”شامة الزاز“…الأيقونة التي تزوجت في سن ال14 سنة و رسخت فن ”العيطة الجبلية“

خالد العروسي – هبة بريس

توفيت امس الاثنين 28 شتنبر الجاري، بالمستشفى الإقليمي بتاونات أيقونة العيطة الجبلية، شامة الزاز، عن عمر ناهز 67 سنة، بعد صراع طويل مع مرض القلب.

وفي اتصال هاتفي أجرته “هبة بريس ” مع عبد الواحد الذهبي باحث في التراث الجبلي ومكتشف المرحومة شامة الزاز، أوضح أن الفنانة الراحلة عانت خلال الآونة الأخيرة من مشاكل صحية على مستوى القلب ما جعلها ترقد لعدة أيام ببعض المستشفيات، أبرزها المستشفى العسكري بالرباط، حيث حثها الأطباء على إجراء عملية جراحية بشكل مستعجل على مستوى صمامات القلب إلا أنها رفضت قطعيا إجراءها، و أصرت على العودة إلى مسقط رأسها بدوار الروف نواحي تاونات.

واسترسل ذات المتحدث، أنه خلال اليومين المنصرمين تدهورت حالتها الصحية بشكل حاد، استدعت نقلها مجددا للمستشفى الإقليمي بتاونات التي أسلمت فيها الروح لبارئها مساء اليوم الاثنين، موضحا أن رحيل المشمولة بعفو الله هي خسارة للمجال الفني، خصوصا أن المرحومة كانت من النساء الجبليات القليلات اللواتي اقتحمن هذا الفن الذي كان يحتكره الرجال، واصفا صوتها ب ”النقي و المتميز و الجبلي القح“.

وزاد الذهبي، خلال حديثه مع الجريدة، أنه يتشرف باكتشاف هذه الموهبة النادرة، التي قدمها لأول مرة باسمها الحقيقي للمرحوم الفنان الراحل، محمد العروسي يوم تكريمه بتاونات، ليرافقها المرحوم في مشواره الفني ويشكلان فريقا متجانسا اشتهرت بفضلهما أغاني العيطة الجبلية و فن العيوع على المستوى الوطني بالمغرب.

وفي الختام، عبر الذهبي عن حزنه الشديد لفقدانه الأيقونة الفريدة والتي ليس لها خلفا ولا عوضا في مجال العيطة الجبلية، داعيا من الله العلي القدير أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

جدير بالذكر، أن الفنانة الراحلة شامة الزاز وُلدت سنة 1953 بدوار الروف التابع لجماعة سيدي المخفي بإقليم تاونات، كما أنها حاولت التعلم والدراسة غير أنها وبعد وقت قصير غادرت المدرسة، لتتزوج في سنٍ مبكرة جداً (14 سنة)، و لكن توفي زوجها بعد 4 سنوات من الزواج.

وشاركت شامة الزاز في المسيرة الخضراء كممثلة عن إقليم تاونات، وساهمت في تأطير النساء و الترفيه عنهم بالموسيقى، كما امتدت مسيرتها لأزيد من أربعين سنة سجلت خلالها 60 شريطا و قرصا غنائيا نغمة و كلاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى