أشهر بروفيسور مغربي يخاطب وزير الصحة :” إذا كنا لا نستطيع أن نصون كرامة مرضانا فلا خيرا فينا“

هبة بريس – الرباط

وجه الطبيب والجراح المغربي زهير الهنا، المعروف بمبادراته الإنسانية التطوعية وطنيا ودوليا، رسالة مفتوحة لوزير الصحة المغربي خالد آيت الطالب، وإلى الدولة المغربية عموماً بخصوص النظام الصحي المغربي الذي تعرفه بلادنا.

واستهل الدكتور زهير الهنا، بالحديث عن حالة أخر مريض بفيروس كورونا نشر شريط فيديو يكشف فيه عن معاملة حاطة من كرامته بمستشفى محمد الخامس بمراكش، حيث قال :”إن بكاء المصاب بفيروس كورونا و والذي أهدرت كرامته أثناء الحجر، أبكاني. كما أحز في نفسي رؤية تسجيل لممرضة على باب مستشفى جامعي في الثامنة و النصف ليلا و لا تجد أية و سيلة مواصلة لنقلها لبيتها في أطراف المدينة بأمان لترتاح و تعود للعمل بنفسية أحسن في اليوم الموالي. ناهيك على قلة الموارد و ضعف الإستعدادات التي وصلتني و التي لا سمح الله أنتشر الوباء أكثر، ستعري عن واقع الصحة العمومي في المغرب”.

وأضاف الدكتور زهير :”كنت آمل أن تكون هاته الأزمة العالمية هاجزا للتغيير في منظومتنا الصحية و أن نستفيد من استنفار الكوادر الصحية و المجتمع ككل لإدخال إصلاحات جدرية و سريعة على قطاع همش من سنين و أصيب جل العاملين به الإحباط“.

واسترسل مؤكدا على أنه يعرف جيدا مستشفيات المملكة بحكم أنه جابهها منذ سنين بمجهود شخصي و وتمكن بمساعدة الأطر الصحية العمومية من إجراء عدة عمليات جراحية و دورات تدريبية. مؤكداً بالقول :”مجحف من لا يقول أن هناك خدمات، و لكن في أي ظروف ؟“.

وأضاف :”سيدي الوزير ،إذا كنا لا نستطيع أن نصون كرامة مرضانا فلا خير فينا. فكما “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه” ، لا يمكن لأي معالج أن يكون جيدا إذا لم يضع نفسه في مكان المريض….“

واعتبر أنه وبغض النظر عن شرعية التصوير و نقل الواقع المرير اللذي عاشه هذا المصاب، لا بد من الإستفادة من الرسالة، لا نعاقب أحدا و كأن الأمر إستثنائيا، بل نضع الإمكانيات لتغيير السلوك. فكثير من الأطباء و الممرضين العاملين في قطاع الصحة العمومي خرجوا بتدوينات تقول بأن هذا هو واقع الحال. و بعضهم يحس أنه وضع في قفص الإتهام يبرر أو حتى يهاجم المريض، و هو الشيء اللذي أعجز عن فهمه.

وواصل مشيراً إلى أن قطاع الصحة المغربي المهتريء منذ سنتين وضع وجها لوجه أطر صحية عاجزة، منكسرة أو غاضبة و مواطنين ضعيفين، حذرين و بعضهم أصبح عدواني. الشىء الذي يندى له الجبين في قطاع من سيمته الرحمة و الإحترام.

أما المغاربة اللذين لم تكن لهم أي صلة بالصحة العمومية في هول و خوف كبير إذا أدى بهم القدر إلى مستشفيات لم يتخيلوا يوما أن تطؤها أقدامهم. لأن وحدات الحجر الصحي في المستشفيات العمومية و لا مجال للذهاب خارج المملكة كما هو المعتاد في هاته الظرفية.

وزاد متمنياً أن يتحركوا بطريقة أو بأخرى لمساعدة القطاع، لأننا اليوم أكثر من أي وقت مضى في سفينة واحدة، الكورونا لا يعرف فوارق طبقية و لا أحياء راقية.

وختم قائلاً :”سيدي الوزير، إن من السهل وضع آليات سريعة لتغيير المنظومة في هاته الظرفية. آلية شعارها: أن نضع أنفسنا مكان المعالج تارة و نوفر له ما يحتاجه لتزويده بالحيوية و روح العطاء و مكان المريض تارة أخرى و نوفر له ما يحتاجه بدأ بالسرير النظيف و إنتهاء بحمام لقضاء حاجته … “.

مقالات ذات صلة

‫18 تعليقات

  1. – كلام كله في الصميم . اكن ما حز في نفسي هو اشهر بروفيسور .وهنا نوع من المقارنة والمباهاة وهدا غير منطقي . الم يكن من الاجدر الاقتصار في العنوان على بروفيسور معروف او مختص او حتى مشهور لكن ليس بالشهر .

  2. – كلام منطقي و كله في الصميم .لكن ما حز في نفسي هو اشهر بروفيسور .وهنا نوع من المقارنة والمباهاة وهدا غير منطقي . الم يكن من الاجدر الاقتصار في العنوان على بروفيسور معروف او مختص او حتى مشهور لكن ليس بالاشهر .

  3. ان اكبر عامل قد يقتل عددا كبيرا من مرضى كورونا في بلادنا هو الاهمال في المستشفيات و ليس كورونا و اصبح الخوف من دخول المستشفيات اكبر من الاصابة بالمرض
    نتمنى ان تتغير الوضعية و الا فستقع الكارثة لا قدر الله

  4. بح جوفنا ونحن ننتقد سياسات المهرجانات و القطار السريع و قطاع الصحة و التعليم يعاني بقوة.600 سرير إنعاش لما يناهز 45 مليون نسمة زيادة على المغامرة بسياسة هجرة عشوائية زادت من التسكع دون شغل ولا مشغلة فقط تكديس البشر!!! لا ندري إلى أين نسير !!؟

  5. اولا أرجو من صميم القلب ألا يتابع هذا البروفيسور باي شكل من اشكال المتابعة لأنه وصف الواقع من الداخل و هو احد ابنائه ثانيا اثبتت هاته الأزمة مدى مبالغة (ان لم نقل شيئا آخر)وزير الصحة الحالي عند تصريحه امام البرلمان بان مستشفيات المغرب لا تنقصها التجهيزات بل تنقصها الحكامة و التدبير الجيد …فاين التجهيزات يا سيادة الوزير اذا كانت ممرضة تحبسها الى وقت متأخر في خدمة المرضى و لا تجد وسيلة نقل آمنة توصلها الى بيتها ثم ماذا نقول عن المرضى و معاناتهم ..قليلا من الواقعية يا وزير الصحة فالمغاربة يعرفون وضع منظومتنا الصحية قبل كورونا و بعدها و لا تغطوا الشمس بالغربال فقط ما يشفع لكم الماضي بتركته هو النهوض بالمنظومة الصحية ككل لا نقول مثل المانيا و لكن على الأقل افضل من جيراننا بتفعيل الحكامة الجيدة و الشفافية و المحاسبة

  6. كنا نحلم ونقول ان منظومتنا الصحية ستتغير بفضل أوامر صاحب الجلالة ولكن يا اسفاه

  7. الكلام سهل جدا والنقد اسهل ايضا. انظر الى الدول التي تتفاخرون بها دائما والتي لها امكانيات كبيرة كيف اصبحت امام هذا الوباء. نحن نعرف امكانية بلدنا ما نطلبه الان هو الوحدة والصبر. هؤلاء الذين يحتجون بتصوير فيديوهات لم يسبق لهم ان دخلوا الى مستشفى عمومي لايعرفون غير المصحات الكبيرة لذلك راهم جابوا الفشوش الى هنا. كفى من اللغط الفارغ هادشى لعطى الله. علينا بالصبر والتعاون وبعد الخروج من الازمة تكون المحاسبة.

  8. مادام السيد الوزير بخير ولم تصبه هذه الجائحة فان دار لقمان ستبقى على حالها وحتى لو مرض سيلقى العناية السليمة او ربما لن يذهب الى المشفى لانه وكما زميله سيعالج في بيته

  9. انا اقول وبكل اختصار انه على الدولة ان تفرض على جميع خرجي كليات الطب الممولة من طرف الشعب ان يشتغلوا في القطاع العام 8 او 10 سنوات وفي المناطق التي فيها خصاص والمنع الاشتغال في القطاع الخاص .مع ارجاع هيبية الدولة في مواجهة لوبي الاطباء ومصنعي الادوية والدي لايهمهم الا الربح (الامن رحم ربك) مع الاستعانة باطباء من الخارج ادا كان هناك ابتزاز من طرف القطاع الخاص

  10. سيدي للأسف الكل يعرف واقع الصحة في البلاد ومن زمان ولكن كانو لا يهتمون والآن مع مرض كورونا الكل أصبح مهدد بغض النظر عن منصبه و مكانته الإجتماعية و كذلك مستشفيات أوروبا مقفولة في وجوههم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى