حين قال الحسن الثاني لليوسفي: ” أعرف جيدا أنك لا تركض وراء المناصب لكن راه البلاد محتاجة لك”

هبة بريس _ الدار البيضاء

ودع المغرب اليوم واحدا من رموز تاريخه السياسي العريق، رجل ترك بصمته ليس في تدبير الشأن السياسي و الحزبي ببلادنا فقط بل في قلوب كل المغاربة الذين عايشوا حقبة الراحل سي عبد الرحمان اليوسفي.

اليوسفي الرجل الذي رحل صبيحة اليوم لدار البقاء مخلفا وراءه سمعة طيبة و مسارا حافلا بعدما حظي بثقة و إجماع المغاربة و على رأسهم ملكي البلاد الراحل الحسن الثاني و الحالي محمد السادس و الذي سبق و زاره في المستشفى للاطمئنان على حالته، بل و أكثر من ذلك قبل الملك رأسه بشكل عفوي لما كان يحظى به من احترام.

الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي و الذي دون مذكراته كوزير أول سابق و كقائد لحكومة التناوب، عنونها ب “أحاديث في ما جرى” ، روى فيها جزءا من مساره النضالي منذ معركة الاستقلال إلى مسارات المطالبة بالديمقراطية وبناء دولة الحق والقانون، ومن كرسي المعارضة إلى سدة الحكم.

في هاته المذكرات كتب اليوسفي عن استقباله من طرف المرحوم الحسن الثاني في القصر الملكي بالرباط، يوم الأربعاء 4 فبراير 1998 ليعينه وزيرا أول، حيث أكد له قائلا: “إنني أقدر فيك كفاءتك وإخلاصك، وأعرف جيدا، منذ الاستقلال أنك لا تركض وراء المناصب بل تنفر منها باستمرار”.

يروي الراحل اليوسفي في مذكراته إصرار الحسن الثاني على تعيينه كقائد للحكومة بناءا على الحاجة الملحة له في تلك الظرفية، حيث واصل سرد ما قاله له الحسن الثاني:”نحن محتاجون لك لأننا مقبلون جميعا على مرحلة تتطلب بذل الكثير من الجهد والعطاء من أجل الدفع ببلادنا إلى الأمام، حتى نكون مستعدين لولوج القرن الواحد والعشرين”.

و أضاف اليوسفي بخصوص ما قاله له الملك الراحل في تلك اللحظة:” أنا على استعداد أن أضمن لك الأغلبية لمدة أربع سنوات، ولك أن تختار فريقك الحكومي كما تشاء”.

هذا و تجدر الإشارة إلى أن الوزير الأول الأسبق للبلاد والسياسي اليساري، عبد الرحمان اليوسفي، قد توفي اليوم عن عمر يناهز 96 عاما، بعد معاناة مع المرض، حيث جرى نقله إلى المستشفى، مؤخرا، إثر تدهور صحته ومعاناته آلاما في الصدر، كما أنه مرض في وقت سابق بالسرطان وعانى جلطة دماغية أثناء توليه الحكومة.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. رحم الله رجل شامخ ذو مواقف ثابتة سياسي محنك لاتهمه الكراسي ولا ضخ الاموال بالبنوك كان همه هو تقدم البلاد والعباد عاش نقيا مات نقيا فاللهم اسكنه الجنان

  2. الله ما أسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون الله يرحمه ويغفر له رجل سياسة بمتياز

  3. رحم الله الفقيد العظيم سي عبد الرحمن اليوسفي و أسكنه فسيح جناته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقاً ، وإنا لله و إنا إليه راجعون.
    عبد الرحمن اليوسفي رجل المبادئ الراسخة و السياسة الرصينة و الوطنيّة الصادقة ، لقد دافع على مبادئه و أفكاره بما أوتي من قوة ، فقد كان يُعارض الحكم في المغرب و يعارض السياسة التي تسير عليها البلاد فتعرَّض للاعتقال و السجن و التعذيب في سجون سرِّيةٍ مُعَدَّةً لأصحاب الرأي و معارضي النظام ، في فترة ما يسمى سنوات الجمر أو سنوات الرصاص ، و في الآونة الأخيرة ( سنة 1998 ) ترأَّس أول حكومة توافُقية ” حكومة التناوُب ) ، قاد هذه الحكومة بحزم و بنية صادقة هدفها هو القضاء على الفساد و إنقاذ المغرب من براثن الفقر و الجهل و الفساد المستشري في كل المجالات، عمل جاهداً في هذه الطريق و سنواته الأولى قام بِ(إغلاق الصنابير ) كما كان مُتَداوَلاً آنذاك فبدأت الأوضاع الاجتماعية تتحسّن بطريقة ملموسة إلّا أنَّ عدم استمراره في الحكم لِولايةٍ ثانية ، و لأسباب غامضةٍ ، و تمّ تعيين “جطو ” بَدَلَه تحطَّم كل ما بَناهُ اليوسفي و عادتِ الأمور إلى طبيعتها الأولى ( عادَتْ حليمةُ إلى عادتِها القديمة ) ، رحم الله السيد عبد الرحمن اليوسفي و جزاه عن المغرب و المغاربة خير الجزاء و إنا لله و إنا إليه راجعون.

  4. عزا الشعب المغربي واحد في فقدان رجل شامخ المناضل والسياسي سي عبد الرحمن اليوسفي رحم الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وان لله وان اليه راجعون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى