وزراء يتحولون إلى منشطين ومحللين إذاعيين.. في زمن كورونا!

هبة بريس ـ احمد مصباح 

 

 

لم يسبق لتاريخ الإذاعة المغربية  أن أفرز لنا أو تابعنا في مساره الطويل تحول بعض الوزراء إلى محللين ومنشطين إذاعيين دائمين على برنامج إذاعي. لكن إذا كان يقال “عش رجبا،  ترى عجبا”،   فنحن نقول “مع كورونا، لا تُنكر أمرا إذا حدثوك عن وقوعه”؛ فمعها يمكن لكل عجيب أن يحدث.

 

حقيقة هذا الكلام هو ما  تعرضه إذاعة وطنية، منذ عدة حلقات، في أحد برامجها التي تحظى بمتابعة كبيرة.  فقد كان لوزراء أن يكونوا ضيوفا على برنامج إذاعي أو تلفزي.. مرة مرة؛  ولكن، ليس بصفة دائمة ومستمرة. كما يحصل بالنسبة لوزيرين سابقين، وهما بالمناسبة يعملان  بيافطة حزبية؛  أحدهما عضو فاعل ونشيط في حزبه؛ والثاني  كان مناضلا من الصف الأول في الحزب العتيد، قبل أن يستقيل منه.

 

فهذان المسؤولان الحكوميان الساميان، السابقان، أصبحا ضيفين مداومين على تنشيط  البرنامج الإذاعي بصفة مستمرة، وتقديم تحليلاتهم فيه. وهذا ما يجعلنا نطرح سؤالا مهما يؤرق بعض المتتبيعن لهذا البرنامج الإذاعي: هل مشاركة الوزيرين السابقين في هذا البرنامج، هي  مشاركة “نضالية”، لا يتقاضيان عنها أجرا، رغم أنهما يداومان على الحضور في هذا البرنامج.. ؟ فالمجانية يمكن أن نتكلم عنها، حينما يحضران كضيفي لحلقة أو حلقتين؛ أما وأنهما حاضران في العديد من الحلقات، ويحللان وينشطان البرنامج لعدة ساعات؛ فليس من العدل والإنصاف أن ينشطا برنامجا بصفة مجانية.. اللهم إلا إذا كانت لديهما مآرب أخرى، قد تكون، مثلا، ذات طبيعة انتخابية، تجعلهما يُقبلان ويَقبلان بالحضور كضيفين دائمين على هذا البرنامج المعروف، الذي ينقل مباشرة على الأثير، ويناقش قضايا متنوعة، تخص المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

 

فما السر إذن، الذي يجعل الوزرين السابقين يقبلان على إتيان ما لم يأته وزراء سابقون من أمثالهما، ومن زملائهما؟ فهل هي الرغبة أو الحاجة لكسب مزيد من المال، أم لتجزية وقتهم، أم لاستراتيجيات انتخابية.. هم أعلم وأدرى بها، أم فقط لتغذية رغبة في الحضور في المشهد الإعلامي المغربي..؟

 

جزء من الجواب عن هذا السؤال، سنجده عند المعنيين بالأمر، وجزء آخر سنجده عند مسؤولي الإذاعة التي تنشط البرنامج.

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ياك سابقين فما المشكل الا ادا كان في كاتب هده السطور…سبحان الله بعض الكتابات رائحتها تسبقها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى