الإنتاج التلفزي في رمضان وفي كورونا: ” عَا ديرو لَكْمَامَة حتى على عَيْنيكم”

 بقلم : محمد الشمسي 
عادت نفس الوجوه ونفس الأسماء ونفس الصور، منهم فقط من  وجدها “معيقة شوية ” فاختفى خلف لحية أو سلهام، ومنهم من “بدل العتبة” فأطل علينا في “فيلا مثل القصر” بدل شقة رمضان الماضي، ومنهم من اصطحب يافعا او يافعة كوجه جديد ” باش يخبرقها شوية” ، ولأن نفس الأسباب تعطي نفس النتائج كما يقول علماء الرياضيات، فمن الطبيعي أن تمتد عاصفة سفاهة وبذاءة إنتاج “رمضان العام الفايت”، إلى رمضاننا لهذه السنة.
فعلى مستوى “السيتكومات” لا جديد يذكر، فذات الخِلقات وذات الحركات وذات “الكمامر”، بلا رسائل وبلا فائدة وبلا أهداف، ضجيج وصخب وملء الفراغ “باش تدوز الحلقة”، ولو ب”مقص عبيدات الرمى”، لأن الثمن للحقلة الواحدة “، ويعلم الله “بشحال كتطلع ديك الحلقة”، التي يدفع المواطن المقهور بالحجر الصحي ثمنها في نهاية المطاف ولو بصورة غير مباشرة.
ثم”كاميرتهم الخفية”، كأنها لم تمر عليهم اثنا عشر شهرا كاملا، نفس المواضيع و الشطحات و”لبسالة” وسواء كانت “خفية ” فعلا أم بتواطؤ مع “الضحية” ، فإنها افتقدت لروح الابتكار ،ولم يبق سوى الأجساد تترنح مثل الذبائح، علما أن اتخاذ مآزق الناس وسيلة للضحك والسخرية هو مرض نفسي خطير ومعدي مثل الفيروسات،، ويشكل خطرا على الجيل الناشئ الذي يتخذها عادة.
ثم جاء “عرام وخردة” السلسلات الدرامية، والتي إذا عصرتها عصرا “متصورش منها جنيريك مزيان”، أعمال تروم استحمار واستبغال المشاهد، حيث يغيب البناء الروائي والسردي المحكم للقصة، وتظهر الحوارات خائرة و”عازايدة”، وتختفي التوابل الفنية ويبرز الضعف في الأداء فيقعد الممثل أمام الممثلة في المقهى وهما “باينين كيمثلو” إما أرهقه ضوء الكاميرا لكثرة الأعمال أو هو ” نيت معنوش” ، وينعدم منطق الأشياء، ويتحقق مبدأ “كور وعطي للعور”، فما معنى أن ينقل ناقل الأموات ( عبد الله فركوس) على متن سيارة نقل الاموات جثة ميت من مراكش الى تطوان، يتسلمها من منزل الإبن ممددة على سرير طبي، بدون حضور السلطة ولا تسلم أوراق نقل الجثة ؟، وما السر في “تطويل الحلقة وتجبيدها” عن طريق تصوير الممثل وهو يمشي من مقر عمله الى مقر سكناه، هذا معناه أن “مول الفيلم باغي يكمل الحلقة باش عطا الله ويتخلص عليها”.
واستحضرت الدراما التركية ليس من قبيل “سامحيني” أو “لا تسامحيني”، بل من طراز إنجازات وأمجاد فنية ضخمة تجمع بين التاريخ والفن مثل “قيامة أرطغرل” و”المؤسس عثمان” و”عبد الحميد الثاني وصراع الذئاب”، أعمال إبداعية كبيرة يقودها ممثلون كبار، تستند على سيناريوهات قوية متينة مبينة بالإسمنت المسلح، لا تترك صغيرة ولا كبيرة، وترتكز على قصص مركبة تركيبا مهنيا متقنا، حتى أن الأتراك يعيدون كتابة التاريخ ليس كما وقع بل كما يريدون هم تسويقه للعالم ، ولكم نجحوا وبرعوا في ذلك، ويكفي أن عملا واحدا من تلك الأعمال حقق 3 ملايير مشاهدة، “وسمعني على الفن والنجاح ديال المعقول”، ونحن لا يزال عندنا من يسمون أنفسهم  ظلما ب”الفنانين” يتهافتون على ميزانية إنتاج أعمال رمضان، كما يتهافت “حمام النافورة على اللقط”، ويكتبون حوارا فيه “واش كنتي علمي ولا أدبي في البكالوريا؟”.
كان الله في عون المشاهد فما عليه سوى أن يجر كمامته على عينيه بعدما وضعها على وجهه، حتى لا يشاهد أعمالا تنقص من مناعته، بما يعرضه للعدوى من الفيروسات وما أكثرها، أو أن يطلب لجوء فنيا صوب إنتاجات إبداعية أنجزها فنانون وفنانات “ديال بصح”، لأن ” الفن لم يرتبط يوما ببطاقة ولا بقسوحية سنطيحة ولا بشفيع أو وسيط ولا بتعاملات تحت الدف”، إنه الفن ولد توأما للرسائل الهادفة ولم يكن يوما وسيلة للتسول والتسكع على عتبات القنوات، ومن لا يلمس في نفسه هذا الإحساس ” يبدل الحرفة”

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. الله يحفظك، والله كاتب المقال اللي جبد المعقول. كيفما قال ممثل وممثلة في القهوة ما عارفينها باش مبوقلة بحال ايلا غا كي يتصورو ،غياب الحرفية وافتقاد الأدوار التي تحاكي الواقع،
    ويقهروك بالمهرجين وتعواج الكمامر وتخسار الهضرة ،حوارات السوق من قبيل الساط الساطة عشيري،
    ممثلون دون المستوى
    حاجة وحدة هو هاد الممثلين والممثلات كلهم بدون استثناء يمشيو يريحو ويتفرجو في عمالقة السينما أمثال نور الشريف محمود ياسين احمد زكي فريد شوقي عمر الشريف كمال الشناوي فاتن حمامة هدى سلطان وكثير لا يليق المجال لذكر الجميع ويتعلمو السينما ويحشموا يشوية على السنطيحة وتخراج العينين ديالهم ،باز ممثلين بحال القرودة في جامع الفنا

  2. نقد منطقي واقعي و محكم فعلا لا املك الا أن أهنأ صاحب المقال كدب من قال ان المغاربة لا يمتلكون تقافة النقد الله يعطيك الصحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى