من يقف وراء محاولة افشال تجربة الأسواق النموذجية بسطات؟

في الوقت الذي تسابق فيه السلطات الإقليمية بسطات بتعليمات من عامل الإقليم الخطيب لهبيل لإعادة الاعتبار للمدينة واخلائها من مختلف مظاهر البداوة وتحرير الملك العمومي من قبضة المحتلين، وايواء الباعة الجائلين داخل الأسواق النموذجية في تجربة خلفت نوعا من الارتياح بين صفوف ساكنة المدينة وزوارها والعديد من المتتبعين للشأن المحلي، وفي الوقت الذي تجندت فيه مختلف العناصر الأمنية والسلطات المحلية والقوات المساعدة، وتحركت الجرافات وشاحنات النقل، وشمّر عمال النظافة وأعوان البلدية على سواعد الجد، لإزالة بقايا حطام طالما نهبته الأيادي البشرية منذ عقود، فانكشف وجه المدينة الحقيقي ولاح في الأفق، ولاحت معه ذكريات الماضي البعيد.

حملة تمشيطية شعارها ” أيها الباعة الجائلون ادخلوا مساكنكم الجديدة” فبدت شوارع المدينة وأزقتها وكأنها لبست ما يشبه ثوب الحرية، فتحرر الملك العمومي وتحرر معه المواطن و أخذ نصيبه في الشارع، ومنهم من وقف مذهولا من وقع الحادث الذي اعتبره البعض منهم سابقة من نوعها لاسيما وأن ظاهرة احتلال الملك العمومي قد بلغت ذروتها بالمدينة أمام صمت وتجاهل الجهات المعنية في وقت سابق، في خطوة ثمنتها بعض الفعاليات الجمعوية الغيورة دون حسابات سياسية، مطالبة بتعميم هذه الحملة واستمرارها وتهيئ الفضاءات المسترجعة لسد باب العودة أمام هؤلاء إلى أماكنهم من جديد.

لكن الملاحظ انه وفي ظل هذه المجهودات المبدولة بين كرّ وفر بين بعض جيوب المقاومة من الباعة الجائلين الذين عاودوا الانتشار في بعض البؤر داخل الأحياء السكنية، وبين السلطات المحلية التي لازالت تطاردهم، وبين ثنايا هذه المجهودات تساءل متسائلون عن الجهة أو الجهات التي تُحاول إفشال تجربة إيواء الباعة الجائلين داخل الاسواق النموذجية التي يشرف عليها عامل الإقليم شخصيا رفقة طاقمه؟ فيما استغرب آخرون غياب دور باقي المتدخلين في توعية وتحسيس الساكنة بضرورة التسوق من الأسواق النموذجية لإنجاح التجربة؟ فهل هي حملات انتخابية سابقة لأوانها من البعض، الذين باتوا يقتنصون الفرصة مستغلين هذه الحملات المنسقة التي تقودها السلطات المحلية في محاربتها للباعة الجائلين، لكي يلعبوا (البعض) لعب دور المدافع والمساند لهذه الفئة خدمة لأجنداتهم السياسية الانتخابوية؟

فإلى متى ستستمر سياسة تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة؟ لمثل هؤلاء نقول كما قالها عاهل البلاد محمد السادس نصره الله في خطاب سابق “اتقوا الله في وطنكم !

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. أصبحت ظاهرة “الكرارس والكراول والحمير والبغال وعرقلة السير”ظاهرة مزعجة وخطيرة يجب على المسؤولين ايجاد حلول بدون اضرار لجميع الأطراف

  2. الباعة المتجولون فى الدول الراقية والمتقدمة يؤدون الضرائب أكثر من أصحاب المحلات التجارية يجب تنظيم هذه التجارة لأنها أفسدت جمالية المدن فى كافة مدن مغربنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى