الدار البيضاء و كورونا.. المناطق الراقية فارغة تماما و الأحياء الشعبية تعج بالحركة

هبة بريس – الدار البيضاء

في الوقت الذي غصت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات تحث المغاربة على الالتزام بتعليمات السلطات الرسمية و البقاء أكثر وقت ممكن في البيوت اللهم إذا دعت الضرورة للخروج ، اختلف الأمر في الواقع بمدينة الدار البيضاء حسب الأحياء و المناطق.

و كانت استجابة الأحياء التي تصنف في خانة الراقية و المتوسطة بالبيضاء بشكل شبه كلي للدعوات التي تنص على “العزلة الصحية” أو “الحجر الصحي التطوعي” بالبيوت ، حيث انعدمت تقريبا مظاهر الحركة و الرواج بعدد من الأحياء التي يسكنها علية القوم و الطبقة المتوسطة.

و اختفت حركة الراجلين و معهم السيارات و الدراجات النارية و العادية و أغلقت المحلات التجارية و صالونات التجميل و باقي محلات الخدمات في أحياء من قبيل كاليفورنا و الوازيس و المعاريف و بوركون و 2 مارس و حي الراسينغ و فال فلوري و عدد من أحياء أنفا و غيرها من الأحياء الراقية.

و في الجهة المقابلة ، ظلت الحركة نسبيا عادية بعدد من الأحياء الشعبية و “الهامشية” بالدار البيضاء ، حيث و رغم أنها شهدت بعد الانخفاض في معدلات الرواج لكن ماتزال الحياة بها تجري بشكل عادي في ظل تجاهل بعض الأسر للاسف للتعليمات الرسمية الصادرة في هذا الباب.

و من بين أكثر المناطق التي تشهد كثافة ملحوظة رغم أنها ليست بتلك الحدة مقارنة بالأيام العادية نجد أسواق “كراج علال” بقلب البيضاء النابض ، حيث ما تزال عدد من المحلات التجارية مفتوحة في وجه العموم و يظل الإقبال عليها طيلة ساعات الصباح و الزوال إلى أن تقل تدريجيا في المساء.

و رغم أن بعض أصحاب المحلات قرروا الاستجابة لدعوات “الحجر التطوعي” و البقاء بمنازلهم، لكن رغبة البعض الأخر في مضاعفة الأرباح دفعتهم للاستمرار في ترويج تجارتهم و التي يمكن تصنيفها في خانة الثانويات في المرحلة الحالية كبيع التجهيزات المنزلية و الأواني و الملابس و إصلاح الهواتف و غيرهم.

و كذلك غصت بعض الأحياء الشعبية خاصة التي تشهد كثافة في المحلات التجارية بالحي المحمدي و البرنوصي و سيدي مومن و التشارك و الهراويين و مدينة الرحمة و غيرها ، حيث ما تزال بادية للعيان مظاهر أطفال يلعبون الكرة في الأزقة و نساء يتبادلن الحديث مع بعضهن البعض في قارعة الطريق و شباب يقفون ب”راس الدرب” و غير ذلك من الأمور رغم أن بعضا من سكان تلك الأحياء يعملون جاهدين لتحسيس البقية بخطورة تجاهلهم للتعليمات الرسمية على صحتهم و سلامة المقربين منهم.

و تناقلت عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هاته الصور المتناقضة ، فيما دعا عديد النشطاء كافة المغاربة للحرص على التقيد بتعليمات السلطات الرسمية لأن في ذلك مصلحة لهم أولا و لعائلاتهم و للبلاد ككل ، و هو ما نتنمى أن يستجيب له الجميع خاصة بعد قرار وزارة الداخلية الأخير و الذي أوضحت من خلاله أن تعليمات صدرت لعناصر الأمن و الدرك للتعامل بحزم مع مثل هاته المظاهر و دعوتها المغاربة للالتزام ب”العزلة الطبية” في البيوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى