انتقادات كثيرة تطال “مؤثرين” مغاربة بالانستغرام يستغبون متتبعيهم مقابل “هدايا” وهمية

هبة بريس – الدار البيضاء

“باش تربح آخر ما كاين في الآيفونات و مبلغ 2 المليون، خاصك تدير متابعة ل150 كونت لي متابعيني و تطاكي 5 صحابك يشتركو معايا، ايلا تختاريتي فهاد giveaway و ماكنتيش ملتزم بهاد الشروط لن تحصل على الجائزة”، هذا نموذج لمئات الإعلانات المدفوعة و غير المدفوعة و التي أضحى موقع انستغرام يغص بها منذ مدة و بالأخص منذ دخول الحجر الصحي حيز التطبيق.

الغريب في الأمر أن حسابات “مشاهير” أو “مؤثرين” كما يلقبون أنفسهم و يحرصون على ذلك في تعريف حساباتهم، لجؤوا بدورهم لما يسمى ب “giveaway” و ذلك بعدما أضحت المغانم المادية التي يتم جنيها من خلال الضحك على ذقون المتتبعين تغريهم لدرجة الهوس.

أحد ”مؤثري” مواقع التواصل الاجتماعي فضل عدم الكشف عن هويته أكد في حديثه لهبة بريس أن عددا من المشاهير لجؤوا لهاته الطريقة الجديدة للنصب على متتبعيهم خاصة أن ما يجنونه أسبوعيا عن طريقها يتجاوز أحيانا عشرة ملايين سنتيم.

و أوضح ذات المتحدث أن هؤلاء الذين ينظمون مسابقات شبيهة لمتتبعيهم يعمدون لاستغلال القاصرين و كذا بعض الطامحين للشهرة الزائفة، حيث يوهمونهم بأنهم سيتحصلون على متابعات تتعدى المائة ألف في ظرف زمني قصير لا يتعدى 48 ساعة مقابل دفعهم قيمة المشاركة و الذي يبتدئ من 500 درهم و يصل حتى 10 الاف درهم حسب كل مسابقة و منظمها.

و أكد المتحدث نفسه أنه و بعد الوصول لرقم المشتركين المطلوب يتم في الغالب وضع إعلان مدفوع بصفحة ثانية و تتم مشاطرته من طرف المشاهير و المؤثرين المنظمين له في حساباتهم الرسمية، حيث تصل أرباحهم عن كل giveaway تقريبا ما يفوق 10 مليون سنتيم.

و شدد مصدرنا على أن بعض منظمي هاته المسابقات يفرضون دفع مبلغ 1000 درهم كأقل مساهمة للمشاركة قصد الحصول على متابعين جديد يتراوح عددهم بين 10 آلاف و 50 ألف حسب المبلغ المدفوع.

و بنظرة خاطفة على أغلب الحسابات المنظمة لهاته المسابقات، نجد أنه في الغالب يشترط عليك متابعة أكثر من 100 حساب لأشخاص غرباء، و بحسبة بسيطة اعتمادا على الحد المالي الأدنى للمشاركة نجد أن المدخول الأقل الذي قد يجنيه المنظم هو 10 مليون سنتيم في وقت لا يتعدى 48 ساعة.

و حسب مصادر متعددة، فبعض المشاهير الذين لهم متابعات فاقت المليون يفرضون مبالغ مساهمة كبيرة تصل حد العشرة آلاف درهم و هو ما يزيد من قيمة الأرباح التي تتعدى 20 مليون سنتيم في سويعات قليلة، فيما يتم تخصيص نسبة بسيطة منها كقيمة جائزة الفائز في عملية السحب و هي القيمة التي لا تتعدى في أفضل الأحوال مليوني سنتيم.

كما أن بعض المشاهير الرافضين لفكرة استغلال متتبعيهم خرجوا مؤخرا بمقاطع أكدوا من خلالها أن غالبية منظمي المسابقات أصلا لا يوزعون أي جوائز بل فقط هي مسابقات وهمية ، فيما أكدوا أن آخرين يلجؤون لاختيار فائزين من حسابات معارفهم أو حسابات وهمية لهم.

و قام مؤخرا عدد من صناع المحتوى و مشاهير انستغرام و اليوتوب المغاربة بحملة لفضح عمليات النصب التي يقوم بها بعض “مؤثري” مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لتحسيس المغاربة و تنبيههم بما يتعرضون له من نصب و احتيال عن طريق مسابقات وهمية تضاعف أرباح منظميها الذين يستغلون سذاجة عدد كبير من المتتبعين المتلهفين للفوز بجوائز مالية أو عينية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى