الصراع حول سد النهضة الاثيوبي يهدد شرعية ” أبي أحمد ” والرئيس المصري ” السيسي

ع اللطيف بركة : هبة بريس

يبدو أن المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة “وصلت إلى نهاية دبلوماسية “مسدودة” بعد إصرار إثيبوبيا على موقفها بملئ السد، مما يشير أن مصر يمكن أن تخرج من المفاوضات، لتبقى الحرب السيناريو الوحيد الممكن”.

مجريات المفاوضات بين إثيوبيا ومصر ، أتبتث” أن مياه النيل ليست المصلحة الحيوية الوحيدة على المحك: فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يقاتل من أجل شرعيته أيضا، فمنذ توليه السلطة سنة 2014، قدم السيسي رواية شعبوية- قومية تستند إلى تنمية الكثير من الكبرياء بالقوة العسكرية ورفع توقعات الناس بشأن قدرته على حماية أمن مصر القومي ومصالحها”.

و هو ما يعني بحسب محللين للصراع القائم، هو أن السيسي بخسارة معركته الدبلوماسية حول ملء السد والاستسلام لضغوط إثيوبيا، سيخاطر بإشعال الاضطرابات الشعبية وربما انقلاب عسكري مقبل “.

كما أن مصر قد شهدت مؤخرا تغييرا في التركيز في استراتيجيتها للتعامل مع صراع ملء سد النهضة، وأن السيسي يشعر بخيبة أمل كبيرة من استراتيجية التصعيد التي تتبعها إثيوبيا”.

من الجانب الاثيوبي يرى مهتمون أن استثمار الإثيوبيين في الصراع، وهم الذين يرون السد كعلامة للنهضة والفخر القومي. وقد تم تغطية تكلفته البالغة 4.8 مليار دولار، إلى حد كبير، من خلال رواتب موظفي الدولة الإثيوبيين وتبرعات أخرى من الناس العاديين والفقراء”.

ورغم أن رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” يواجه اضطرابات سياسية وعرقية في الداخل، إلا أن سد النهضة هو أكبر قضية سياسية يمكن للإثيوبيين أن يتجمعوا من خلالها، ويمكن أن تمد أحمد بالوحدة الوطنية التي يحتاجها بشدة .

وهو ما يعني أن أبي أحمد إذا فشل في مشروع شعبه ، يمكن أن تلاقي حكومته رفضا من قبل الناس أو من قبل الجنرالات الساخطين الذين يعارضون إصلاحاته الديمقراطية، التي يرى الكثيرون أنها متهورة”.

ومما زاد من تعقيد الوصول الى حلول مع مصر ، هو أن إثيوبيا شريك أساسي للولايات المتحدة أيضا. على الرغم من اعتماد السيسي على علاقته الشخصية مع ترامب، إلا أنه لا يستطيع تجاهل الأهمية الاستراتيجية لإثيوبيا للولايات المتحدة كحصن ضد الإرهاب في شرق أفريقيا ، وكذلك شريكا في المسعى الأمريكي لموازنة استثمارات الصين والنفوذ المتزايد في إثيوبيا والقرن الأفريقي”.

ويرى خبراء في المجال السياسي، أن ذلك لا يترك مجالاً لمصر للمناورة “ومثل تعثره في التفاوض بشأن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية فإن فشل دونالد ترامب في التوسط في الصراع في المنطقة وضغوط انتخاباته الرئاسية التي تلوح في الأفق هي أسباب كافية له لفقدان الاهتمام بالموضوع”.

وضع صعب قد يدفع مصر إلى القيام بعمل عسكري لتوجيه انتباه المجتمع الدولي نحو الصراع وفرضه على جدول أعمال الرئيس الأمريكي المقبل، مهما أن الحضوض وافرة لعودة ترامب على رأس البيت الابيض، رغم تراجع شعبيته في الثلاث السنوات الاخيرة، غير أن الاشكال لا وجود لوجه جديد في المنافسة قادر على مساعدة الامريكيين التخلص من ” ترامب” .

السيسي يتوجه لنهج نفس الاستراتيجية التي استخدمها الرئيس السادات لكسر الجمود الدبلوماسي حول وضع اللاسلم، واللاحرب مع إسرائيل عام 1973″.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى