رياح “الشرݣي” تهدد المحاصيل الزراعية

ع اللطيف بركة : هبة بريس

شهدت مختلف أقاليم المملكة، خلال الاسبوع الجاري، ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، مع هبوب رياح ” الشرݣي” خصوصا بالسهول الجنوبية للمملكة، الأمر الذي قد يهدد المحاصيل الزراعية في فترة نقص مياه السقي .

وفى ظل ذلك الارتفاع في درجات الحرارة، وتحذيرات الأرصاد منها، فإنه من المحتمل أن تكون هناك خطورة قد تؤدى إلى تضرر العديد من المحاصيل من خضراوات وفواكه ، الأمر الذي يستلزم معرفة تلك التأثيرات وكيفية مواجهتها، وضرورة استنباط سلالات جديدة لتتحمل بالتبعية درجات الحرارة المرتفعة.

– أصناف من مزروعات جديدة.. الحل الأمثل

أكد حسن رشدي خبير زراعة ل ” هبة بريس” ، على أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على النباتات عموما، وخصوصاً نباتات الخضر منها، مشيرا إلى أن لكل نبات درجة الحرارة اللازمة لنموه، ويتوفر حد درجات الحرارة، وفقا لنوع النبات والمنطقة التى سيزرع فيها، فالحد الذى يلتزم درجة الحرارة اللازمة في المنطقة الاستوائية أعلى من الحد الأعلى في المناطق المعتدلة والباردة.

وأضاف رشدي أن المحاصيل الصيفية تتحمل درجات حرارة إلى حد ما عن المحاصيل الشتوية، وتختلف قدرة المحاصيل فى تحملها لدرجة الحرارة أثناء النمو الخاص بها، فنجد أن المحاصيل التى تزرع فى الصيف تكون أقل تحملا لدرجات الحرارة المرتفعة في بداية مراحل النمو، فعلى سبيل المثال، في المغروسات الصيفية إذا ارتفعت درجة الحرارة في ثلاث أسابيع من شهر غشت الجاري ، فنلاحظ تأثيرا في نمو المغروسات ، لأن ارتفاع درجات الحرارة يؤدى إلى حدوث أضرار مختلفة ويؤثر فى المحصول ويزيد تأثير درجة الحرارة إذا ارتفعت ووصلت درجة الحرارة المميتة للمغروسات في 50 درجة مئوية.

وأشار إلى أنه إذا زادت شدة الحرارة عن الحد الأعلى، فعلى سبيل المثال هناك محصول ارتفع الحد الأعلى لدرجة الحرارة الخاصة به عن 35 درجة مئوية وقت بزوغ الازهار ، فإنه سيقل عدد الأزهار في جميع المحاصيل بسبب ارتفاع درجة الحرارة عن الحد الأعلى ، لأن هذا يؤدي إلى ضعف حبوب اللقاح داخل الأزهار وبالتالى يقلل نسبة الثمار ، كما أنه إذا ارتفعت درجة الحرارة عن الحد المناسب لكل محصول، يقلل من نسبة الإنبات، فإذا تم زراعة بذرة فى درجات حرارة كما كانت فى الأيام السابقة، فنسبة الإنبات الخاصة بالبذور ستقل بنسبة قد تصل إلى أكثر من 30 في المائة ، حيث يزيد معدل التنفس وبالتالى الكربوهيدرات اللازمة لتكوين الأوراق والثمار تكون قليلة، وبالتالى لا يحدث تكوين ثمار وأوراق كبيرة، غير أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى فشل البراعم الزهرية النمو ويتوقف العقد وتتساقط الأزهار.

وأردف أن ارتفاع درجة الحرارة عن 40 درجة مئوية يؤدى إلى موت المحصول كالبامية أو الفلفل أو الباذنجان أو الطماطم، كل محصول له درجة حرارة مثلى ينمو فيها، إذا تجاوزت درجة الحرارة المثلى للنمو تتأثر نسبة العقد فى المحصول، كما أنها تقلل من كفاءة حبوب اللقاح، كما أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدى إلى حدوث خلل هرمونى داخل النبات، وتتخلل خلايا المتاع لتخرج إلى الخارج، وكل هذه العوامل تساعد على سقوط مبيض الزهرة، ومع سقوط المبيض، فبالتالى لا يمكن خروج الثمار.

وعن طرق التغلب على درجة الحرارة العالية، أشار الخبير الزراعي رشدي إلى أن زراعة بعض النباتات التى تحمل نسبة تظليل كالذرة أو السمسم، بأن يتم الاستفادة من التظليل على نباتات الخضار التى تتأثر بدرجات الحرارة العالية، أو يتم عمل برامج تربية، وهذه البرامج تتم من خلال انتقاء بعض الأصناف التى تتحمل درجة الحرارة العالية، ويتم تهجينها مع النباتات المحلية التى لا تتحمل درجات الحرارة، بحيث يتم إنتاج هجن لها قدرة على تحمل درجات الحرارة العالية، كجلب بعض الأصناف من المناطق الاستوائية، أو استيرادها من الخارج، أو الاستعانة ببذور نباتات تتحمل درجة الحرارة العالية كالموجودة فى الطماطم أو الباذنجان أو الفلفل، ويتم عمل تربية بحيث يتم إنتاج هجن تتحمل درجة الحرارة العالية، وهذا ما يعمل عليه مركز البحوث الزراعية فى قسم تربية محاصيل الخضر، وهناك بالفعل بعض الأصناف فى المركز التى تتحمل درجة الحرارة العالية.

وأشار إلى أنه بالنسبة لأصناف ليست هجنا لتتحمل درجات الحرارة، أو غير ناتجة من برامج تربية، فنسبة فقد المحصول قد تتعدى 50 في المائة، وقد تؤدي إلى حرق بعض المحاصيل كالطماطم التى يمكن أن يحترق محصولها بالكامل، فارتفاع درجة الحرارة يؤدى إلى استهلاك التنفس ويزيد استهلاك الكربوهيدرات الموجودة داخل النبات، فيقل النمو الخضرى للنبات، فلا تذهب إليه الكربوهيدرات الخاصة به، حتى أن الثمار نفسها تتأثر بلسعة الشمس، مما يصيبها بالتعفن فى الثمرة، و يفقدها كمية كبيرة، ولأجل حماية الثمرة يجب وجود نمو خضرى كبير يحمى الثمرة من أشعة الشمس الضارة، فبالتالى يؤثر على المحصول.

وأضاف أن المستهلك عندما يشترى ينتقى الثمار ذات الجودة العالية ويترك المعيوبة، و بالتالى يقلل من سعر المحاصيل، حيث يبيع التاجر نسبة 50 في المائة محصول جيد الذى تجاوز لسعة الشمس، والذى تعرض لضربات الشمس فبالتالى يقلل الكمية الخاصة به ليبيعه بثمن بخس ويخسر المزارع.

السقي والمبيدات العاكسة للشمس.. طرق للحماية

تحدث الحاج بلعيد، أحد الفلاحين، أن ارتفاع درجة الحرارة له تأثير سلبى على المحاصيل وخاصة الخضراوات، ولكن هناك بعض المحاصيل التى تستفيد من درجة الحرارة العالية كالزيتون والفلفل.

وتابع أن الارتفاع غير المرغوب فيه بدرجات الحرارة، يكون له تأثير سلبى كبير على المحاصيل، فالمعروف أن المحاصيل الصيفية لا تتحمل ارتفاع درجة الحرارة، لكن الارتفاع فوق الحد يكون له تأثير سلبى على كمية الإنتاج، وخاصة الخضراوات المكشوفة التى تزرع خارج البيوت المغطاة كانواع من الطماطم والبطاطس والفلفل، وتؤثر أيضاً على الفواكه كالمانغ والخوخ.

وأشار إلى أن هناك العديد من الطرق المساعدة فى التغلب على درجات الحرارة، أولها عن طريق الزراعة المحمية سواء بكثرة سقي المحاصيل في المساء ، أو بعض المبيدات العاكسة لأشعة الشمس فى الفواكه والخضراوات.

وأكد ضرورة زراعة أصناف مقاومة لانتشار الآفات والفيروسات التى تنشط فى النباتات خاصة فى هذا الوقت من كل عام، كفيروس تجعد الأوراق فى الطماطم يحتاج إلى أصناف معينة تتحمل درجات الحرارة العالية ولا تصاب بالأمراض، ومن المفترض على وزارة الفلاحة أن تصدر النشرة المناخية، خاصة أن زراعتنا معروفة، فكل الفلاحين تعودوا على أوقات معينة من السنة بتبكير الزراعة أو تأخيرها ، لأن التبكير أو الـتأخير سيكون مفيداً عن ارتفاع درجات الحرارة فى الحفاظ على المحصول وعدم تقليل الإنتاجية.

ولفت نفس المصدر، أن قلة التساقطات المطرية في السنوات الاخيرة قد اثر بشكل سلبي على المحاصيل الزراعية، كما أن شح المياه المعبئة وتوجيهها مؤخرا الى ” الشرب” عوض السقي للحاجة الضرورية لذلك، جعل العديد من الفلاحين يتوقفون على تفليح ضيعاتهم هذه السنة، مما ستكون له تأثيرات على تزويد السوق الداخلية بالمنتوجات مما سيزيد من إرتفاع أسعار الخضروات والفواكه بالاسواق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى