ما يقدمه الفن في سلسلة “الطوندوس” هل هو فعلا كوميديا سوداء عميقة!!!!!!

ربيع بلهواري _ هبة بريس

هل اصبح استهلاك خردة الكوميديا اجباريا؟
انه السؤال الذي يخامر أذهان المغاربة طيلة شهر كامل بعد أن وضعوا قهرا داخل أقفاص “الضحك”الرمضاني التلفزي دون مراعاة كون الأطفال والناشئة يتحلقون حول التلفاز مع أولياء أمورهم ،مما ستكون له أثار وخيمة على عملية فهم معنى الضحك حين سيقتنعون بأن ما قدم لهم هو قمة السخرية، بينما هم في الواقع تعرضوا لأكبر عملية غسل دماغ مسيئة على كل المستويات.
فهذه السنة كان شبه إجماع على أن اغلب مايقدم لهم من اعمال في رمضان الجاري، كان ضعيفا طرح أفكارا غبية وساذجة تناولت تصورا انتقائيا للمجتمع، أفسدت صيام الجمهور وقيامه بسبب خردة من برامج فكاهية عسيرة في الهضم.
ولكي اكون “عميقا” ساحاول في هذا المقال ان اناقش دون تعصب وبكل موضوعية سلسلة عرفت انتقادات كثيرة كغيرها من برامج رمضان، أطلق عليها صاحبها الفنان حسن الفد “الطوندونس”، رغم أنها لم تدخل لحد كتابة هذه السطور لائحة المنافسة على “التراند” ولم تحقق نسبة متابعة مهمة حسب احصائيات “ماروك ميتري” مقارنة بباقي الاعمال المعروضة رغم ميزانيتها الكبيرة…
مناسبة هذا النقاش، او بالاحرى النقطة التي أفاضت الكأس، هو محاولة الفد ممارسة اليوليميك والادعاء ان مايقدمه في سلسلته الجديدة “الدوندونس”، هو كوميديا سوداء”! فعن أي طابوهات تحدث “الفد”؟ وأين هي الكوميديا السوداء؟ فهل من خلال تقليد “اكشوان اكنوان” وإعطائه اكثر مما يستحق في تلفزيون رسمي، هو كسر للطابوهات؟ وهل تقليد “مي نعيمة” بذلك الشكل، والمحكوم عليها بسنة سجنا، شجاعة فنية كبرى وإنجاز ابداعي خارق كان الفد سباقا اليه دون غيره؟ هل هذه هي الكوميديا السوداء التي تحدث عنها البعض؟
المعروف ان الكوميديا الهادفة أو السوداء يجب أن تقف إلى جانب المسحوقين المغلوب على امرهم، وليس العكس، يجب أن تتحدث هذه الكوميديا عن بطالة الشباب عن الفقر والرشوة والمحسوبية والزبونية وغيرها من الامراض التي تنهش المجتمع بطريقة كوميدية راقية.
على الفد ان أراد فعلا ممارسة “الكوميديا السوداء” أن يرسل كلاشات للمسؤولين وليس للمسحوقين، عليه أن يضبط إيقاع سلسلته على تناول مواضيع قريبة من الطبقة المسحوقة واولاد الشعب.
هناك من سيقول لي “أن الكوبل كان مزيان”، أقول أنه نعم كان جيدا إلا أنه لا يدخل بدوره في صنف “الكوميديا السوداء” التي يحاول البعض تبريرها لعدم نجاح سلسة الطوندونس.
فهل يجوز أن يكون لبعض التجارب ك”كبور” مدعاة لمص رحيقها حتى العضم والعمل على تمطيطها إلى درجة الإسفاف والإبتدال، لكون الفكرة الأصلية “ليست بالقوة الدرامية الكافية التي تضمن لها قابلية الإستمرار بنفس النسق الأولي، مما يجعلها اكثر عرضة للطعن.
نحن لسنا تلاميذ في مدرسة الفنانين ولا اتباعا دورهم ان يطبلوا ويزمروا وهم يستهلكون أعمالا بها الكثير من الجدل…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المستوي تراجع في جميغ انحاء الحياة في المغرب جيث تحارب كل المنابر الحرة التي تقدم البرامج التي ترقى بالأنسان المغربي فكل ما هو راق محارب و لم يتبق الا التفاهات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى