رائحة “سنة دراسية بيضاء العام الجاي”: مكاين أدوات مكاين تسجيل

محمد الشمسي

أن يعقد رئيس الحكومة ندوة صحفية رفقة وزير الصحة، وفي غياب وزير الداخلية وزميله للتربية الوطنية و…، ليتحدث فيها عن الدخول المدرسي وعن عيد الأضحى، وعن المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي، وعن الأعراس والمآتم، فهذا هو المعنى الحقيقي ل”التخربيق”.

وعن الدخول الدراسي المقبل، فالعثماني لا يجد حرجا في الاعتراف أنه لا يملك خطة ولا إستراتيجية، ولم يجد الرجل من يقول له علنا ” وعلاش داير هاد الندوة ؟”، وابتسم العثماني ابتسامته العجيبة كعادته وأكد أن ” هذه الدخلة ” مرتبطة وجودا وعدما بمدى تمرد الوباء أو إذعانه، و أن “راس الخيط ديال الدخول المدرسي”عند أمزازي… وأن تحت قبعة الوزير أمزازي ثلاث كرات ملونة سيخرجها حسب الأحوال والظروف كما يفعل بهلوان السيرك.

الكرة الأولى لونها أسود قاتم تعني أن الوضع الوبائي سيصبح “كحل سحل” بهيجان وغزو غير مسبوقين للفيروس، وفي هذا الحالة لن يلتحق التلاميذ بمدارسهم، وسيلزمون بيوتهم ويتسلون بهواتفهم وحواسيبهم في “فري فاير التعليم عن بعد”، ولأن الوزير سبق و استبعد هذا “الديكور” من التعليم من الاختبارات تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص بين كل التلاميذ والتلميذات، فبالتبعية ستكون المدارس كأنها لم تفتح أبوابها، وتكون السنة الدراسية بيضاء ناصعة كالثلج .

والكرة الثانية من كرات أمزازي يكون لونها أزرقا داكنا، يعني أن الحالة الفيروسية” غادا تكون زركا”، متأرجحة بين انتفاضة الفيروس واستكانته، وهي الحالة التي يسمونها لنا ب”الوضع متحكم فيه”، وهنا تلجأ الوزارة إلى بدعة جديدة تسميها “التعليم عن بعد التناوبي”، أي أن نصف عدد التلاميذ يلج الفصل الدراسي في تعليم حضوري، والنصف الآخر يبقى في البيوت يحملق في “التلفونات”، ويتابعون زملائهم عبر “منصات زووم” ، ويتبادلون الأدوار في اليوم الموالي، وهذه الحالة شبيهة بالحالة الأولى من حيث النتيجة فهي توصل إلى سنة دراسية بيضاء براقة مثل الحليب.

والكرة الثالثة بيضاء، يتجلى بياض لونها حين يتم القضاء على الوباء نهائيا، وتعود الحياة الى طبيعتها، ويذهب التلميذ إلى مدرسته آمنا مطمئنا، وهي فرضية مستحلية لأنه لا يعقل أن يغزو الفيروس كل أرجاء العالم إلى حدود يوليوز وغشت ثم يعود للتراجع أو الاختفاء في شهري شتنبر أو أكتوبر أو حتى نونبر ودجنبر هكذا بدون لقاح أو دواء، فتكون المحصلة كذلك في هذه الحالة هي سنة بيضاء، ببياض غامق، شبيه “بغميق العثماني علينا”.

لقد نجت مدارس أمزازي من سنة بيضاء في الموسم الدراسي المنصرم لأن الفيروس ظهر وتفشى والسنة التعليمية على وشك الاكتمال، لكن حمار أمزازي حصل في عقبة كورونا، ولن ينفعه سوى أمران اثنان ثالثهما قد يجره خلف القضبان، أولهما إعلانه كل التلاميذ بكل المستويات قد نجحوا وعبروا إلى المستويات الموالية، وهذا غير ممكن، وثانيهما إقراره “آني سكوليغ بلونش” صونا لحياة الصغار واليافعين، وثالثهما أن يركبه الغرور ويرمي بالتلاميذ نحو فوهة الوباء، فتكون الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في انتظاره.

إنها غيمة داكنة لسنة دراسية بيضاء تتشكل فوق سمائنا، فلا تتعجلوا في اقتناء اللوازم المدرسية وإعادة تسجيل أبنائكم فقد تعيدنا الحكومة إلى حجرها الصحي، ونصير في حاجة لكل درهم ….

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. إذن سنة دراسية بيضاء في كل الأحوال ولكن عندي سؤال واش اللساتيذ والمديرين والمفتشين غاديين يتخلصو ولالا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى