سفير المغرب بروما لهبة بريس: إفتتاح 16 فضاءات لدفن جثامين موتى المسلمين

بقلم : عبد اللطيف الباز / إيطاليا

مشروع طموح تم تحقيقه تحت إشراف سفارة المملكة المغربية بروما وسط حالة من القلق والجدل تسود الجالية المغربية بإيطاليا (وباقي دول أوربا أيضا) في ما يتعلق بدفن من يموت من أفرادها في هذا البلد أوذاك .

فلا حديث هذه الأيام داخل الأسر المغربية أو على مواقع التواصل الإجتماعي الفضاء الأزرق( الفيسبوك)، مع جائحة كورونا، إلا حول موضوع الدفن.

لقد كان المغرب من البلدان الأولى التي انتبهت مبكرا إلى الخطر الذي يشكله فيروس كورونا على الصحة العامة، فقام باتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات الاحترازية الرامية إلى حماية مواطنيه.. تدابير وإجراءات حظيت بتقدير كبير من طرف المجتمع الدولي. وكان من بين هذه الإجراءات إغلاق جميع مطاراته وموانئه أمام حركة الملاحة الجوية والبحرية الخاصة بالمسافرين منه وإليه.

ما حدث هو أنه نتيجة لهذا الإغلاق لم يعد ممكنا نقل جثامين مغاربة العالم لدفنها في المغرب، سواء من الذين وافتهم المنية بسبب فيروس كورونا أو من الذين ماتوا ميتة طبيعية. مما جعل الجالية المغربية تقف فجأة وجها لوجه أمام واقع جديد لم تكن مستعدة له تمام الاستعداد. واقع الدفن في بلدان الإقامة.حيت ذكرت سفارة المملكة المغربية بروما انه تم تخصيص وافتتاح حوالي ستة عشر من فضاءات إسلامية مابين مقابر ومربعات وركن إسلامي لدفن جثامين موتى المسلمين منذ بدء تفشي وباء فيروس “كوفيد-19 ” بإيطاليا.

و في تصريح حصري ليوسف بلا سفير المغرب بإيطاليا وسان مارينو وألبانيا ومالطا خص به موقع هبة بريس ، أن إفتتاح هاته الفضاءات الإسلامية المتكونة مابين مقابر ومربعات تم بفضل تنسيق محكم لعدد من الهيئات بالإضافة إلى تظافر الجهود بين المسؤولين المغاربة بسفارة المملكة وبين جميع الهيئات القنصلية وبعض مكونات المجتمع المدني المغربي والإيطالي.

كما أشار سفير المملكة المغربية إلى أن هاته الأعداد الجديدة التي منحت للمقابر الإسلامية ينضاف لها حوالي 48 مقبرة إسلامية جديدة قبل إنتشار الوباء، ليرتفع العدد الإجمالي للمقابر إلى 64 زيادة إلى ركن إسلامي مخصص لدفن موتى المسلمين.

لتصبح عملية الدفن متاحة حيت غطت جميع مدن وأقاليم التراب الإيطالي في ظل “الظروف العصيبة التي فرضتها إجراءات العزل الصحي وتعذر ترحيل جثامين رفاة الموتى المغاربة نحو بلدهم الأم “.
كما أردف المسؤول الدبلوماسي أن هاته المقابر الإسلامية الجديدة تتوزع على مناطق ايمليا رومانيا ، مارشي ،لومبارديا، كامبانيا ،صقلية ، ابروزو ، ساردينيا ،بيمونتي، فينيطو و الطوا ديجي.

وتابع أنه بفضل تظافر مجهودات كافة الأطراف فقد تمكنا من التغلب على الصعاب الإدارية التي كانت تعترض دفن الموتى المسلمين من غير القاطنين في بعض المقابر الإسلامية بنفس البلدة.

كما أكد كذلك بأن فرص الدفن في كل من مقبرة ميلانو بالنسبة للقاطنين بلومبارديا، ومقبرة روما بالنسبة للقاطنين على المستوى الوطني.

ومن جهة أخرى، ذكر السيد بلا، أنه “لا يسعنا بهاته المناسبة العصيبة، كسفارة وقنصليات عامة، إلا أن نثمن عاليا التجاوب الكبير للسلطات الإيطالية المركزية والمحلية مع طلبات افتتاح مقابر إسلامية جديدة، مما يدل على مدى الاحترام والتجاوب الذي تحظى به الجالية المغربية من قبل السلطات الإيطالية نظرا لاندماجها في محيطها المحلي،
كما نوه بجمعيات المجتمع المدني وما بذلته من مجهودات جبارة في دعمها للمواطنين المغاربة المتوفين وسعيهم الجاد لتشييع جثامينهم الى مثواه الأخير.

وجدير بالذكر أن حسب الاحصائيات المتوفرة لدى السلطات القنصلية فقد بلغ عدد الوفيات بين أفراد الجالية بسبب تفشي وباء كورونا، لحد الساعة حوالي 34 حالة وفاة.

وختم بالقول أنه تم دفن جميع المتوفين بالمقابر الإسلامية في احترام تام لطقوس الدفن الإسلامية وأن هذه المراسيم جرت واتخذت التدابير اللازمة بفضل تكاتف جهود الجميع ،من مؤسسات عمومية وفعاليات المجتمع مدني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى