“شذرات من واحات درعة تافيلالت” إصدار يعزز المشهد الثقافي بجهة درعة تافيلالت

سعيد وعشى – الرشيدية

صدر للكاتب والإعلامي والأستاذ زايد جرو بالرشيدية إصداره الثالث والذي يحمل عنوان ” شذرات من واحات درعة تافيلالت ” وهو عبارة عن نصوص تراثية وحكايات سردية محلية وشخوص واقعية وورقية تبسط للقارئ والمتتبع قواسم مشتركة بين ساكنة واحات الجهة وتطرح إشكالات وتساؤلات أجيال حول الموروث الثقافي الواحي القديم الذي يتآكل يوما بعد يوم في ظل زحف الحداثة بالمفهوم الشامل للكلمة والتي خلقت توترا كبيرا في القيم ،وأحدثت فجوة بين جيل قديم تربى على قيم أصيلة متوارثة كانت عمادا في التواصل والعلاقات بالقصور والقصبات وبين جيل جديد لم يعش هذه القيم واعتبرها من الماضي الذي انتهى.

وفي تصريح من الكاتب ل ‘هبة بريس ‘ حول أهمية مؤلفه في المشهد الثقافي بجهة درعة تافيلالت قال ” ما أكتبه عبارة عن نصوص تراثية قديمة تداولها الناس بينهم بواحات درعة تافيلالت ونقلها جيل عن جيل وأصبحت حاليا معرضة للضياع ويستلزم المحافظة عليها بربطها بأصولها وسياقاتها التاريخية و المعرفية . و الكتاب فيه أيضا حكايات تستمد مادتها من التراث المادي واللامادي و المعيش اليومي، الفردي الواقعي، أو الجماعي المخيلي لأجيال حاضرة أو غائبة، قد طالها النسيان بالجنوب الشرقي للإجابة عن العديد من التساؤلات الظاهرة والخفية بالرمز و الايحاء و بالأسلوب المباشر المتداول عبر الاسترجاع ، واضاف ‘ ويمكن لهذه النصوص أن تشكل مادة حية للطالب والباحث الانتروبولوجي والإنسان العادي الذي يشده الحنين لذلك الماضي الشفهي الذي سكن جيلا عريضا من الساكنة .’

الكتاب الذي رسم لوحته الفنان ياسين الماس يتضمن 58 نصا موزعة على 146 صفحة من الحجم المتوسط وهي متقاربة ومتداخلة متنا وذات علاقة وطيدة تربطها خيوط ظاهرة أو باطنة مما يصعب اختيار ترتيب لها كما يرغب في ذلك بعض النقاد، ويمكن للقارئ أن يختار لها ترتيبا معينا حسب الأثر او حسب الانسياب الزمني او حسب المتن الذي يشكل مادة معرفية والتي تكتسي طابعا جديا أحيانا وهزليا وفلسفيا وجوديا احيانا أخرى، ومن هذه النصوص ” ناس الخير بالقصور الفيلالية “، ” الركازة “، “الزكروم، ” ، “خلخال الفيلاليات “، “العمارية “، “الخبز البلْدي “” الفلاح بالواحات “، “ابريد لخير “،” جْمل المندور”، “العاب شعبية ” “تاقرفيت ” ، “احروي نايت خباش ” ، “تزلافين ن طعام” ” اغيغوي ” لملوخية الفيلالية ” ” تبوقالت ” “المغصوب ” أولاد تافيلالت ” وغيرها من المواضيع .

أما عن اللغة الموظفة في هذه النصوص قال الكاتب زايد جرو ‘ هي مزيج من لغات التواصل بواحات درعة تافيلالت منها الفصيح والعامي والأمازيغي والأجنبي لتشكيل صورة فنية فيها الصدق والتخييل والتمويه عبر حمولة هذه اللغات ‘ ،والكتاب حسب المؤلف “سيضيف قيمة ثقافية تنضاف للقيم التي تم نشرها في كتابين سابقين بالجهة ‘ أوراق من تودغى ” وعروس تودغى ” ” وكلها نصوص وحكايات من واحات درعة تافيلالت حفظا وتدوينا للموروث الثقافي والفني المتعدد والغني.’

الطريقة التي يكتب بها حسب تعبيره ” هي الطريقة التقليدية في السرد أتابع خيط الحدث وتناسل الوقائع والأحداث الاستطرادات مع اختيار لغة قصصية فيها من لغة الشعر الكثير، بها أضمن استمرار القارئ لدواليب ما أكتب حتى النهاية وهو الأمر الذي جعل هذه النصوص طيعة سهلة يمكن تحويلها إلى سيناريوهات من أجل التمثيل والتجسيد … انه أسلوب نجيب محفوظ ويوسف ادريس ويحيى حقي ومحمد شكري في الكتابة .”

ويذكر أن الكاتب زايد جرو من مواليد قصر مزكيدة احد قصور تافيلالت التاريخية بالريصاني إقليم الرشيدية من منشوراته أوراق من تودغى” و”عروس تودغى”، و “شذرات من واحات درعة تافيلالت ” ومقالات متعددة في جرائد ورقية والكترونية جهوية ووطنية ودولية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى