كورونا وموائد الافطار .. هذه وصفة التوعية لزمن ما بعد الحجر

محمد منفلوطي_هبة بريس

ونحن في رمضان، هذا الشهر الفضيل الذي أنعم الله علينا به ليكون فرصة للتراحم والتآزر والتعاون والجلوس على مائدة الإفطار، لم لا وأن للصائم فرحتان، فرحة عن افطاره وفرحة عند لقاء ربه.

ونحن في رمضان زمن الجائحة واجراءات الحجر الصحي، الكل متأهب لكي تمر هذه المرحلة بسلام وتعود الأوضاع تدريجيا إلى وضعها الطبيعي، وهو ما يتطلب من الجميع تكثيف حملات التوعية لدى عموم المواطنين وحتى إلى أولئك القابعين في القرى والمداشر وقمم الجبال، والدور هنا يلقى على عاتق مواقع التواصل الاجتماعي وقنواتنا العمومية التي يعول عليها كثيرا في هذه المرحلة الحساسة لايصال الرسالة صحيحة وبأقل تكلفة.

فخلال دردشة عن بعد مع أحد الأصدقاء الأوفياء وهو إطار طبي مشهود له بالكفاءة وحسن الاصغاء وتقديم النصح في زمن الجائحة، ربط الاتصال ب”هبة بريس” هاتفيا وكله أمل أن تمر هذه الأيام العصيبة بسلام، معتمدا في كلامه على حنكته وتبصره وتجربته الميدانية في مجال الطب ومحاربة الأمراض والأسقام والفيروسات، كله أمل وبحس وطني وقف الرجل على حزمة من النصائح والارشادات لتي تبدو في ظاهرها بسيطة بل تبقى في عمقها بحمولة ثقيلة، بدءا بتطوير أسلوب تمرير المعلومة والتحسيس بمخاطر هذا الوباء حتى بعد رفع الحجر، حتى لا نسقط في مستنقع الانتكاسة.

شدد في كلامه على ضرورة استغلال هذه الفرصة الذهبية لشهر رمضان، التي من شأنها أن تساهم في إعادة الوضع إلى حالته الطبيعية في حالة التزم الجميع بكافة الاجراءات التي اتخذتها السلطات، مطالبا في الوقت ذاته إلى استغلال الفرصة ونحن على موائد الإفطار، أن تقوم قنواتنا العمومية بابتكار أساليب جديدة عبارة عن سكيتشات ووصلات اشهارية هادفة وبحمولة تحسيسية ضد هذا الوباء الفتاك بدل أفلام لاتسمن وتغني من جوع، وعرض مقاطع متلفزة لفنانين وممثلين يجسدون مختلف الأعمار والفئات وهم يتقاسمون الحوار فيما بينهم بلهجات متعددة وبأسلوب بسيط وفكاهي لكنه هادف من قبيل: ” شوف أوليدي حُط صباطك عند الباب عاد ادخل، سير اغسل يديك، ما تبوسني مانْبوسك”، ” حُطو ليا بُوحدي الماكلة، كل واحد وطَبسِيلو أوليدي شوية المسافة الله يرضيب عليك، راه هذا المرض خطير وكيعادي”.

التأكيد على زرع هذه النصائح بين صفوف الأطفال الصغار وتلامذة المدارس تحسبا لعودة قريبة إلى مقاعد الدراسة، إذ على هذه القنوات العمومية أن تقوم بتمرير خطاب هادف تزامنا وساعة الافطار التي تعرف أكبر مشاهدة، عبر تجسيد مواقف لتلاميذ وهم يدرسون بأقسامهم آخذين في الوقت ذاته مسافة الأمان والحرص على النظافة، وعند العودة إلى المنزل يتخلصون من ملابسهم وأحذيتهم، ويأخذوا أخرى حتى لا تنتقل العدوى إلى عقر البيت.

تستمر المكالمة الهاتفية لهذا الرجل وبصوت يحمل في طياته الكثير من الدلالات والعبر : “الجميع معني بضرورة وضع حد لحالة الطوارئ الصحية، حفاظا على السيولة واستقرار السوق الاقتصادية لكي تعيد البلاد عافيتها، وهي مرحلة حساسة تتطلب يقظة كبيرة وتوعية شاملة، مراهنا في الوقت ذاته على القنوات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، قائلا : ” فبدل أن نتقاسم فيما بيننا عدد الاحصائيات والوفيات، لماذا لا نتقاسم معلومات تتضمن كيفية القضاء على هذا البلاء من خلال الالتزام بطرق النظافة والتباعد الاجتماعي وأخذ الحيطة في التنقلات وعند المشتريات وقضاء الحاجات، لأن رفع الحجر الصحي قادم لامحالة، لكن نجاح ذلك يبقى مرهون بمدى التزام الجميع بالنصائح المقدمة والتدابير الاحترازية”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. أين الكمامات التي وعدنا بعا الوزير.
    ولم لا ربورتاجات عن الحقيقة في المعامل التي تها مصابون بالفيروس.
    أو مثلا تقول لولدك :” اشرب و كول بكمامتك ، نلة تلقاها وتشريها “….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى