بعد قــــشبال..المــــوت يخطف رفيق دربه زروال

محمد منفلوطي_هبة بريس

بعد رحيل الفنان علي بشار المشهور بقشبال السنة الماضية، هاهو رفيق دربه على خشبة الفن المسمى محمد بشار والملقب بـ” زروال” يغادر مساء اليوم الثلاثاء إلى دار البقاء، لتنتهي بذلك قصة ثنائي الفكاهة والمرح، اللذان جمعتهما القرابة العائلية قبل حب العمل، فظلت علاقتهما لعقود من الزمن تنطوي على روايات وقصص وحكايات لا تنتهي، بل ستبقى خالدة في أذهان كل من عايشوا فترتهما، وهما يطلان على جمهورهما من بين ثنايا شاشة تلفزية بالأبيض والأسود، أو من خلال متابعتهما المباشرة وهما يلامسان آلة الوتار والبندير مازجين بين فن التراث الأصيل والحكي الرزين الذين يحمل في طياته الكثير من العبر والدلالات والحكم، تلك هي قصة الثنائي الرائع قشبال وزروال التي امتدت لعقود من الزمن قبل أن تتعطل عقارب مسيرة حياتهما اتباعا.

ويعتبر الثنائي “قشبال وزروال” من أعمدة الفن المغربي الأصيل وهرم في الفن الشعبي والكوميدي وأيقونة فريدة من الفن الشعبي الوثري، اشتهرا بالكوميديا والعزف على آلة الوتار ، وهما من أبرز الفنانين الذي أثثوا المشهد الفني المغربي في مجال الكوميديا، بعد تقديمهما للعديد من العروض الفنية.

وهما الثنائي اللذان اشتهرا بإبداعاتهما الكوميدية في مرحلة السبعينات والثمانينيات، مازجين بين النكتة والفرجة باعتماد الوتار والدف وبالكلام الموزون الخالي من الحشو والرداءة حتى سمي الثنائي قشبال وزروال بفناني العائلات اللذان كانا يجسدان الوطنية من خلال لباسهما التقليدي والكلمات الموجهة والهادفة.

بدأت مسيرتهما الفنية و الفكاهية سنة 1952، بعدما أن قدما من منطقة أولاد بوزيري إلى سطات، في إطار الحلقة، قبل الانتقال لتسجيل أسطوانات انتشرت على نطاق واسع على المستوى الوطني، فسطع نجمهما في مجال الفكاهة، في إطار ثنائي يعرض قضايا المجتمع المختلفة في قالب هزلي، شاركا في العديد من المهرجانات والحفلات على الصعيد الوطني وكذا خارج ارض الوطن بأوروبا والمغرب العربي، بالإضافة إلى السهرات التلفزيونية، فقد كانا حقا فنانا التلفزيون الأوائل إبان انطلاق البث التلفزي بالأبيض والأسود، فلم تكن تخل أي سهرة من السهرات المقررة أسبوعيا من تواجدهما، و كان الثنائي” قشبال وزروال” رائعين في إبداعاتهما و ارتجالاتهما كعادتهما يخترعان النكتة من أي حدث و من أية فكرة، وكانت العروض الفنية الفكاهية التي يقدمانها على شاشة التلفزة الوطنية لعدة سنوات ، والتي تركز بشكل خاص على النزاعات العائلية والهجرة القروية، تنال إعجابا واستحسانا كبيرين لدى فئات عريضة من المجتمع .

أدار الثنائي” قشبال وزروال” معا واتباعا وجهيهما للتراب لملاقاة ربهما، تاركين وراءهما إرثا ورصيدا ثقافيا وتراثيا، وعائلة وأبناء كبارا وصغارا وأحفادا، كرس حياتهما لتربيتهم تربية دينية وضمنا لهم تعليما جيدا مكّنهم من تقلد وظائف عدة

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى