هذا ما يجب أن يكدح إليه العالم بعد رحيل فيروس كوفيد – 19

د . رشيد وهابي / محامي بهيئة الجديدة

 

كلنا قد طرق سمعنا الحكمة التي تقول رب ضارة نافعة، وكلنا متفقون على أن فيروس كوفيد 19  عرى عورات البشرية وأولهم الدول التي كانت تسمي نفسها قوية وسلطت الضوء على مكامن الضعف في أنظمتها الصحية ، و جعلهم يعيشون سيناريوهات جنائزية لم تدر حتى في جوانب خلدهم في سابق الأيام وجعلتهم يشاهدونها وكأنهم يشاهدون فيلم رعب حقيقي بين ناظري كل وعلى تفاز الواقع واحد لا  على  شاشات القنوات الفضائية  ، ولا شك أن هذه الكربة ستنكفئ غدا وتزول إن شاء الله بعد أن يرفع الله عن البشرية غمة كورونا الجديد ، ولكن علينا أن نعتبر ونعمل جميعا إنسان غني وأخيه  الفقير ، دول عظمى ودول فقيرة حكومات ومنظمات وشركات عالمية ووطنية لكي نتقي شرور الكرونات الجديدة التي يمكنها أن تخرج من بطن الأرض غدا أو تنزل من أديم السماء أو تنفلت من بعض الحيوانات أو تُنتج من بعض المختبرات وهذه بعض المقترحات المتواضعة التي أرى  بحكم اهتمامنا وتتبعنا للأوضاع خلال هذه الظروف الصعبة أن من واجبنا تقديمها  للمهتمين ليأخذوا منها ما ينفعهم ويتركوا الباقي لمهتم آخر وهي كما يلي  :

  • – يجب علينا أن نستأصل بذرة الشر من هذا العالم أو على الأقل أن نسعى جاهدين إلى التقليل من زرعها ونتكتل ضد كل من يزرعها أو يحاول زرعها ، ونزرع بذور الخير في كل شبر من هذا العالم ونغرس أشجار الخير والفضيلة في هذا العالم ونجعل لها غابات فسيحة .
  • يجب أن نقلب الأولويات ، ويكون أولى الأولويات لكل دول العالم هي صحة الإنسان وقدرته على البقاء والاحتفاظ بالجنس البشري بعيدا عن الأمراض والأوبئة التي تهدد نوعه بالزوال . وتكون سلامة الإنسان في كل العالم هي أولى الأولويات ومحور النظريات والهدف الرئيس لأهم الأبحاث .
  • – يجب أن نفهم درس كورونا المستجد ونحفظ جيدا أن الاقتصاد والرفاء والرخاء وإن كانوا مهمين ومطلوبين ، فلا يمكنهم  بأي حال من الأحوال أن يسبقوا سلامة وصحة الجنس البشري في الاهتمام ، لأن لا اقتصاد ولا رخاء ولا رفاء بدون وجود جنس بشري صحيح معافى غير مريض ومهدد في حياته .
  • – يجب على كل البشر أن يتكرننوا (من كورونا ) ويستفيدوا ويمسحوا ويقضوا على كل الأفكار التي تدعو إلى التمييز بين البشر بسبب الدين أو اللون أو العرق أو الغنى أو الفقر ، فكلنا سواسية ومختلفين وذلك خلق الله العظيم ، ويجب علينا أن نحرك اختلافنا في الجوانب الإيجابية ولا نحرك حروفه لبث التمييز والكراهية السلبية ، وقد نجح فيروس كوفيد 19  في جعل المسلم واليهودي والمسيحي يدعو لكل البشرية وليس لقبيلته الدينية فقط وجعلته يرق ويشفق على كل البشر ويطلب الشفاء لهم صباح مساء .
  • – التحدي الذي يجب على الإنسان أن يرفعه هو أن يعمل من الآن ومستقبلا على حماية نوعه والاجتهاد في سبيل بقاء سلالته حتى تعمر الأرض كما فعل أجداده، حتى يأتي أمر الله بياتا أو نهارا وحينذاك لا حرج عليه.
  • – شن حرب أبدية لا تنتهي من قبل الدول الكبرى والصغرى و علماء البشر على  الأمراض والأوبئة والفيروسات التي تهدد البشرية والجنس البشري ، ورصد ميزانيات ضخمة في سبيل ذلك.
  • – إعادة النظر في تصنيف العالم إلى دول غنية قوية ودول فقيرة غير نامية ، ففرد من دولة فقيرة غير نامية لا تهتم هذه الدول الغنية بصحته وسلامته قد تجعله ينقل العدوى إلى أفراد الدول الغنية إما بسفره إليها أو عبر سائح يختلط به وينقلها إلى دولته . فالعالم أصبح يعيش في بيت واحد وليس في قرية واحدة ، وعدم الاهتمام بصحة وسلامة ورفاهية وسعادة فرد من أفراد البيت قد يكون أثره مدمرا لكل من يعيش تحت سقف  البيت ، وهذا البيت أصبح واقعا ملموسا ومعاشا وكائنا بعد أن فرضته العولمة التي قادتها وشجعت عليها الدول العظمى .
  • – قادة دول العالم يجب أن يقفوا وقفة تأمل كبيرى ويحاسبوا الذات عن كل الكبائر التي يشجعون عليها أو تتم رعايتها من طرفهم من حروب ومعارك لا ترحم كبير ولا صغير فالعالم يجب أن يكون أكثر أمنا وأمانا مما كان .
  • – على دول العالم أن تهتم بصحة البشرية و تشجع العلم والعلماء بالدرجة الأولى وتحارب الجهل والأمية وتفتح عقول مواطنيها على الوعي والثقافة والعلم. وتحارب بشجاعة ودون هوادة بعض الأفكار التي تمجد للشعوذة وتخالف المنطق السليم والقويم.
  • – التأسيس لعلم جديد يكون محوره التنظير والبحث عن كل السبل الممكنة لحماية الجنس البشري من الانقراض بسبب الأمراض والأوبئة قبل أن نهتم بسبل انقراضه بالنيازك.
  • – يجب على الإنسان أن يستثمر في بحوث تأخير الفناء والهلاك وحفظ عمر الإنسان المعقول قبل تضييع جهدهم ومالهم في فكرة خلوده.
  • – يجب أن يغير الإنسان الغربي نظرته التي تقول بأن الأوبئة والأمراض المعدية هي ماركة خاصة ومقدرة على الفقراء والبؤساء من الشعوب ولا يمكنها أن تطالهم أو تنال من صحتهم وعمرهم ، وهم يرون بأم أعينهم قادتهم وكبار قومهم يمرضون بفيروس صغير، ويمكن أن يفتك ببعضهم .
  • – يجب أن نعرف جميعا أغنياء وفقراء أن مصيرنا على الكرة الأرضية واحد لذلك علينا أن نعمل جميعا لصونه وحمايته بالتساوي وبدون تمييز، لأن كل ما يهدد أي فرد في هذا العالم قد يهدد البشرية جمعاء.
  • – يجب أن نتعلم كيف نحول الآلام إلى صنابير تخرج مياه السرور والفرح والأمل في وقت الشدة والشدائد.
  • – الإنسان بكل أطيافه وأعراقه هو وسيلة الإنتاج وهو العجلة التي يدور بها الاقتصاد العالمي بكل حلقاته ، وهذا الإنسان في النهاية هو هدف هذا الإنتاج والاقتصاد لذلك علينا أن نصونه ونهتم بصحته وسلامته الجسدية ونحافظ على حياته ، فبدون إنسان سليم لا يمكن أن يكون هناك إنتاج ولا اقتصاد ولا غنى  ولا حياة ذكية فوق الأرض .
  • – الحياة هي نعمة ربانية يجب علينا أن نحافظ عليها ونجتهد في إبعاد ومحاربة كل ما يمكن أن يهددها من تلوث وأمراض وحروب وفقر ومجاعة وغيرها .
  • – التفكير في تأسيس منظمة عالمية يكون هدفها سن القوانين التي يمكنها الحفاظ على الجنس البشري وعلى سلامته، وترعى البحوث التي تنظر لكل ما يهدد السلامة البشرية وسبل مكافحتها ووضع الخطط اللازمة والدائمة لمواجهتها واحتوائها بأسرع وقت ممكن حتى لا يتكرر ما وقع مع فيروس كورونا . وتشجيع المؤسسات العلمية والمراكز البحثية على تركيز علوم تكون مهمتها الرئيسية حفظ الجنس البشري من الأمراض والأوبئة المعدية.
  • – قيادة مصالحة عالمية بين كل الدول المتحاربة والقوى المتعادية، وتحويل هذا العداء إلى دعوة كونية للتآخي والسلم والتعاون فيما فيه مصلحة للإنسانية كلها.
  • – اهتمام الدول الغنية بشكل أكبر مما سبق بالدول الفقيرة والعمل على تقريب الفوارق بينها وبينهم بشكل تدريجي.
  • – على الأمم المتحدة أن تعلم أن الدعوة للاقتصاد الأخضر والدعوة لمحاربة الفقر والتي هي مرتكز العديد من مقترحاتها وإن كانت ذات أهمية عظمى فإنها لا يجب أن تأخذ قصب السبق على سلامة وصحة الجنس البشري ، فلا اقتصاد أسود أو أخضر ولا غنى أو فقر إذا احتجب طيف الرجل الأبيض والأسود.
  • – من الآن قبل الاهتمام بالجزئيات على الدول والمنظمات أن تهتم بشكل أكبر بالأساسي والمهم الذي هو حفظ الجنس البشري من كل ما يهدده حالا ومستقبلا من أمراض وأوبئة وحروب كلاسيكية وبيولوجية قبل أن يفكروا في الديمقراطية والحكم الرشيد وسيادة القانون ، على الصعيدين الوطني والدولي ، وحتى لا يفهم من كلامي أنني ضد هذه المقترحات بل فقط أروم منهم أن يعيدوا فقط ترتيب الأولويات.
  • – التحديات التي كانت تتكلم عنها الدول الغربية والمنظمات الدولية كانت تهم جوانب الاقتصاد والبيئة والنمو الاقتصادي المستدام وتعزيز العدالة الاجتماعية ، و تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة وتكافؤ الفرص للجميع وحماية الأطفال وبقائهم ونمائهم . وهي تحديات مهمة ولكنها ستصبح بدون قيمة اذا ما انقرض محور هذه التحديات ومحركها والذي ليس هو سوى الكائن البشري .
  • – يجب أن نعمل على أن تكون هناك مؤتمرات دولية حديثها وسبب جمعها الأول هو كيف نحفظ الجنس البشري من الإنقراض ، وكيف نواجه ونقطع دبر كل ما يهدده سواء كان بشريا أو حيوانيا أو طبيعيا .
  • – منظمة الصحة العالمية منظمة مهمة تقدم خدمات جليلة للبشرية في كل ما يتعلق بالمرض والأوبئة و الغرض من تأسيسها هو توفير أفضل ما يمكن من الحالة الصحية لجميع الشعوب حتى الآن، ولكن خططها لحفظ الجنس البشري من الإنقراض ووضع الفرضيات لمجابهة ومقاومة كل من يحمل سيوف هذا الإفتراض ، والدود عن ما يهدده غير مألوفة في خطط عملها ولم يسبق أن سمعنا بها ، وكارثة جائحة كورونا المستجد  بين ضعف حيلتها وعدم استعدادها لمثل هده السناريوهات الغير منتظرة رغم أن أحد أهدافها هي  مراقبة نشوء أمراض العدوى، كمرض السارس ومرض البرداء ومرض الإيدز، ورغم أن منظمة الصحة العالمية ترعى برامج للوقاية والعلاج من هذه الأمراض . وتدعم تطوير وتوزيع لقاحات وأدوية لها ، ولكن هذه المنظمة لوحدها لن تستطيع وحدها مواجهة هذه التحديات. فبات من الضروري التفكير في إنشاء منظمة عالمية خاصة بحفظ الجنس البشري  من الأوبئة والأمراض المعدية أو توسيع صلاحيات منظمة الصحة وتقويتها وتركيز اهتمامها الأكبر على زيادة المراقبة والترقب والتتبع لكل الأمراض المعدية  و تسطير برامج علمية وطبية وصحية لمحاربتها وتفريخ مختبرات تابعة لها في أكثر من دولة وفي كل القارات لدراسة والتنظير لكل الأمراض المعدية والأوبئة المحتملة ووضع استراتيجيات محكمة ومتواصلة وسريعة للقضاء عليها أو إضعاف التأثير الذي يمكن أن تحدثه على صحة الإنسان ، و الإستعداد لطرح اللقاحات والأدوية والأمصال التي يمكنها أن تعالجها  .
  • – منظمة الصحة العالمية تهتم بتتبع مراحل عدوى الأوبئة والفيروسات أكثر من عملها وسعيها واستعدادها بعلمائها وأبحاثها للتصدي لهذه الفيروسات كلما ظهرت قبل أن تنتشر ، فقد رأينا كيف أن همها في البداية كان هو تنقيط وتتبع أخبار الفيروس ووصف درجة الحالة التي أصبح عليها وتتبع أماكن انتشاره.          فمنظمة الصحة العالمية بما أنها هي التي تنسق الجهود الدولية في مجال الصحة كان عليها أن تنبه الدول في بداية شهر يناير بعد ظهور فيروس كورونا المستجد في الصين في شهر نونبر وتفشيه فيها في أواسط شهر دجنبر ، وتنصح بشدة كل دول العالم لاتخاذ إجراءات صارمة  من مثل تعليق رحلات الطيران والتقليل من التقارب الاجتماعي في مباريات كرة القدم والرياضات والاحتفال بالأعياد ، كالاحتفال بيوم 8 مارس الذي كان شرارة سريعة لاشتعال وانتقال الفيروس لمجموعة من الأشخاص في مجموعة من الدول ومن بينها مدريد ومراكش ، وتدعو إلى ذلك  قبل أن تقع فأس الفيروس في رؤوس كثير من  البشر. وهذا يجعلنا نطلب كذلك بإلحاح أن تغير منظمة الصحة العالمية من طريقة تحركها وأن تكون في تحركها أكثر سرعة  في مثل هكذا كوارث ، وأن تكون نظرتها سوداوية أكثر مع مثل هذه الفيروسات التي تهدد جنس البشر بدل أن تكون رمادية ، وأن لا تثق في إشراقة الغد بل يجب أن تؤمن بأن الغد سيكون غائما بشكل أكبر لكي تعد العدة له  ، فإذ كان مشرقا استراحت وإذا كان حالكا واجهته بعدتها التي أعدت . وتجعل كل دول العالم تأخذ الحيطة والحذر.
  • – منظمة الصحة العالمية لم تعلن حالة الطوارئ الصحية الدولية إلا في آخر شهر يناير بعد أكثر من شهرين  من بداية الفيروس في الصين وبعد أن انتشر في مجموعة من الدول ، وفي تصريح مديرها حينذاك أكد على أنه لا يوصي بالحد من الرحلات الجوية وعمليات التبادل التجاري وحركة (الأفراد) وعارض  حتى فرض أية قيود على الرحلات إلى الصين .  لكن الإجراءات التي اتخذتها الدول حاليا من تقييد للرحلات الجوية والحجر الصحي وتقليل التقاء وتزاحم الأفراد ثبت أنها  لو اتخذت بشكل مبكر في أول شهر يناير أو حتى في الوقت الذي أعلن فيه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ  لتم حصر انتشار هذا الفيروس المعدي والخطير  ولأنقدنا أرواح كثيرة ضاعت بسبب التأخر في اتخاذ هذا القرار المصيري والمهم للجنس البشري . والسيد  تيدروس أدهانوم غيبر ييسرة مدير المنظمة كان دائما يقود منظمة الصحة العالمية بحنكة ومسؤولية كبيرة منذ توليه هذه المهمة و يقوم حاليا بمجهودات كبيرة وجبارة ، وكان يمكن أن يكون فعله وتحركه  أفضل لو أعلن عن حالة الطوارئ الدولية بشكل مبكر و دعى إلى تقييد الرحلات الجوية  و تقليل التقارب بين الأفراد بشكل صارم   بعد انتشار الوباء في الصين  .
  • – منظمة الأمم المتحدة يجب أن تدعوا خبرائها من رجال القانون للعمل  على طرح قانون خاص بحالة الطوارئ توقع عليه كل الدول وتعمل على تنفيذه واحترامه في حالة الطوارئ التي تكون ناتجة عن بعض الكوارث الطبيعية أو الصحية .
  • – يجب على دول العالم أن  تقرر قوانين توجب  تمرير المعلومات المتعلقة بكل وباء تتعرض له بكل شفافية ومصداقية و تنشره ليطلع عليه العالم أجمع ، ولا تخفيه أو تقلل من خطورته  وتقرر عقوبات دولية وتعويضات للمتضررين من إخفاء الحقائق  لأن الكثير من الدول أصبحت تتهم دولة الصين الآن بأنها حجبت معلومات مهمة عن خطورة المرض وسرعة انتشاره حتى لا تنعزل عن العالم جويا وبرايا وبحريا  وهناك من قال بأن الصين راهنت على حجب المعلومات المتعلقة بعدد المصابين والوفيات الحقيقية بهذا الوباء وخطورته حتى لا تضر باقتصادها ، وفضلت صيانة اقتصادها وحفظه على صيانة صحة البشرية وحفظها .
  • – يجب على منظمة الأمم المتحدة أن تحدث قسما خاصا تسميه أكاديمية أو جامعة أو خزان  فيروس كورونا أو أن تطلق عليه ما تحب من الأسامي تجمع فيه كل ما كتب وما تم إنتاجه مرئيا أو سمعيا سواء علميا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا بمختلف اللغات عن هذا الفيروس ، ويكون هناك تعاون دولي لإجراء استقراء ودراسة وبحوث علمية موثقة  لكل المصابين أو المتوفين ولكل المتعافين منه  في كل دولة على حدة وبناء على النتائج تستخرج الخلاصات  وتقدم المقترحات وتعالج مواطن الضعف التي ساعدت في انتشاره وفي فتكه بكل المتوفين ، وتحول ورقات العمل بكل حمولتها ونتائجها  من تلك  الدول إلى القسم المختص بمنظمة الأمم المتحدة ،  سيكون مجهودا ضخما و مضني ولكن لاشيء يغلى على حياة البشر .
  • – يجب أن نبني الإقتصاد العالمي والعولمة اللذان يتسارعان ساعة بعد أخرى  على أسس قوية ، وأهم أسسها هو الإنسان ، وحتى نحمي مستقبلا العالم من انهيارات مالية واقتصادية عالمية كما نرى ، ولا نعيش ما عشناه في هذه الأيام العصيبة التي لم يعشها أي فرد حي ، علينا أن نكون قد تعلمنا الشيء الكثير من كتب كورونا المستجد ومن حربها وزيارتها الغير مرحب بها ، يجب على كل الدول أن تساهم في التنظير لحفظ الجنس البشري ولا تخص بهذا التكليف الدول العظمى فقط ، فيجب علينا أن نلغي وكالتنا للدول العظمى لتسيير أمورنا في حفظ الجنس البشري ، لأن الحال أثبت أن الوكيل لم يكن في مستوى المسؤولية ، وعلى الموكلين أن يديروا الشؤون المتعلقة بحفظ مواطنيهم بأنفسهم ويساهموا بجدية في هذا الحفظ ولا يعولوا على أحد بل يمكنهم فقط أن يستفيدوا من خطط الآخرين وأبحاثهم من أجل سلامة السلالة البشرية.
  • – واقع الحال أثبت أن حرية السفر والاختلاط ، وانفجار بالون السياحة الدولية يجب أن تصاحبه احتياطات صحية كبيرة في المطارات والموانئ وعلى الحدود البرية ، وأن تعمل الإنسانية بكل جد كما عملت واجتهدت لصنع الآلات العجيبة التي تكشف المواد المتفجرة والمواد الممنوعة ، على صنع الآلات الصحية والمتطورة التي تكون مهمتها كشف صحة السائح الوافد وهل يمكن أن يشكل خطرا صحيا على الدولة المستقبلة أم لا  ولما لا حتى تصوير خريطته الجينية وخلاياه البشرية لمعرفة هل هي عادية أم غير عادية . فإن كان لا يشكل خطرا سمحوا له بالمرور بعد أن تخضر أضواء الآلة التي مر بها ، وإن كان يشكل خطرا صحيا على الدولة المستقبلة بعد أن تحمر عيون الالة وتصدر أصوات منذرة ، عليهم أن يرجعوه من حيث أتى ، وهذا ليس فيه تقييد لحرية التنقل الدولية ولكن فيه حماية لسلامة مواطني الدولة المستقبلة ، حتى لا نضطر غدا و نسمع عن من ينصحنا بنظرية سلوك القطيع  والتضحية بالكثيرين لننقذ السالكين من دوي المناعة القوية .

خلاصة هذا المقال أن هذه هي مجرد أفكار، لم أكن لأتكلم عنها أو أكتب عنها في يوم من الأيام لأنني لست بالطبيب ولا بالعالم فيهما وإن كنت مهتما منذ الصغر بكل جديدهما ، فأنا رجل قانون ولو كان مسموح لنا تقديم الشكايات ضد الفيروسات وجرها إلى المحاكم الوطنية والدولية لكفاكم رجال القانون شر هذا الطارق والدي حدر من مثله القران الكريم  ،  ولكن تتبعي لأخبار كورونا المستجد عبر شاشة التلفاز وشاشة الهاتف وعبر تطبيقات التواصل الاجتماعي ، وأمام غزارتها وتنوعها  وبعد أن أصبحنا نفطر على أخبار فيروس كورونا المستجد وضحاياه في العالمين أجمعين  ونتغدى على دفناه  في الغرب قبل الشرق ونتعشى على نعي المتبقين من وليمة الموت الصباحية أو المسائية التي أثثت بلحوم بشرية ونحاول جاهدين أن ننام لننسى شبح هذا الجني الغدار المتخفي ، فنتقلب في نومنا على كوابيس جهنمية كان سببها التخمة الكورونية اليومية ، وهي فقط إرشادات وأفكار لا نزعم بأنها ستنقد البشرية ولكنها مع أفكار أخرى وإرشادات جدية واقتراحات من أقلام أخرى وطنية أو دولية  قد تنقدنا مستقلا مما فعلته بنا هذه الغمة الكورونية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب الذي يجب .
    لنركز على المغرب بعد كورونا .
    دون حكومة من كفاءات مغربية مشهود لها بالوطنية الخالصة والأمانة .
    دون تعديل دستوري ينصرف إلى منصة من نواب حقيقيين للشعب لهم الكفاءة اللازمة .
    دون إرادة المؤسسة الملكية .
    دون التخلص من الهيمنة الفرنسية في جميع أشكالها المغذية والمكرسة لبنية المخزن .
    دون سياسة تعليمية تؤسس لمجتمع مدني حقيقي .
    يبقى كل تنظير كلام ليس إلا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى