شاطئ سيدي رحال.. خطر الدراجات النارية ينذر بالكارثة
محمد منفلوطي_هبة بريس
هنا شاطئ سيدي رحال التابع ترابيا لإقليم برشيد، هروبا من روتين كورونا المفزع، ونحو تجديد الطاقات تخفيفا من عبء الحجر الصحي على النفوس قبل الأبدان، هنا تلجأ الأسر تحت طلبيات صغارها والحاحهم لمعانقة أمواج البحر وملامسة الرمال التي لاتخلو بدورها من اكراهات الواقع اليومي مع النفايات المتطايرة. هنا بشاطئ سيدي رحال، يبقى شبح أصوات الدراجات النارية رباعية العجلات قائما ليرعب الكبار قبل الصغار، دراجات نارية خطيرة تتسلل بين مظلات المصطافين لتباغث الأطفال الصغار وهم منهمكون في بناء أحلامهم الوردية على قصور من رمل ذهبية. هنا يبقى الخطر قائما دون أن تلوح في الأفق دورية للدرك الملكي أو القوات المساعدة لتعيد الأمل وترسم الإحساس بالأمان.
متنفس يبقى ملاذا للعائلات ذات الدخل المحدود لتقاسم فرحة الصيف مع فلذات أكبادها، ليكتمل المشهد هناك بتلك الصورة المجسدة للعديد من المواطنين من البسطاء وهم منتشرون في رقعة رملية ضيقة حبيسي شواطئ غير محروسة بأمواج شبة عاثية تعرف انتشارا كثيفا للأزبال والنفايات ومخلفات الأطعمة، لتنطلق معها أظافر الصغار في عمليات للحك المتناوب على الجلد منذرة بتلوث المكان، مساحات شاطئية واسعة لم يكتب لسكانها وزوارها الاستمتاع بمياهها وهوائها وشمسها في غياب سياسة حكيمة تروم إخراج هذا الشاطئ من عزلته.
أزبال متناثرة في رماله، زيادة على النفايات التي يخلفها المواطنون الذين في الغالب يفتقرون إلى تلك الرؤية التي تجعل منهم يحافظون على نظافة الشاطئ كما يحافظون على نظافة منازلهم، كلها تبقى عوامل أرقت بال الجهات المعنية وأقلقت راحة المصطافين الذين باتوا يتخوفون من تداعيات هكذا مظاهر خاصة على مستوى صحة وسلامة أطفالهم الصغار الذين ينتشرون بشكل تلقائي برمال البحر الملوثة أصلا.
هنا شاطئ سيدي رحال الذي كان حتى الأمس القريب خاضعا لنفوذ تراب إقليم سطات ضمن التقسيم الترابي للشاويةورديغة، ليصبح بعدها تابعا لإقليم برشيد بجهة الدارالبيضاء سطات، ليبقى قبلة مفضلة للعديدين لقضاء أوقات من عطلتهم الصيفية، إلا أنه لازال يعاني من عدة مشاكل أهمها النظافة والحراسة وشبح الدراجات النارية المرعبة.