العثماني ينتف أوراق زهرته” تنفع مع كورونا…متنفعش مع كورونا ..”

محمد الشمسي

لم يصدر قانون مفصل لجريمة “عدم وضع الكمامة”، وجاء بلاغ وزاري ثلاثي يلزم المواطنين بوضعها “وربي كبير”، ثم صدر كتاب رئيس النيابة العامة يتبنى بلاغ الوزارات الثلاث ويلح على النيابات العامة بكل أرجاء المملكة بوجوب التقيد الصارم بالبلاغ الوزاري الثلاثي، استنادا إلى أن قانون الطوارئ الصحية يجيز للسلطات العمومية اتخاذ كل ما تراه مناسبا للحد من تفشي الوباء وصون وحماية صحة وسلامة المواطن، وأنه من حق السلطات العمومية تلك أن تتخذ قراراتها في هذا الشأن في شكل بلاغات أو ما شابه ذلك.

وقد اختار رئيس الحكومة وهو في قلب البرلمان أن يخاطب “نواب الأمة” و”الله يسمح لينا ” على هذا الوصف”، لأننا نرى النواب ولا نلمس تمثيلهم للأمة، بل نرى فقط تهافتا من هؤلاء النواب على قبض ثمن تمثيل الأمة، المهم أن رئيس الحكومة قرر أن يزيل كمامته ويعلقها على أذنه اليسرى وتركها “مدلية” مثل “قديدة أو كرداسة”، وحتى عندما طالبه أحدهم بالالتزام بتطبيق قانون الكمامة، أجابه بكون مسافة الأمان هي الأساس، وكان في جواب الرجل نقطتان قانونيتان مهمتان، أولها أن العثماني عاد ليغني أغنية “لكمامة لا علاقة”، ليؤكد خرجته الأولى خروج المتيقن من أن الكمامة لا تنفع “الصحاح” في شيء مع هذا الوباء، وثانيها أن العثماني باعتباره رئيس السلطات العمومية يعلن تعديلا على “قانون كمامته” يجيز للمأمور بوضعها أن يزيحها عن فمه وأنفه وتعليقها على إحدى أذنيه ل”الضرورة القصوى”، ومن صور هذه الضرورات القصوى أن يكون المأمور بوضعها يلقي خطبة أو حديثا أمام جمع، شريطة توفر مسافة الأمان التي لم يتفضل رئيس الحكومة بتحديدها “بالمترو”.

وهنا نكون أمام حالتين اثنتين لا ثالث لهما، إما أن قانون الكمامة ليس مطلقا بل تسري عليه استثناءات وجب تبيانها وتبيينها للمواطنين، أو أننا أمام خرق سافر للقانون من طرف رئيس الحكومة مع سبق الإصرار والترصد وتحقق حالة التلبس، لأنه عبر علانية عن امتناعه وضع كمامته وبرر ذلك بأن مسافة الأمان تكفي، وهو مبرر قد لا ينفع المواطنين “مع البوليس أو الجدارمية”، ولو كانوا داخل سياراتهم، وفي هذه الحالة يتعين سلك المساطر القانونية لمساءلة رئيس الحكومة عن خرقه لقانون مداده “باقي مكرمش”.

نؤكد أنه من حسن حظ هذا الشعب الأبي أن له ملكا حكيما تدخل بتبصر ونجانا في هذه الجائحة من الموت أفواجا، “كون عولنا” على العثماني، لبقي مثل طفل ينتف أوراق زهرة ويقول عن الكمامة “تنفع مع كورونا، متنفعش مع كورونا…تنفع مع كورونا، متنفعش مع كورونا…”.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. وجهوا السؤال للاستاذ الشرقاوي، ليجيب عن وضع كمامة العثماني، وهل خىق القانون ام لا.
    هذه الجريدة نتتبعها ،ولكن في بعض الحالات يغلب على بعض مواضعها التفاهة،
    ربما من بعض الصحافيين وهم قلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى