مصير مغربنا بين المسؤول “الديوث” والمسؤول الوطني

محمد الفنيش
صحفي وباحث سياسي مغربي مقيم ببريطانيا

المغرب بلد له تاريخ عريق وبلد ذو الموقع الاستراتيجي المهم ويملك شعب عظيم، المغرب بلد الكرم وتعدد الثقافات يعاني اليوم من دوران لا نهاية له، على الأقل مرحليا دوران ناتج عن صراع بين المسؤول “الديوث” والمسؤول الوطني.
يوجد في المغرب مثله مثل باقي دول العالم قانون ودستور وقسم يؤديه المسؤول لخدمة وطنه وشعبه وملكه، القسم يؤديه المسؤول أحيانا في المؤسسة التي وظفته واحيانا بين يدي ملك البلاد حسب جسامة المسؤولية.
بعد أداء القسم وبداية مهمة المسؤول يبدأ البناء أو الخراب في المؤسسة حسب عقلية المسؤول ونيته في العمل وهذا هو الخطير ليس حسب رقابة المؤسسات والأجهزة كما ينبغي.
وهنا افتح قوس لطالما يتكرر في المغرب “انسان نزيه” واصبحنا في مغربنا الحبيب نبحث عن الانسان النزيه كأننا أمة تبحث عن الأنبياء والرسل المعصومين من الخطأ بدل ان نفعل مؤسسات الرقابة وأجهزة الرقابة لانه يستحيل ان يعتمد الغرب مثلا على انسان نزيه وانما مؤسسات رقابة وأجهزة مراقبة قوية تجعل كل المسؤولين نزهاء ومن خرج عن النزاهة يحاسب وتلك هي قوة الدول الغربية.
المسؤول الديوث هو الذي يستبيح مؤسسته او وظيفته او مكتبه للفساد المالي والإداري ويتلاعب بالقانون مستغلا صلاحياته وهذا المسؤول الديوث لن توقفه خطابات جلالة الملك او خطبة الجمعة في المسجد او اجتماع في الأمم المتحدة في هيئة مكافحة الفساد، لماذا؟ ببساطة لأنه مسؤول ديوث خان الشعب وخان القسم وخان الوطن وخان الملك وماتت فيه الغيرة الوطنية، فكيف ستقنع من لا غيرة له على وطنه وشعبه وملكه بخدمته لأن الديوثية الإدارية هي قمة الانتهازية والاستغلال مستسلما (أي المسؤول الديوث) لشهوة استباحة الإدارة والوطن والشعب لرغبة النهب من اجل ثروة الأبناء والزوجة على حساب بناء وطن، ومحاربة الديوثية في المسؤولية لن تكون الا عبر أجهزة المراقبة والرقابة وبصرامة وبحركة دؤوبة و مسترسلة و قوية مع حماية هذه الأجهزة الرقابية لنفسها من الديوثية في المسؤولية.
أمام الديوثية في المسؤولية يوجد المسؤول الوطني وهذا هو الذي يعاني الأمرين في مغربنا الحبيب حيث يرفض خيانة القسم ويرفض خيانة الشعب والملك ويرفض خيانة الضمير ويمتثل للقانون فيصبح ضحية الديوثية في المسؤولية من طرف منافسيه الشيء الذي يجعله يعاني في صمت ويتراجع وتتم ترقية المسؤول الديوثي أحيانا فتختلط المفاهيم في عقل المسؤول الوطني ومنهم من يطلب التقاعد عبر المغادرة الطوعية ومنهم من يذهب ضحية مؤامرة من طرف الديوثيين في المسؤولية ومنهم من يظل يقاوم ضد الفساد المالي والإداري ومنهم من انتصر على الديوثيين في المسؤولية لكن لابد من الصرامة ضد الديوثية التي اخترقت بعض الإدارات وبعض المؤسسات من أجل بناء مغرب قوي بتاريخه، عظيم برجاله ونسائه.
الفئة القليلة من بعض المسؤولين الفاسدين والذين وصفتهم في هذا المقال “بالديوثيين” لابد من تفعيل المحاسبة تجاههم لان الديوثي يقتل الغيرة الوطنية في بعض المؤسسات ولا يهمه الا جيبه وجيب زوجته وابنائه واذا كثر الديوثيين في المسؤولية نصبح امام مجموعة دويلات ديوثية داخل الدولة الأم والخطير ان المسؤول الديوثي مستعد لبيع مؤسسته وادارته لأيا كان، ففعلوا عليه المراقبة قبل ان يبيعوا الوطن ويختفوا في أوروبا كما بيعت بعض الأنظمة العربية السابقة واختفى ديوثيها في كازينوهات لندن وباريس وأعدم زعماء تلك الدول وشردت شعوبها وتكالبت عليها المؤامرات لكن الديوثي سلم من كل ذلك ببساطة لأنه لا يملك وطن لأن وطنه هو المال والخيانة فيدمر ثم يرحل، أوقفوا الديوثيين في المسؤولية عبر الاعتقال والمحاسبة حتى لا يدمروا الوطن ويرحلوا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المسؤول مهما كان منصبه يجب ان يعمل بجد ونشاط في مهامه لان المسؤولية تكليف وليست تشريف ومانراه اليوم من مسؤولين غير مبالين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم فتراهم يبدرون او يسرقون او انهم غير قادرين على تحمل ثقل المسؤولية واولهم الحاكم المخنث فكيف سيكون باقي المسؤولين من وزراء وغيرهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى