طبيب فرنسي تخونه عنصريته أمام (كوفيد ـ 19) !

عبد اللطيف مجدوب

الثقافة لا تقاوم العنصرية

مهما كانت الثقافة التي يتشبع بها الشخص ، فلا يمكن أن تصحح نظرته إلى الآخر ؛ تبعا لمعايير إنسانية خاضعة لمبادئ حقوق الإنسان ؛ فنظام الرق والعبودية والاستعلاء ساد الحضارات القديمة التي كانت قائمة على التمييز بين النبلاء السادة وبين العبيد الذين استقدمهم الإقطاعيون لفلاحة الأرض والاشتغال داخل القصور .. فجاء الاستعمار في القرن السابع عشر ليعمق هذه العلاقة العرقية بين الأسياد المعمرين من جهة وبين العبيد أصحاب الأراضي المغتصبة من جهة أخرى .
بيد أن التراكمات التاريخية وحركات التحرر ومناهضة المستعمر عملت ؛ إلى حد ما ؛ على تبديد صور العرقية والأخذ بنظام الرق باستثناء دول استعمارية قليلة أبقت على تمسكها بهذه النظرة الدونية التحقيرية لسكان مستعمراتها ، وتأتي فرنسا الاستعمارية على رأس هذه الدول والتي ما تزال ؛ حتى الآن ولو بصور غير مباشرة ؛ تعامل الإنسان الإفريقي كعبد منزوع الحقوق والحريات أمام المواطن الفرنسي ، وفي هذا السياق تكفي الإشارة إلى أحزاب يمينية عنصرية ؛ تنادي بجلاء الأفارقة عن البلدان الأوروبية ووضع حد فاصل لظاهرة الهجرة الإفريقية ، من بينها حزب الجبهة الوطنية بفرنسا ؛ وحزب الكتلة الفلاماندية ببلجيكا؛ وحزب اتحاد الشعب الألماني ؛ وحزب التقدم بالدانيمارك ؛ وحزب الجامعة الشمالية بإيطاليا …

الطبيب العنصري ينادي بجعل الأفارقة (فئران تجارب ) !

كشف الطبيب الفرنسي جان بول ميرا Dr Jean-Paul Mira ؛ رئيس وحدة العناية المركزة بمستشفى كوشين في باريس ؛ عن عرقية غير مسبوقة ، وهو يشاهد الآلاف من الفرنسيين يتهددهم وباء كورونا في كل لحظة ، أن أنجع علاج ، في إطار تجريب بعض اللقاحات ، اتخاذ الأفارقة (فئرانا) للتجارب قصد توطين الفيروس ، والوقوف على الأمصال الفعالة قبل نقلها للمصابين من المواطنين الفرنسيين .
وقد كانت لوجهة نظره العنصرية هذه دوي كبير لتندد به العديد من منظمات حقوق الإنسان والأوساط الصحية ، وبالرغم من موجة التنديد هذه ؛ حاول هذا الطبيب أن يعتذر ؛ وهو بعد مصر على أن الأفارقة مع ضعف منظومتهم الصحية ؛ كانوا وما يزالون الميادين المفضلة لإجراء الدراسات وتجريب الأدوية !

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الرجل لم يقل عيبا .في نضري كان صريحا مع نفسه ومع الناس .إفريقيا كانت دائما تجرب فيها جميع أنواع الأدوية قبل أن يستعملها الإنسان الأبيض. الفرق الرجل قالها في العلن والآخرين يشتغلون في الخفاء تحت عطاء آخر ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى