“آهٍ كون فَرزُونا …كونْ باعو لينا الأوكسجين في قْرَاعي”

محمد الشمسي

لم يجد أي وزير في الحكومة ما يخرج به على الناس حول “ليلة التواطؤ على خنف أنفاس الشعب”، جاءت خرجاتهم مرتبكة ومضطربة، يتكلمون والفضيحة خلفهم ، ومائدة “شهويات الانتخابات” أمامهم، عاجزون على أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، ويدافعون عما آمنوا به ليلتها وصادقوا عليه مبتهجين ومنشرحين، ومختبئين خلف فيروس ، كل واحد منهم يحاول أن يجد له “شيفونة أو فوطة” يمسح فيها دماء الخطيئة، فأما رئيس الحكومة فكعادته “ضربها بصقلة وهربة “، وكلف مسؤوله الإعلامي ل”خربقة ” توضيح غير موقع، حاول فيه أن يخفي الشمس بشبكة مترهلة، زاعما أن الصيغة المذاعة لمشروعهم الذي لا يمكن وصفه بالقانون، ليست نهائية، وهو بذلك يعترف بوجود هكذا مواد وفصول جاءت لتذبح الحرية من الوريد إلى الوريد، ثم خرج وزير حقوق الإنسان في حيرة من أمره ما بين “دسم الوزارة”، و”صداع حقوق الإنسان”، فتكلم لكنه لم يقل مفيدا، وأخيرا أطل علينا وزير العدل وسليل الأسرة التي قدم سلفها الأرواح فداء للحريات وجاء الخلف ليرهن الأصل التجاري على عتبة الشركات، ويجعل الغضب من جودة السلعة كبيرة من الكبائر بل أم الجرائر، فرفض الوزير الذي يتخذ من العدل حقيبة الحديث عن تفاصيل “ليلة سبي الحريات” ، بمبرر أن أخلاقه السياسية لا تسمح له ليخوض مع الخائضين ، وكأن أخلاقه السياسية تسمح له بالانقلاب على الدستور والمواثيق الدولية، فعن أي أخلاق تتحدث يا معالي الوزير؟، فهذا مشروعكم يفضحكم، فكيف ستغيرون لون الغراب؟، و”آش غادي تقول كاع”، لاشيء غير مراوغات ومراوغات سرعات ما سيضبطك التاريخ في حالة تسلل…
وأما البعض ممن وجدوا “ريح الشوهة” قد بعثرت الحب والتبن، فقد فتحوا النيران في المليان صوب من سرب المسودة، وكأنه دنس قرآنا أو اقترف كبيرة، واصطف الأخ إلى جانب أخيه وكل موال خلف من يواليه ، كل ذي نعمة وراء سيد نعمته، والكل بات يغني أغنية من يأكل من خبزه، و تركوا الكلب يعوي وربطوا العصا، ووضعوا الحمار فوق البردعة، ولاح صراع الديكة في الخم، والجزار يشحذ السكين ليذبح كل الدجاج، ولا أحد منهم انبرى إلى مناصرة حرية التعبير الموءودة في ليلة ظلماء مخيفة بمواد وفصول أكثر رعبا وفتكا من الفيروس نفسه، فآه لو مرروا ذلك المشروع آه، لبتنا في حاجة لرخصة من “المقدمين والشيوخ”، لنكتب “صباح الخير” لقريب أو عزيز، وقد نحتاج لحكم قضائي قبل ذلك لنشتري هاتفا ذكيا أو حاسوبا، أما الاستفاذة من خدمة التغطية فسنحتاج معها ل” برويطة من الوثائق”.
فما بال الوزراء برئيس حكومتهم قد ثقلت ألسنتهم وعجزت عن الدفاع عن ما خطت أيديهم عن سابق قصد وإصرار؟، وهل بهكذا فريق حكومي يتنكر اليوم لما قرره أمس يمكن أن نكسب قضايا التعليم والصحة والسكن؟
في المحصلة لا يسع المرء إلا أن يتنهد ويقول للوزراء وحكومتهم:” ناري كون فرزتونا …كون بعتو لينا الأوكسجين في قراعي”، ويتنهد أكثر وهو يقول “ويل للذين يكتبون المشروع بأيديهم ثم “يقلبون” عليه الفيستا” ويل لهم من التاريخ …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى