تخفيف الحجر الصحي في إيطاليا وسط تخوفات من وقوع مفاجآت

متابعة : عبد اللطيف الباز / إيطاليا

دخلت إيطاليا في المرحلة الثانية من معركتها ضد وباء كورونا، وتمكن السكان أخيراً من مغادرة منازلهم بحرية، للمرة الأولى منذ ثمانية أسابيع.

لكن جملة تحديات تواجه إيطاليا اليوم مع عودتها إلى الحياة الطبيعية منها الاكتظاظ في وسائل النقل العام مع عودة العمال إلى أشغالهم، والتفاوت الكبير بين الأقاليم في معدل انتشار الوباء، غير أن التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة يكمن في خروج أصوات معارضة وجدت في هذه الأزمة فرصة للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتي.

 صحيفة لوموند كتبت أن الصمت المطبق الذي كان يخيم على وسط روما انتهى عملياً صباح يوم الإثنين 4 مايو.في المدن، عاد النشاط التجاري إلى محال البيع بالجملة في حين تستعد شركات البيع بالتجزئة لاتخاذ كل التدابير الاحترازية المطلوبة تحضيراً لإعادة فتحها في 18 مايو.

 أما قطاع المطاعم فيتعين عليه الانتظار أسبوعين آخرين. في حين مهدت بعض المطاعم للعودة لاستقبال زبائنها بتوفير خدمة الوجبات الجاهزة. أما عادة ارتشاف القهوة داخل المقهى فمؤجلة أيضاً، ولكن يسمح بشراء فنجان إسبرسو وارتشافه في الشارع. بالتأكيد، يعتبر الإيطاليون هذه الأمور أفضل من لا شيء. المعطيات الأخيرة تشير إلى أن إيطاليا بلغت هدفها بتسطيح المنحنى فمنذ 2 مايو، تظهر تقارير المستشفيات تدني رقم الوفيات جراء الفيروس إلى أقل من 200 حالة في اليوم، ولا يتجاوز مرضى العناية المركزة أكثر من 1500 في مقابل 4000 في الأيام الأولى. 

غير أن هذه الأرقام لا تنفي المخاطر كلياً في ظل الخشية من موجة ثانية مدمرة في بلد خرج منهكاً بكل معنى الكلمة من «المرحلة الأولى» من هذه الأزمة. في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، أوجز رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، تحدي المرحلة المقبلة بكلمات قليلة، قائلاً: «إن إعادة انطلاق البلاد في أيدينا. القرار لنا في جعله نهائياً. لتجنب الانتكاسات المؤلمة مطلوب منا التعاون والشعور بالمسؤولية واحترام القواعد من قبل الجميع». وسائل النقل مصدر قلق ومثلت وسائل النقل العام مصدر قلق في اليوم الأول للعودة إلى الحياة الطبيعية واستدعاء أكثر من 4 ملايين شخص في جميع أنحاء إيطاليا إلى العمل، ما يجعل من احترام مسافات الأمان خلال ساعات الذروة امراً مستحيلاً.

لكن القلق الأكبر يتعلق بميلانو، قلب إقليم لومبارديا الصناعي، وبؤرة تفشي الوباء الإيطالي. وفي حين تمكنت الحكومة في «المرحلة الأولى» من اتخاذ العديد من الإجراءات بحرية عمل غير مسبوقة، سيكون عنوان المرحلة الجديدة «تعزيز سلطات الأقاليم» التي تظهر قوتها في الاختلاف الكبير من شمال البلاد إلى جنوبها. وتسأل «لوموند»: كيف تمكن مواكبة العودة إلى الحياة الطبيعية بالخطوات نفسها في مناطق نجحت إلى حد بعيد في القضاء على الوباء وفي مناطق لا يزال الوباء مصدر قلق كبير فيها؟. 

منذ أيام عدة، تزايدت المطالب بمزيد من الاستقلالية في مناطق تخضع للمعارضة. وفي هذا الإطار، قرر رئيس منطقة فينيسيا شمال شرقي ايطاليا لوكا زايا (اليمين المتطرف)، الفخور بنجاحه في إدارة الأزمة، تسريع الحركة وسمح بفتح الموتيلات وحمامات السباحة. وفي الطرف الآخر من شبه الجزيرة، أذنت رئيسة كالابريا بإعادة فتح الحانات والمقاهي.. وفي حال استمرت هذه المزايدات سيصبح من الصعب على حكومة كونتي السيطرة على الوضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى