كابوس العطش يُورق بال فلاحي الشاوية .. فهل من سياسة لإنقاذ الوضع؟

محمد منفلوطي_هبة بريس

لاحديث اليوم داخل أوساط الطبقة الفلاحية وسكان البوادي بإقليم سطات، إلا عن شبح العطش الذي بات يهدد حياتهم ومواشيهم ومزروعاتهم بسبب قلة التساقطات المطرية المسجلة خلال السنوات القليلة الماضية وانعكاس ذلك على الفرشة المائية ناهيك عن سياسة الحفر العشوائية عبر تقنيات الحفر العصرية من قبل العديد، هذه التقنية الدخيلة عن مجتمعنا تحولت إلى نقمة ساهمت بدورها في غور مياه الشرب التي بلغت بالعديد الآبار إلى عشرات الأمتار.

مصادر “هبة بريس” أكدت أن حالة من التخوف أضحت السمة البارزة المهيمنة على ملامح العديد من الفلاحين البسطاء بإقليم سطات، مفادها أن آبارها باتت قاب قوسين أو أدنى من تحولها إلى حفر جافة بلاماء بسبب انتشار عمليات الحفر العشوائية بواسطة آليات متطورة عكس الطرق البدائية التي اعتاد القرويون على استعمالها، الأمر الذي أثر سلبا وبشكل مباشر على الفرشة المائية لاسيما وأن عملية الحفر هاته تفوق بعض الأحيان 150 متر، مما جعل العديد من الآبار ذات العمق المتوسط توضع خارج الخدمة بعدما جفت مياهها.

مناطق قروية بإقليم سطات كانت حتى الأمس القريب تعد من المناطق الغنية فلاحيا بسبب وفرة مياه السقي الجوفية، وكانت حقول الفلاحين مزدهرة بمزروعات الجزر والنعناع والأشجار المثمرة، قبل أن تتحول إلى مناطق قاحلة وآثار شاهدة على آبار جافة، لتتحول معها وضعيات شبابها ورجالاتها وطاقاتها إلى أشباه رجال عاطلين عن العمل، فتوقفت عجلة الاقتصاد لديهم، ومنهم من بات يفكر في الهجرة والتخلي عن مهنة الأب والأجداد، ومنهم من تاه في الأرض يبحث عن مواطن أخرى أكثر وفرة للمياه يجدد فيها نشاطه الفلاحي بأيادي عاملة ذات تكلفة مضاعفة واكراهات جمة تعترض سبيل النجاح والخروج بنتيجة التعادل.

واقع يستوجب من الجهات المختصة التحرك لوقف هذا الخطر، بغية ضمان وحماية المياه الجوفية من الهدر والاستغلال العشوائي الذي بلغ ذروته بالعديد من الجماعات القروية بإقليم سطات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى