هل أفل نجم ” بارصا ميسي ” ؟!

عبد اللطيف مجدوب

معادلة مشؤومة كانت تطارد الفريق

منذ قرابة السنة ، كان الحديث عن البارصا/نادي برشلونة ، وبطولاتها وأرقامها ودحرها للخصوم ؛ سيما في إطار البطولة الإسبانية ؛ لا يمكن أن يكون ذا جدوى بدون إدخال ليونيل ميسي في “المعادلة” باعتباره المفتاح السحري لكل الانتصارات والألقاب ، فلا يمكن تصور فريق البارصا بدون البرغوث ميسي ، كما لا يمكن تصور الساحر ميسي دون فريق البارصا .
داخل الميادين ، وتبعا للإحصائيات والأرقام التي تسجلها قنوات الباين سبورتز Bein Sports ؛ يلاحظ المراقبون والمحللون الرياضيون أن 95% من العمليات والتمريرات بين لاعبي البارصا كانت تمر من اللاعب ميسي ، حتى غدا عملا روتينيا أنه بمجرد أن يتلقى لاعب الكرة يفكر رأسا في تمريرها لرفيقه ميسي ، حتى ليعتقد أن تشكيلة فريق البارصا ؛ في كل مقابلة ؛ تمر ولو بكيفية غير مباشرة ؛ من اختيار ميسي أو المدرب الذي ينتقي بعناية العناصر التي تنسجم أكثر مع خطط ميسي وتحسن تموضعاتها كما يرغب فيها .

المعادلة المشؤومة تنهار

كانت مقابلة البارصا مع البايرن بتاريخ 14/08/2020 ، برسم كأس أبطال أوروبا ، دور الثمانية حدا فاصلا بين زمن نادي برشلونة الذهبي وبين قمة انحداره وانهياره بنتيجة خرافية ؛ لم يقو المنطق الرياضي حتى الآن على استساغتها ولا كان يتوقعها : 8 إصابات مقابل 2 إصابتين . مقابلة أبلى فيها نادي بايرن ميونيخ البلاء الحسن ، بفضل وحدة الماكينة الألمانية الكاسحة ذات الوقع الثقيل على عناصر برشلونة .
فقد تأكد أن كرة القدم المعاصرة ، وبريادة الألمان تدخل حاليا نسقا جديدا وتكتيكا لم تعهده من قبل ، انتقل اللعب عبرها إلى الانصهار في الوحدة الجماعية بإيقاع سريع ؛ تعد المهارات الفردية في خدمة الإيقاع الجماعي وناظما لها ، بعد أن كانت تخدم اللاعب وتصنع منه النجومية .
لاحظنا أن محاولات ميسي للتوغل بشكل فردي بمنطقة العمليات كانت تبوء بالفشل على يد الألمان الذين أعدوا جيدا لمواجهة تنصلاته بين الصفوف وأقدام الخصم … حينها تأكد أن مجموعة البارصا ذاهبة إلى الانهيار ، بعد أن توقف “الدينامو” الذي يحرك الفريق في رصده لفراغات الخصم .

كما كان لافتا ؛ وفي نفس السباق لبطولة كأس أروبا ؛ أن الفريق الألماني لايبسيج ، أذهل الملاحظين بأدائه أمام خصمه أتلاتيكو مدريد ، بفضل وحدة صفوفه وإيقاعه الجماعي السريع بين عناصره ، فنادرا ما يحتفظ اللاعب بالكرة أكثر من ربع دقيقة حتى يمررها وبشكل سريع إلى رفيقه ، وبذلك يتخلص من التعب المبكر ويحافظ على لياقته ، كما نلاحظ عند بعض الأفراد النجوميين كميسي ورونالدو ونيمار … فالمهارات الفردية وحدها لم تعد كافية لصنع الفارق ، فقد أصبح من الضروري تطعيمها بالتنسيق مع الإيقاع الجماعي السريع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى