رسالة مفتوحة إلى الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

معالي السيدة الوزيرة نزهة الوافي،
يعيش العالم اجمع و المغرب خصوصا فترة استثنائية في خضم الازمة الصحية ، تحتم علينا جميعا الاتحاد و التضامن من أجل النجاح في التقليل إلى أقصى حد من التبعات السوسيو-اقتصادية لجائحة كورونا.
في هذا الإطار، فإن مغاربة العالم وافقوا بالإجماع على الامتثال لقرارات الدولة المغربية من أجل الحد من انتشار هاته الجائحة. خصوصا قرار إغلاق الحدود الجوية و البحرية و الأرضية للمغرب. و باركنا قرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي إختار حماية أرواح المواطنين على حساب التنمية الاقتصادية بفرض الحجر الصحي. هذا الاختيار الإنساني هو اختيار
شجاع نحييه بحرارة.
لذلك، فإن إدارة المرحلة من طرف الحكومة يجب أن يكون لها نفس الرؤية الإنسانية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
الحجر الصحي يعد خيارا استراتيجيا، و بالتالي على كل وزارة أن تلتزم بمسؤولياتها و تعالج المشاكل الناتجة عن هاته الوضعية بسرعة وفعالية لتجنب آية عواقب مؤسفة.
فعلى سبيل المثال، بناءً على طلب من رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل ، تم التعامل مع مواطني دول الاتحاد الأوروبي العالقين في المغرب بكل تعاون من طرف السيد ناصر بوريطة، وزير الخارجية الذي أكد أن المملكة المغربية يمكنها استقبال الطائرات المستأجرة لنقل المسافرين العالقين بسبب ظروف استثنائية خارجة عن ارادة الجميع.
لكن ماذا عن مغاربة العالم؟ ماذا عن المغاربة الذين بقوا عالقين في جميع أنحاء العالم؟ سواء كانوا أحياءا أو أمواتا؟
لقد تم ارسال العشرات من البيانات الصحفية ، و الفيديوهات و العرائض الاحتجاجية دون أية نتائج أو حتى أدنى حوار.
في بداية هاته الأزمة، شاركنا جميعا في تهدئة الناس لان الحجر الصحي صدر لمدة محددة، و بالتالي دعمنا بعضنا البعض لتجاوز هاته المحنة. لكن الواقع الحالي يؤكد أنه من المحتمل أن يستمر الحجر أكثر من المتوقع، و بالتالي لم نعد نواجه مشكلة مؤقتة ، و لكن مشكلة هيكلية تتطلب التفكير و المواجهة، و تتطلب أيضا اتخاذ مواقف و قرارات.
و بصفتي المسؤول عن مغاربة العالم في أحد أهم احزاب المعارضة بالمغرب. يجب أن اتفاعل من خلال هاته الرسالة المفتوحة، حتى يتحمل الجميع المسؤولية عن الوضع المزري الذي تعيشه آلاف العائلات في المهجر.
ان حالة القوة القاهرة بسبب هاته الجائحة، لا تعفي الوزارة من اتخاذ إجراءات شجاعة قانونية و إنسانية ضرورية في هاته الأزمة الغير مسبوقة.
السيدة الوزيرة،
نطلب من سيادتكم التحرك بسرعة و العثور على حلول ملموسة لمجموعة من مشاكل الجالية:
ظل الآلاف من مغاربة العالم عالقين بالمغرب بعد إغلاق الحدود. لذا نحث وزارتكم على التخطيط لرحلات جوية استثنائية لإرجاعهم إلى بلدان الإقامة بالتعاون مع هاته الأخيرة. لأنه إذا كان هناك من يجب أن يرفض فهو بلد الاستقبال، و إذا لم يبد اي إعتراض، فهل لدى المغرب ما يخسره بالسماح لهؤلاء الأشخاص بمزاولة حياتهم الاجتماعية و الاقتصادية؟
من بين هؤلاء الآلاف من مغاربة العالم، نجد ثنائيو الجنسية، و خصوصا المغاربة البلجيكيين. و لقد اعلن الوزير البلجيكي فيليب جوفين شخصيا خلال اجتماع مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أنه تم تأجير حوالي ثلاثين رحلة في إطار الية “عملية الإعادة إلى الوطن”. و أن المغرب هو من يرفض السماح لهم بالمغادرة مع العلم ان الطائرات مستأجرة و متاحة. لذلك نطلب منكم ان توضحوا لنا على الأقل ما هي الاستراتيجية الكامنة وراء هذا المنع؟ و اعلموا أن هذا التحيز يغذي التطرف و العنصرية بشكل لا يمكننا تحمله في البلدان المضيفة.
أراد العديد من مغاربة العالم المقيمين بالخارج، و أيضا المغاربة القاطنين بالمغرب و العالقين بالخارج بعد قرار إغلاق الحدود العودة إلى المغرب دون جدوى! جميع بلدان العالم تقريبا سمحت لمواطنيها بالرجوع إلى أرض الوطن إلا المغرب. هل يمكنكم تفسير هذا المنع؟ إذا لم يكن هناك جواب شافي، فإننا نطالبكم السيدة الوزيرة، على القيام “بعملية إعادة المواطنين” على غرار جميع الدول، مع التأكيد على التزام جميع العائدين بفترة حجر صحي منزلي بعيدا عن الجميع لمدة لا تقل عن أربعة عشر يوما مباشرة بعد الوصول إلى أرض الوطن.
خلال هاته الفترة، توفي المئات من المغاربة في الخارج، وقلة فقط بسبب جائحة كورونا. يمكننا التفهم السيد الوزيرة، أنه لا يمكن إعادة رفات المغاربة خلال هاته الفترة العصيبة، لكن هل خططتم و اعددتم حلا لإرجاع الرفات بعد انتهاء الحظر؟ الجالية تريد أجوبة بسيطة. هل يمكن إعادة المتوفين بسبب كورونا إلى المغرب؟ إذا كانت الاجابة نعم، تحت أية شروط؟ في أوروبا يتم تغليف الجثث بأحكام ووضعها في نعش من مادة “الزنك”. هل يكفي هذا الإجراء في المغرب؟
بالنسبة للذين لم يموتوا بسبب كورونا، إذا كانت رغبتهم قيد حياتهم دفنهم في وطنهم الاصلي المغرب. فهل يمكن إخراجهم من المقابر هنا و دفنهم في المغرب؟ السيدة الوزيرة، تحتاج العائلات إلى اجابات محددة. هل تستطيعين تقديم اجابات لانتظاراتهم؟ حتى لو كانت الاجابة سلبية، حتى يستطيع الجميع اتخاذ الإجراءات المناسبة في هاته الحالة.
نظرا لعدم وجود أي رد فعل من وزارتكم لحد الساعة، هاته الرسالة وجهت إلى أيضا إلى رئيسي الفريقين البرلمانيين لحزب الاستقلال حتى يتمكن برلمانيونا من الدفاع في اللحظات المناسبة على مظالم الجالية المغربية في الخارج.
حفظ الله بلدنا الحبيب و العائلة الملكية و جميع المغاربة.
بروكسيل في 8 أبريل 2020
محمد سعود
عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال
المسؤول عن مغاربة العالم و شؤون الجالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى