كـــورونا بــيـن الـحـجـر الــصحي والــعــنف الأســـري.

بقلم: مـــــــــــعاد الســــــــــيدي .

يعتبر العنف من أبرز المشاكل التي يعاني منها الإنسان ,فهو تعبير جسدي  يصدر عن القوة النفسية خاصة أو ضد شخصية أخرى بصورة متعددة ويرغم الشخص على إتباب نفسه على الأخرين هذا الفعل نتيجة لشعوره بالألم بسبب ما تعرض له من أدى. كما أنه يعتبر من الأمور التي تحظى الأصعب، ومن بينها العنف الأسري الذي يشكل أكبر المشاكل داخل الأسرة بصفة عامة, يستغيل هذه الفترة التي تسمي بالحجر الصحي أو الحجر العنف الدي يمارسه بشتى أنواعه قد يكون عنف الزوج لزوجته أو أخ لأخته وتشكّل الأسرة في مجتمعاتنا نواة الناظمة لحياة إنسان, لغيره من أفراد أسرته مما يؤثر سلباً على هذا الشخص الذي يتولد عنده مثل هذا العنف وقد يبحث عن مكان خارج البيت ليتنفس فيه عما يجول بخاطره وفكره، فيجب على الوالدين اجتناب أفعال العنف أمام أطفالهم وتجنبه قد ما استطاع فهذه الفترة هي الفرصة الوحدة التي تجعلك اسعد الناس وإسعاد اسرتك وتعرفها حق المعرفة، ليس كل الأسرى لديها عنف فهناك عائلات تعيش في سعادة كبيرة ودائمة هذا ما نتمناه لكل العائلة التي لا ترى يوم واحد سعادة في حياتها الدائمة. قد يكون الاندفاع والتسرع سبباً في هذا العنف لحظة طيش وتهور وعدم ضبط الأعصاب، ونحن نعرف أن الغضب سبب للكثير منا المشاكل. و الرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا بعدم الغضب ((لا تغضب)) وإن كنا في زمن فيه الكثير ما يدعو لذلك، يوجد الكثير من الخلاف حول العلاقة. بين الإسلام والعنف الأسري. حتى بين المسلمين أنفسهم تتنوع تفسيرات وتطبيقات الشريعة وهي مجموعة القوانين الإسلامية، أخلاقية ودينية. إذ ورد في الآية الكريمة من سورة النساء “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”. هذه الآية تناقش العلاقات الزوجية تعتبر ضرب النساء جائزا لأنه ضرب غير مبرح يكون بالسواك مثلا ولا يترك أثرا على الجسم حيث يكون القصد منه تعريف المرأة بخطئها وإشعارها بالذنب لا تعذيبها وإهانتها وهو ما يرفضه الإسلام ويستنكره، بينما تعتبر تفسيرات أخرى أن السورة لا تدعم ضرب المرأة وإنما فقط أن يهجرها قليلا. التنوع في التفسيرات يرجع إلى المدراس المختلفة في الفقه الإسلامي، والقصص التاريخية، وسياسات المؤسسات الدينية. و الإسلام يهدف إلى إقامة أسرة مستقرة تنعم بالمودة والمحبة، ويسود الاحترام بين أفرادها، ومن أجل ذلك حث الدين الحنيف على نبذ العنف داخل الأسرة بكافة أشكاله. وقد أبرز علماء النفس بأن العف الاسري يؤثر علي الانسان بشكل عام فالإنسان لم يصنع الأسلحة في بداية حياته، دفاعًا عن وجوده، إلّا وهو يرمي إلى الفتك بالآخر. والنفس البشريّة بغية إبراز حقيقة أنّ الإنسان ليس بذلك الكائن “الطيّب” كما يُزعم. فهو يعتقد بوجود بواعث معاديةٍ ضد المقرَّبين، مهيّأةٍ للاندفاع إلى الخارج. إنّها “عدوانيةُ كلّ واحدٍ ضدّ الكل، والكلّ ضدّ الواحد والعنف والعدوان آليّةٌ من الآليّات النفسيّة الاجتماعيّة التي تسعى إلى إنهاء موضوع خوفها وعزلتها. وتشكّل الظروفُ الفرديّة والاجتماعيّة حزّانًا تتغذّى منه الميولُ العدوانيّة ضدّ الآخرين أو ضدّ الذات. العنف والعدوان آليّة تعويضيّة، وملجأ للهروب من الشعور بالعجز، وردُّ فعل ضدّ القلق.

و في الأخير استغلال هذه الفترة الحجر الصحي لتعرف على اسرتك لأن الله أمرنا بالإحسان إليها والاعتناء بها فالعنف قد يولد الانفجار والندم لكن لم ينفعك الندم ما عليك الاعتذار والتسامح بالإيمان والتقوى  فباب الله مفتاح دائما والصبر . والسؤال الذي يطرح نفسه دائما فكيف نفهم كلَّ هذا العنف الذي عجزت البشريّةُ حتى اليوم عن الحدّ من انتشاره، على الرغم من خطابات “التسامح الدينيّ” وعقلانية التنوير”؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى