لـــــــيلة اختطاف عدنان.. هناك ضَـــــاع الأمل

محمد منفلوطي_هبة بريس

طنجة يا العالية، يازينة البلدان، المدينة الهادئة المطلة على مياه المتوسط المنعشة، أناسها من طينة الكبار، شرفا وكرما وحسن استقبال، مدينة باتت على لسان الكل وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي حدثها الأبرز ملأ الصفحات تنديدا واستنكارا ومطالبة بالقصاص، مربط الكلام هنا، واقعة الطفل عدنان الذي ذهب ضحية استدراج مرورا بالاغتصاب وصولا إلى رميه جثة هامدة في حفرة بالقرب من منزل أسرته دفنا وطمسا للحقيقة…هناك ضاع الأمل مع موت عدنان وضاعت معه أمنيات الأسرة في مستقبل ابنهم، لتبقى صوره وملابسه وابتسامته تذهب النوم من جفون الأم قبل الأب المكلوم.

الطفل عدنان الذي قتل بدم بارد بعد استدراجه وممارسة شتى أنواع الاعتداء الجنسي عليه، ظل غيابه لغزا محيرا، يقلق بال الأب  والأم وعموم الشعب المغربي، ظلت صورته تتداول بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الرسمية، قبل أن يستقر به المقام جثة هامدة دفنا تحت التراب ليلتحق بطيور الجنة عند رب العزة.

مرت أيام عن اختفاء عدنان، لم يظهر له أثر، في الوقت الذي يعاني فيه المسكين ويلات الاغتصاب والاحتجاز بعيدا عن أنظار أسرته وذويه على يد وحش آدمي أنهى حياته بعد اشباع رغبته.

عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة انخرطت منذ الوهلة الأولى في سباق مع الزمن لعلها تفك لغز اختفاء الطفل عدنان، قبل أن تتمكن من توقيف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، مستخدم في المنطقة الصناعية بالمدينة، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جناية القتل العمد المقرون بهتك عرض قاصر، لاسيما وأن المصالح الأمنية كانت قد توصلت بإخبارية تفيد باختفاء طفل قاصر يبلغ من العمر 11 سنة، قبل أن تكشف الأبحاث والتحريات المنجزة أن الأمر يتعلق بواقعة اختفاء بخلفية إجرامية، خصوصا بعدما تم رصد تسجيلات مصورة تشير إلى احتمال تورط أحد الأشخاص في استدراج الضحية بالقرب من مكان إقامة عائلته الذي تبين لاحقا أنه يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم توقيفه والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية.

حدث اختطاف عدنان واغتصابه ثم قتله، تفاعل معه كثيرون، وطالبوا بإنزال عقوبة الإعدام على “صاحب الفعلة”، لاسيما وان سلطة الاتهام وسلطة الحكم يملكان في القانون الجنائي ما يسمح بالحكم على المجرم قاتل عدنان بالإعدام وزيادة على حد وصف الأستاذ الجامعي عمر الشرقاي الذي تفاعل بدوره مع قضية عدنان.

قضية عدنان لا محالة ستأخذ منحى تضامني واسع من قبل كافة الفعاليات الجمعوية والحقوقية، لكن في المقابل من المنتظر أن تلوح في الأفق بعض الأصوات ” الشادة” من مناهضي عقوبة الإعدام ليركبوا على ملف القضية  بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان مع الحق في الحياة، فإذا كان هدف هؤلاء هو الدفاع عن حق الحياة للجناة، فأين حقوق الضحايا الذين حرموا من حقهم في الحياة… ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون… كما قال ربنا وخالقنا.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ونعم بالله وشرع الله واضح وكله عدل ورحمة وهو قانون سماوي رباني واضح ولكن للاسف لا يعمل به وكل هذه الجرائم التي اصبحت تهتز لها قلوبنا كل يوم انما هي بسبب البعد عن شرع الله وحكمته السمحة فعندما يكون القانون رادع بالمعنى الحق فالنفوس الخبيثة عندها تخاف وتتعض ولا تقدر على ارتكاب هذه الكباءر

  2. هذا رأي كاتب المقال وتتبناه أغلبية المجتمع لكن الموضوع هو محل نقاش فلماذا تفجر حقدك في وجه من يخالفونك الرأي؟ لماذا تنعتهم، بوصف “الشاذة” لماذا تشكك في نواياهم ومقاصدهم بزعمك أنهم “سيركبون على ملف القضية”؟ لماذا هذا الخبث والتخوين لمجرد أن هناك رأي مخالف حتى وإن لم يصب أهله عين الصواب؟ هذه هي حمية الجاهلية التي تصادر حق المجتمع في الإختلاف وتركب على قضية مقتل طفل بريء لتصفية الحساب مع المخالفين في الرأي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى