مروان التادلاوي

أكدت وزارة الداخلية، انطلاقا من صلاحياتها القانونية، على أحقيتها في إعمال القانون بمدينة جرادة من خلال منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام والتعامل بكل حزم مع التصرفات و السلوكات غير المسؤولة، حفاظا على استتباب الأمن وضمانا للسير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين.

وقالت الوزارة في بلاغ لها أنه بالرغم من المجهودات التي بذلتها الدولة لمعالجة الإشكالات المطروحة على مستوى إقليم جرادة، تأبى بعض الفئات إلا أن تضع هذه المجهودات على الهامش من خلال سعيها بكل الوسائل إلى استغلال المطالب المشروعة المعبر عنها، وتحريض الساكنة بشكل متواصل على الاحتجاج بدون احترام المقتضيات القانونية، مما يربك الحياة العادية بالمنطقة.

بلاغ وزارة الداخلية كان واضحا في شقه القائل ” تابى بعض الجهات الا ان تضع هذه المجهودات على الهامش من خلال سعيها بكل الوسائل إلى استغلال المطالب المشروعة المعبر عنها، وتحريض الساكنة بشكل متواصل على الاحتجاج بدون احترام المقتضيات القانونية، مما يربك الحياة العادية بالمنطقة “

الجهات التي دابت على تحريك العصيان في كل محطة احتجاجية كانت دائمة الحضور ولديها من الاساليب الكثيرة لاشعال نعرة الفثنة والفر والكر بل يساعدها مبدأ الحربائية في الظهور والاختفاء تارة مهللة وتارة اخرى منددة وبين الفينة والاخرى تنفي حضور افرادها داخل الاحتجاجات .

حراك جرادة كان وطنيا وبمجرد ان فطنت تلك الجهة لعصامية ساكنة جرادة دخلت جماعة العدل والاحسان على الخط لتربك المسار انطلاقا من مبادئها كحركة اعتراضية احتجاجية رافضة تشتغل في السياسة من خارج السياسة وتنقط المجتمع من زاوية المتفرج السلبي الذي يرفض المشاركة الفعلية

العدمية المتوفرة بنسبة كبيرة لدى الجماعة حالت دون استمرار الاحتجاجات بشكلها السلمي بداية بحراك الريف الذي انطلق سلميا وانتهى دمويا مرورا بزاكورة وقلعة السراغنة ووصولا عند حراك جرادة الذي انتهى بخسائر فادحة .

الجماعة والبعض من العدميين اذا كانوا يحبذون توجه ” ضرب الاعناق وقطع الارزاق ” فالاكيد ان المواطن المغربي غير ملزم بتوجهات الجماعة ومن ييساندها بل مطلوب منه اخد الحيطة والحذر من ” نعرة الانشقاق والاشتعال ” علما ان الجماعة لا تكثرت للخسائر المجتمعية ولا يهمها استقرار الوطن بقدر ما تسعى لتكون المعلق على الاحداث والاستاذ البارع في التقييم بعيدا عن الاندماج الايجابي .

انه بات واضحا دخول جماعة العدل والاحسان على خط الاحتجاجات بجرادة بل من المعطيات الواردة ان الاخيرة تشتغل ليلا لتنفث سمها نهارا وهو الامر الذي يلزم الجميع الانتباه اليه والابتعاد عنه وعدم منح هذه الجهة امكانية التفوق عبر التدمير والتخريب
حراك جرادة او حراك الحسيمة ..احتجاجات زاكورة وقلعة السراغنة ، الفقيه بن صالح وبوعرفة ..وقبل هذه الاحتجاجات بكثير ، احداث الدار البيضاء سنتي 1965 و 1981 واحداث فاس 1990 وغيرها ..المغرب في كل ربوعه لم يسلم من احتجاجات هنا وهناك تطالب بالحقوق شأنه في ذلك شأن باقي دول العالم ..لكن السؤال العويص الذي يطرح في كل محطة احتجاجية ..اين هي الاحزاب المغربية ؟

كان من الطبيعي ان تجد الدولة المغربية احزاب سياسية مخاطبة للعمل على تاطير هذه الاحتجاجات والتقليل من حجم الانزلاقات والتحكم في عملية المد والجزر بين اجهزة الدولة من جهة والدفاع عن مصالح المواطنين في حال المساس بها من جهة ثانية .

الحاصل الان يكمن في ان هذه الاحزاب تراجع دورها لحد الموت ، فاصبحت بازرة قبيل الانتخابات ، قابلة للتطبيع بعد فرز النتائج وبالتالي تاثيرها على حراك الشارع ظل متجمدا وغير مجديا لاسباب موضوعية ذاتية كثيرة .

الاحزاب السياسية المغربية بقيت حبيسة الانتخابات وظلت تستعطف تواجدها على الساحة فقط ، وبالتالي لجأت الى محترفي الانتخابات من سماسرة واعيان ، فكان واضحا ان يتراجع تاثيرها على الشارع انطلاقا من مبدأ ” فاقد الشيء لا يعطيه ، وفسح المجال امام العدل والاحسان للاصطدياء في الماء العكر وجر الوطن نحو الاشتعال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى