محلل سياسي عن الراحل اليوسفي ..” وداعا حكيم المملكة “

هبة بريس ـ الرباط
في كلمة وداع أرثى المحلل السياسي عمر الشرقاوي الراحل عبد الرحمان اليوسفي بكلمات اختار لها عنوان “وداعا حكيم المملكة ” .
وكتب عمر الشرقاوي متحدثا عن الراحل قائلا :
رحل عنا حكيم المملكة سي عبد الرحمن اليوسفي، ونحن نشعر بمرارة الفراق لرجل من العيار الثقيل لا نملك سوى ان نخضع لقضاء الله وقدره في هذا المصاب الجلل فلله ما اعطى وله ما أخذ.
سي عبد الرحمن كما يلقبه الجميع، لم يكن مجرد اسم سياسي في حزب الاتحاد الاشتراكي، او حتى مؤسسا لفكرة اليسار الملتزم، بل كان رمزا وطنيا سمى على الايديولوجيات والاصطفافات وسرعان ما تحوّل بمقتضى سيرورة الزمن إلى نموذج من طينة الكبار نتباهى به امام الامم والشعوب.
طيلة مساره السياسي والحقوقي مثل اليوسفي رحمه الله، نموذجا للشجاعة والحكمة والوطنية والاخلاق العالية، ولخص معظم أفكاره ومواقفه في ممارسة السياسة بالاخلاق والوطنية الحقة وعدم تحويلها الى بورصة للاستثمار.
ناظر سي عبد الرحمن واستبسل في الدفاع عن قضايا حقوق الانسان والديمقراطية، ودافع بلا هوادة عن الاستقرار والمؤسسات في لحظة قوة، ولن ينسى له المغاربة مساهمته الكبيرة في ضمان انتقال سلس للعرش من الملك الراحل الحسن الثاني الى خلفه الملك محمد السادس، وهو الذي كان ضحية حكم بعقوبة الاعدام غيابيا بسبب اتهامه بمحاولة قتل ولي العهد.
حكيم المملكة كان يتميز بمواقف وطنية، يصعب على الكثير من المتحمسين ومناضلي اخر ساعة تقبلها، فهو وطني جدا في كل ما يتعلق بخدمة بلده، لم يقبل أي تنازل او مواربة او مساومة في مبادئه.
ليس بامكاننا ان نرد قضاء الله، لكن ان نتعلم من الراحل الدروس والعبر، وندرك من خلال تجربته أنه عندما يترفع رجل السياسة عن الانانية ويطغى عليه حب الوطن، ويضحى بالمناصب والامتيازات للدفاع عن المصالح الوطنية، فإنه يستحق التكريم والاحترام من الحاكم والمحكوم من اليساري واليميني الاصولي والحداثي العربي والامازيغي اليهودي والمسيحي والمسلم. وكل ما نأمل في هذا المصاب الجلل، أن تتحول الخسارة سي عبد الرحمن إلى مناسبة مهمة لتكريس المعاني التي جسّدها في حياته وعلى رأسها نبل السياسة.
وداعا ايها الحكيم وانا لله وانا اليه راجعون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى