محمد زيان… “هبيلة وقالو ليها زغرتي”

 

بقلم : نبيل المتوفق 

تميز المحامي محمد زيان في الآونة الأخيرة بخرجات إعلامية متعددة بمناسبة أو بدونها، يحاول من خلالها لفت الانتباه وخلق الفرجة وجذب الأنظار فيما أصبح يعرف في مواقع التواصل الاجتماعي بخلق ال “BUZZ“، حيث يضع الأفراد محتويات رديئة كأغاني بأصوات نشاز وكلمات تافهة، أو مقاطع فيديو بألبسة مثيرة للجدل، أو تصريحات “جريئة” وغير مألوفة تخرج عن إطار ما عهده المغاربة من شيم الوقار والاحترام والحياء وتتضمن عبارات للسب والشتم والقذف، وذلك قصد إثارة فضول المشاهد الذي غالبا ما يشمئز للمحتوى في حين تبقى صورة العارض عالقة في أذهان المتلقي، وهو الأمر الذي لا يكترث له هؤلاء مادام الأمر يحقق لهم أرباح ويكسبهم شهرة، وفي بعض الأحيان لا يستوعب هؤلاء أن شهرتهم هي نتاج استهزاء المتلقي بانتاجاتهم أكثر من إعجابهم بها، فأصبح محمد زيان بتهريجه وحماقاته ينافس “علال القادوس” و”سينا” و”بنت الستاتي” و”اميمة لحلو” والبعض من “الحلايقية” الذين اتخذوا من “فيسبوك” و”يوتوب” وغيرها من المواقع الالكترونية ساحة لعرض منتوجاتهم البالية.

            الأسلوب الجديد القديم الذي أصبح زيان يعتمده مكنه من حجز مقعد له ضمن هذه الفئة، حيث يخلق الفرجة، ويجعل من نفسه أضحوكة يتسلى بها المغاربة ويروحون بها عن أنفسهم كلما شعروا بضيق أو أصابهم ملل، بل احتل مرتبة متميزة بين هؤلاء بجعله في الأمر سابقة، حيث لم يألف المغاربة -قبل “مول البندير”- أن يروا شخصا من المفروض فيه أن يكون مثقفا وواعيا بل ومحاميا من المفترض أن يكون ضابطا للقواعد القانونية -يوكل له البعض ممن يجهلون حمقه مصائرهم أمام محاكم قضائية- وهو يتراقص هنا وهناك ويقوم ويجلس ويقفز ويسب ويشتم بل ويكاد يضرب بالحجر، ويترامى على كل قضية من شانها أن تشكل منصة له ومسرحا يقدم فيه عروضه البهلوانية ويطلق فيه العنان لحماقاته وترهاته، ويفرض نفسه على كل موكل لم يفقه بعد حقيقته ليمنحه توكيلا قصد الدفاع والمرافعة باسمه، كمن يطلب من حمقاء أن تزغرد “هبيلة وقالو ليها زغرتي”. وقد يعتبر زيان أنه بهذا الأسلوب يثير الجذل ويجلب الانتباه ويكتسب الشهرة لكنه في واقع الأمر يعيد إلى الأذهان موضوعا للنقاش حول مدى نجاعة قرار وزارة الصحة بإغلاق “بويا عمر” الذي اعتاده المغاربة كحل أنجع لأمثال هؤلاء ممن لا ينفع معهم علاج نفسي ولا رقية شرعية، ولا يفيد لحماية المجتمع من حماقاتهم إلا التقييد والتكبيل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى