وفاة خمسيني بكورونا : شكاية تتهم المستشفى الإقليمي بن باجة بالتقصير

خالد العروسي – هبة بريس 

توصلت ” هبة بريس ” بنسخة من شكاية وجهها عبد الرحمان الرزقي إلى السيد وزير الصحة، يتهم من خلالها مدير مستشفى بن باجة بمدينة تازة، بالتسبب في وفاة خمسيني كان مصاب بفيروس كورونا، جراء التقصير و الإهمال في القيام بالواجب المهني.

ووفق الشكاية نفسها، ذكر من خلالها المسمى ( عبد الرحمان ، الرزقي)، أن المرحوم كان من مرضى كوفيد 19 وكان يتلقي العلاج في بيته رغم أنه كان يعاني من داء السكري . مضيفا، أنه بعد أخده للأدوية المعمول بها لعلاج فيروس كورونا بدأت تظهر على المرحوم بعض الأعراض التي تنذر بوجود خطر على حالته، حيث كان يتقيأ طوال الوقت و يحس بتعب شديد يلزمه الفراش و الآلام حادة في بطنه و دوار مزمن .

و قال ذات المتحدث، انه بعد قياس نسبة السكر في دم المرحوم تبين لنا أن نسبة سكر تعدت 3 جرامات، الشيء الذي استدعي نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بن باجة، حيث تم وضعه في الجناح الخاص بمرضى كوفيد 19 لمدة يومين. و بعد الاتصال به للاطمئنان على صحته تفاجئنا بالإهمال الذي عايشه طيلة هذه المدة، إذ أنه لم يتلقى أي علاج ولا معاينة سريرية رغم أن حالته تسوء إلى الأسوأ، موضحا، أنه تواصل مع مدير المستشفى للتعجيل بالعلاج، إلا أن شيئا لم يتغير.

وزاد قائلا: أنه بعد خروج الأمر عن السيطرة نظرا لغياب التام للأطر الصحية بمصلحة كوفيد 19 و تملص المسؤول عن مسؤوليته، قمنا بإخراج المريض بإذن من المستشفى، و نقلناه إلى منزله في حالة تدمع لها العين و يعتصر من مرارتها الفؤاد، لترتفع بذلك نسبة السكر في دمه إلى 5 غرامات، فلم يعد في حيلة المرحوم إلى تكرار الشهادتين في مشهد يوحى باحتضاره وسط أسرته. مشيرا إلى انه لم يتبقى لهم إلا أن يطلبوا بإحضار أحد الممرضين الذي أجرى له بعض التحاليل التي أكدت نتائجها بارتفاع نسبة السكر في الدم و الأسيتون في البول.

وأفاد عبد الرحمان، أن المرحوم كان يشتغل قيد حياته ممرضا في قطاع السكك الحديدية، لهذا قمنا بإجراء اتصال هاتفي لإدارته و أخبرناهم بما حدث معه، ليقوموا بذلك بتوجيهنا على نحو مستعجل إلى المستشفى ، لكن لسوء الحظ لم يكن هناك سرير إنعاش شاغر من أجل تلقيه العلاجات المستعجلة ، مبرزا أنه بعد طول اليوم إلى حوالي الساعة الثامنة ليلا تم نقل المرحوم إلى مصلحة الإنعاش، حيث قضى بداخلها ما يقارب أربعة ساعات ليسلم بعد ذلك روحه إلى العلي القدير مخلفا ورائه زوجته و طفليه البريئين .

وفي الأخير، طالب صاحب الشكاية وزير الصحة، بفتح تحقيق في هذا الحادث المأساوي، والتدخل العاجل والفوري لإنصافه و أنصاف أسرة المرحوم الصغيرة .

و في موضوع ذي صلة، صرح الدكتور خالد الفيلالي مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بن باجة بتازة ل ” هبة بريس “، أن المريض كان مصاب بفيروس كورونا وكان يتابع البرتوكول العلاجي المنصوص عليه في مسودة وزارة الصحة بداخل منزله، مشيرا إلى أن المريض تماثل للشفاء تقريبا بعد أخده للدواء لمدة 10 أيام تقريبا، و بعد فترة زمنية بدأت تظهر عليه أعراض مرض السكري و أعراض أخرى عجلت بنقله إلى المستشفى المذكور.

وأوضح ذات المسؤول، أنه خلال يومين من الاستشفاء داخل المستشفى تحسنت وضعيته بشهادة أقربائه وغادر المستشفى في صحة جيدة صوب منزله . و بعد مرور يومين عاد إلى المستشفى في وضعية حرجة نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم، لتتم مباشرته في قسم المستعجلات و كذلك في قسم مصلحة الإنعاش حيث تم التكفل به و تلقيه جميع العلاجات الضرورية لأنقاد حياته، إلا أنه توفي نتيجة المضاعفات القوية التي كان يعاني منها.

و أضاف المتحدث نفسه، أنه بعد خروج اتهامات و أنباء تعرض المرحوم لإهمال طبي تسبب في وفاته، جاء بعض أفراد من عائلته إلى المستشفى و عاينوا بالملموس الأعمال التي تقوم بها الأطر الطبية و التمريضية في علاج المرضى و مباشرتهم داخل جميع أقسام المستشفى. مشيرا إلى أن عائلته اقتنعت بأن مسار علاج المرحوم كان صحيحا و أن وفاته جاءت طبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى