أيها الناس .. كورونا أولاً وبعدها لكل مقام مقال

محمد منفلوطي_ هبة بريس

منذ الإعلان عن دخول فيروس كورونا إلى بلادنا، لا ينكر دور السلطات العمومية في تصديها إليه وانخراطها الجدي في مواجهته إلا جاحد، إذ تمت العبئة الشاملة منذ الوهلة الأولى عبر وضع حزمة من الاجراءات والتدابير التي باتت الشغل الشاغل لدى السلطات لتنزيلها على أرض الواقع، وهو ما أرهق عمل هذه الفئة من أطر طبية وتمريضية ورجال أمن وسلطات محلية وقوات مساعدة وغيرها من شرفاء الوطن، وأضحت الأولوية لديهم هي محاصرة هذا الوباء وتكثيف الدوريات والحملات بالشوارع والمقاهي والمنتزهات، والعمل على تثبيت بنود هذه التدابير الاحترازية من احترام للتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، مع العلم أن مثل هذه التدابير كان لزاما أن ينخرط فيها المواطن دون ما حاجة إلى سيف المراقبة والزجر.
هنا يطرح التساؤل، لماذا لم ينخرط المواطن طواعية في مسلسل مواجهة فيروس كورونا بعيدا عن زخم الحملات الأمنية؟ أليس الأمر يعنيه من الجانب الصحي والأمني، مخافة أن ينقل العدوى إلى ذاته وذويه وبنيه وفصيلته التي تؤويه؟
لماذا لم نرح أنفسنا من حالة الترقب التي قد تنتج عن استهتار بعضنا البعض في التعامل مع هذا الوباء، وأن نتخلص من الأهوال والمخاوف عبر احترام التدابير والاحترازات اقتداء ببعض الدول المتقدمة؟
لماذا هذا التقهقر المسجل في تعاطي البعض مع الجائحة، مع العلم أننا كنا من الدول التي يضرب بها المثل في التعامل مع فيروس كورونا منذ الوهلة الأولى؟
لماذا هذا التراخي والتهاون واللامبالاة، أليس في كل أسرة رجل رشيد يقوم مقام السلطات العمومية في نشر الوعي والتحسيس داخل بيته ومجتمعه؟
إن تفرغ السلطات العمومية والأطقم الطبية ووضع كافة امكانياتها في مواجهة فيروس كورونا، من شأنه أن يضاعف حجم الأعباء، وبالتالي يغيب دورها أو يقل في جوانب أخرى قد تكون أكثر أهمية؟
نعم، قد نجد بعض المواطنين يتحدثون عن الحقوق دون الواجبات رغم أن انفصالهما صعب للغاية، وهكذا أصبح التعاطي مع الجائحة من خلال انخراط السلطات العمومية في عمليات التحسيس والتوعية والزجر مطية لدى البعض وفرصة لتحقيق مآربه الشخصية على حساب المصلحة العامة، وهنا ندرج على سبيل المثال تفشي بعض المظاهر المسيئة لجمالية المدن والتي من شأنها أن تزيد من حجم المخاطر وتضرب في العمق مجهودات الدولة في اقرار قواعد التباعد الاجتماعي، هنا نجد مثلا ظاهرة احتلال الملك العمومي من قبل بعض المقتنصين للفرص ممن استفادوا من انشغال السلطات العمومية في مواجهة الجائحة، لتتناسل بعض الأسواق العشوائية ومنهم من استغل واجهات محلاته ليعيق تحركات المارة، حتى أضحى الأمر كابوسا يهدد سلامة ومصالح المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين في كثير من الأحيان لمواجهة شبح حوداث السير داخل الطريق بعد أن حرموا من نصيبهم على الرصيف.
ومنهم من استفاد من الوضع، وبدأ ينشر سموم المخدرات وترويجها بين صفوف الشباب والشابات.
ألا يحق لنا جميعا، أن نقف وقفة رجل واحد بكل حزم ومسؤولية في مجابهة هذا العدو الخفي، وفق مقاربة تشاركية تروم تحقيق مصالح الوطن العليا…ألا يحق لنا أن نطلق انذار استغاثة بأننا في سفينة واحدة داخل بحر بأمواج متلاطمة، هدفنا الأول هو الخروج إلى بر الأمان، ومن تم نصحح الأخطاء ونحقق مافات؟
ليس اليوم محطة جدال ونقاش حول مواضيع بعينها، بل اليوم يوم توحيد الصفوف وتغليب المصلحة العليا للوطن دون مزايدات ولا حسابات ضيقة ولا كثرة تهريج وأخذ صور تذكارية، إننا اليوم في منعطف خطير يستوجب علينا جميعا أن نعيد ترتيب أوراقنا بأولويات جديدة على رأسها النجاة من هول الفيروس أولا والحفاظ على أمن البلاد وسلامة العباد، ومن بعدها لكل مقام مقال.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ربما تعلم بما يجري ولاكن تجاري المياه الجارية لكسب قوتلك، المواطن ليس له تقة لا بالمؤسسات ولا بالحكومة ولا بالدولة وكلنا نعلم، ولاكن لاحول ولا قوة لنا الا بالله لهذا السبب الناس لم تنخرط فيما ينصحون به، وضروف العيش كذلك.
    اقول واقول لاحول ولاقوة الا بالله

  2. هذه قصةٌ عجيبة، وقعت ل(كورونا) مع مدينة غريبة.

    بعد مرور بضعة أشهر على ظهور جائحة كورونا، قرّرت هذه الأخيرة الدخول إلى مدينة لم تزُرْها من قبل.

    فاستعدت لهجوم واسع النطاق، والدخول إلى كل حي، وكل زنقة، وكل بيت!

    فلمّا وقع الهجوم الكاسح، استغربت كورونا من عدم استعداد هذه المدينة لهجومها، واستهانة أهلها بدخولها، وعبثها بنسائها وأطفالها، وشيوخها ورجالها! فتساءلت عن السبب الحقيقي لهذه الظاهرة غير المنتظرة؛ وبعد القيام بالبحث والتحقيق، بمساعدة فريق من الإخصائيين النفسيين، تفاجأت بالحقيقة الصادمة: لقد وجدوا أن بعض أهل هذه المدينة عندهم مشاكل عويصة، ويرون أن كورونا هي الحل لجميع هذه المشاكل؛ ولذلك فإنهم رحّبوا بدخولها، وفضلوا عدم مواجهتها!

    ووجدوا أن آخرين من سكانها، لا يصدقون بوجود (كورونا)، ويعتقدون أن جميع الأخبار حول الإصابات والوفيات في العالم، ما هي إلاّ أكاذيب ومسرحيات، أبطالُها الرُّؤساءُ والأطباء، والممرضون والممرضات، ويساعدهم بعضُ الممثلين والممثلات، الذين يتظاهرون بالإصابة بداء كورونا الوهمي؛ لنشر الرعب في العالم، ولأغراض سياسية واقتصادية!

    سكان هذه المدينة، يحتاجون إلى مراجعة أنفسهم قبل فوات الأوان!

  3. لو تحمل الشعب مسؤوليته اتجاه هذا الوباء لخف كل شيء الاكتضاض في الساحات العمومية والاسواق كان شيءا لم يكن المرجو الحذر ثم الحذر انه مرض فتاك لا يرحم احدا الدواء غير موجود فاما الصبر والمثابرة او الموة ا تصبرون على الألم ام تصبرون على النوم في المستشفى ام تصبرون على أكل الدواء الحذ ر فإننا أمام وباء حطم كل شيء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى