أحزان كورونا وأفراح عاشوراء…ألم يصح الضمير بعد؟

محمد منفلوطي _ هبة بريس

يحق لكل عاقل أن يقف ويطرح السؤال ونحن نعيش أياما عصيبة لم يشهد العالم نظيرها من قبل، أيام نفارق فيها يوما بعد يوم اخوانا لنا من بني جلدتنا من ضحايا فيروس كورونا، في مقابل ذلك نجد طقوس عاشوراء لازالت تهيمن على عقول البعض بخزعبلاتها ومشاهدها وشعودتها…

يحق لكل عاقل أن يسأل : لماذا لا يصحو الضمير ونتخلص من هكذا مظاهر عفا الزمان عنها ونستحضر الظرفية الحزينة؟ لماذا نثقل كاهل كافة المتدخلين من رجال أمن وسلطات محلية وأفراد وقاية مدنية وعمال نظافة وأطر طبية وغيرهم، (لماذا نثقل كاهلهم) في أمور تافهة ونسرق منهم لحظات ممتعة كان من المفروض أن يقضوها مع أبنائهم وعائلاتهم على موائد العشاء؟

لماذا لا نفكر جميعا في مدى الدور الريادي الذي يقدمه هؤلاء، في زمن كورونا نحتاج فيه إلى خدماتهم الجليلة لقضاء مآرب العباد والبلاد؟ لماذا لا نوفر تلك المياه المتدفقة من صهاريج أعوان الخدمة وخراطيم شاحنات الوقاية المدينة لسقي المغروسات والشتائل بالحدائق والمنتزهات، بدل ضياعها على أعمال شغب بطعم الفرجة تفنَّنت في هندستها أيادي شبابية وأطفال مراهقين عاثوا في الشوارع والأزقة فسادا تحت طائلة الفرجة و الاحتفالات بعاشوراء؟

الصورة هنا، كما عاينتها هبة بريس من حي سيدي عبد الكريم من قلب مدينة سطات، شوارع تعج بأصوات المفرقعات ولا صوت يعلو فوق صوتها، في انتظار الليلة الموعودة ذات الصبغة الفوضاوية بنكهة العجلات المطاطية المشتعلة بالنيران التي لم تفلح معها شاحنات الصهاريج المائية ورجال الوقاية المدنية وعمال النظافة، على الرغم من المحاولات الاستباقية لاحتواء الوضع، إلا أن ذلك لم يثن العديد من الشباب الطائشين الذين سارعوا إلى استخراج مدخراتهم من العجلات المطاطية وقنابلهم المرعبة بين كر وفر، وسكب للمياه الممزوجة بالماء القاطع، مما يطرح علامات استفهام عدة حول طريقة ولوج هذه المواد المتفجرة وترويجها أمام الملأ دون رقيب ولا حسيب.

لماذا لايصحو الضمير، ونقف وقفة رجل واحد للتصدي لهذا الوباء الذي يتطلب منا جميعا أن نغير سلوكاتنا اليومية ونرقى بمستوانا، ونثني أطفالنا وشبابنا ومراهقينا من الركوب على موجة التقليد الأعمى، وننخرط جميعا في المجهودات المبدولة لانجاح  خطة التدابير والاجراءات الاحترازية، متى يصحو الضمير  ونعطي النموذج الحي في  الالتزام بعيدا عن سوط الرقاب؟

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. لا حول ولاقوى الا بالله حسبي الله ونعم الوكيل الجهل و الامية و عدم تحمل المسؤولية سيذهب بنا الى ما لا نحمد عقباه هذا الوباء كالفتنة فيجب على الناس ان يتقوا الله في انفسهم و جيرانهم و بلدهم وان يعلموا ان وقت المزاح و الاستهتار قد مضى ، هنا كذلك في مدينة الجديدة عشنا هذه الافعال الخبيثة شارك فيها للاسف ليس الشباب و الاطفال فقط بل نساء ورجال مستهترين مما دفع بعض الدكاكين و المقاهي للاغلاق بسبب المفرقعات الخطيرة و غيرها

  2. مرة أخرى يتضح غياب الوعي لذا فئة عريضة من الشعب المغربي مرة أخرى تظهر و تطفو علامة الامية و الجهل مرة أخرى نقف أمام حالة نلمس من خلالها غياب المسؤولية لذى هذه الجماهير. و ما يؤلمني و يشعل نار الغضب في قلبي و بين أحشائي أن تكون هذه الفئة من الشباب ( المتعلم و المفروض أن يتحلى بالوعي و الانضباط) . فأين مكامن الخلل و ما هي أسباب هذه الظواهر اللاخلاقية?

  3. لماذا لايصحو الضمير؟ الأسئلة لا تطرح بشكل متعال للتعبير عن ظواهر وتصرفات نريد أن نجعلها بعيدة عنا ونغلق أعيننا كلما صادفناها, وكأنها نزلت بقدرة قادر لاعلم لنا بمصدرها، الواقع المعيش نتاج لأهله بكل مكوناته من أفراد ومؤسسات ودولة، هي نتائج لأسباب, وهي ليست علاقة خطية بسيطة يسهل تحديد النتيجة من السبب لمعالجتها بطريقة ميكانية، بل إنها بنية متماسكة يلعب في بعد الزمن دورا هاما لجعلها أكثر سماكة وصلابة، المشاكل الاجماعية لايجب أن تكون مجرد مواضيع تستهلك في كل مناسبة من أجل الحديث ننتقص من خطورتها، هي مشاكل تحتاج لدراسة ليس لملء الأوراق بل لايجاد حلول، وإلا فلايشتكين أحدكم من سلوكيات ماهي الا سيروة منطقية لمماطلات وأعطاب مقصودة وغير مقصودة ككرة الثلج,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى