد من التجار لا يقدمون على إغلاق متاجرهم للتوجه إلى دائرتهم الانتخابية، إضافة إلى إكراهات أخرى تدفع إلى العزوف، وقد شرحت هذا في مقال سابق تحت عنوان انتخابات 2021 ترغيب المواطنين بدل إجبارهم وشرحت الأسباب ودوافع تغيير يوم الانتخاب من الجمعة إلى الأحد لتشجيع المواطنين على الاقتراع برغبة منهم بدل إرغامهم،لأن هذا الأمر سيدفع إلى عزوف داخل المعزل بالبطاقات الملغاة، ويمكن أن تحمل عبارات تخدش في الحياء محرجة أعضاء المكتب عند فرز الأصوات، وفي نفس المنحى الرامي إلى عدم إرغام المواطنين وفي مقال تحت عنوان “تأجيل الانتخابات أحسن من مغامرة إجرائها فقد أشرت على أن من لم يصوت لا يحق له الاحتجاج” فمثلا عدم الاحتجاج على فواتير الماء والكهرباء أو الشكايات على الضرائب وكان هدفي هو أن يشعر المواطن الذي لم يكلف نفسه الانتقال إلى مكتب التصويت فهو مواطن درجة ثانية ولم يكن هدفي حرمانه من حقه الدستوري في الوظيفة أو السكن.

إن الوضع في البلاد هو جد متأزم بجميع القطاعات وهي أزمة غير مسبوقة في تاريخ المغرب وهي سنة سوداء على جميع المغاربة، فإضافة إلى جائحة كورونا كان هناك موسم فلاحي اتسم بالجفاف، لذا وجب الترتيب في اتخاذ قرار إجراء الانتخابات السنة القادمة فعلى غرار السكتة القلبية التي كان أقر بها المغفور له الحسن الثاني وكانت سببا في توافق العرش مع المعارضة وتم التوافق على حكومة ترأسها المرحوم اليوسفي وكانت بداية انطلاق مغرب جديد واسترجع المغرب عافيته في عدة مجالات إلى حدود سنة 2011 لوقائع ما يسمى الربيع العربي “الكذبة” فتقلد الحزب الإسلامي تدبير شؤون البلاد. فعرف المغرب عدة اهتزازات تراجعت معها أوضاع المغاربة لذا وعلى إثر جائحة كورونا وجب استراحة محارب ومراجعة الذات والتفكير في وضع قواعد متينة توفر الآليات والأدوات لمغرب جديد بدءا من مراجعة الدستور لتخطي هفواته كفرض أن تترأس الحكومة كفاءة وطنية لأن المغرب يعج بالكفاءات لأنه ليس من المعقول أن يترأس حكومة كفاءات أستاذ بالثانوية التأهيلية، إضافة إلى وضع آجال لتشكيل الحكومة، أما فيما يخص اللوائح الوطنية فعليها أن تتكون من أطر كفئة وتكون وكيلة لائحتها والخمس الأوائل منهن كفاءات وطنية من مهندسات وما فوق لقطع الطريق على قريبات القيادات الحزبية والريع السياسي، ولأن هذه الحكومة أنهت ولايتها يستحسن أن تتولى هذه الإجراءات حكومة كفاءات وطنية متطوعة تعمل دون مقابل، وبذلك يتم توفير مصاريف الحكومة والبرلمان إلى أن تصطلح الأوضاع وبعدها تجرى الإنتخابات وكل هذا في صالح الأحزاب والبلاد، لأن لو جرت السنة القادمة فسيتسلم الحزب الفائز وضعية كارثية.

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. مقال في الصميم تحية وتقدير يااااليت هذا التفكير يسود ضمير جميع من يقود سفينة هذا الوطن بدءا من المسؤول الى المواطن

  2. اللهم اهديهم يارب فإن لم يهتدوا فلا تجعل عليهم فستهديهم نار جهنم إن شاء الله فأكلة أموال الأيتام والمساكين والأرامل والفقراء والسحت فنار جهنم أولى بهم

  3. موضوع الساعة شكرا الريع السياسي اصبح مطلب حميع الاحزاب مما جعل الشباب يعزفون على العملالسياسي والانتخابات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى