“كورونا ” يضع إيطاليا بأكملها تحت وطأة الحجر الصحي و مغاربة محاصرون داخل منازلهم

قررت وزارة الداخلية الإيطالية، إتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية بشأن القادمين إلى البلاد سواء على مثن الموانيء أو عبر الرحلات الجوية.

و دعت السلطات على صعيد إيطاليا إلى إغلاق المرافق العامة تفاديا لتفشي فيروس كورونا،
كما أمرت السلطات بإغلاق المدارس والحانات والأماكن العامة بعد تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد

واتخذت وزارة الصحة هذا القرار إثر إكتشاف أول بؤرة محلية بإيطاليا في كودونيو قرب لودي. وفي الإجمال، طلبت السلطات من حوالى 50 ألف شخص في منطقة لومبارديا البقاء في منازلهم في المدن المعنية.

مصادر من الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا نقلت أن الجالية المغربية تعتبر أول جالية أجنبية مقيمة ببلدة “كودونيو” (حوالي 60 كلم جنوب ميلانو) وهي البلدة التي تم فيها تشخيص فيروس كورونا و تم عزلها حاليا عن باقي إيطاليا وإغلاق جميع المرافق العمومية بها كخطوة احترازية أولى.

و أشارت إلى أن الشركة التي يشتغل بها الشخص الاول الذي تم تشخيص حالته يشتغل بها بعض المهاجرين المغاربة الذين بدورهم تمت إحالتهم على الحجر الصحي.

تعليمات الأزمة

وكانت وزارة الداخلية الإيطالية قد أصدرت تعليمات مشددة للقاطنين بمناطق الحجر الصحي على صعيد إيطاليا ، بعدم مغادرة منازلهم إلا للضرورة القصوى، حيث أغلقت جميع المحلات التجارية باستثناء الصيدليات وبعض الأسواق التي فسحت المجال للتبضع والتسوق بشروط وعلى دفعات، التي نفذت بها المواد الغذائية الإستهلاكية، كما تم إتخاذ قرار بإغلاق الكنائس وجميع دور العبادة والمقابر باستثناء في حالة مراسيم جنازة، وكذا منع جميع المستخدمين القاطنين بالمنطقة أو المشتغلين بذات بها من الإلتحاق بعملهم، واعتبار أنفسهم في إجازة مرضية لمدة 14 يوم دون ضرورة الإدلاء بشهادة طبية إلى حين إشعار آخر .

تحرك دبلوماسي-

وضع خلق حالة من الترقب في أوساط المغاربة، سواء المتواجدين في أرض الوطن، الذين لديهم أقارب بالديار الإيطالية، أو المقيمين هناك، خاصة وأن الجالية الإيطالية عددها مهم بهذا البلد، وهو ما دفع السلطات المغربية إلى إتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية لتتبع الوضع عن كثب، حيث أصدرت القنصلية العامة للمملكة المغربية بميلانو بلاغا لكافة المغاربة القاطنين بجهة لومبارديا، أعلنت من خلاله عن إحداثها لخلية للتواصل مع أفراد الجالية المغربية، بشأن كل المستجدات الصحية الخاصة بها، في ظل تطور فيروس كورونا، وخصصت رقما هاتفا للتواصل هو 00393209445117، كما أوضحت أن المراكز الصحية الإيطالية قد وضعت هي الأخرى رقما أخضر 1500 للتواصل مع كل من يشعر بأعراض المرض. وشددت قنصلية المملكة على ضرورة التقيد بتعليمات المصالح الصحية المحلية في هذا الشأن، وأكدت أن المرافق الإدارية العمومية تظل مفتوحة إلى إشعار آخر، وتوصي باللجوء إليها في حالات الضرورة القصوى. بدورها كانت قنصلية فيرونا هي الأخرى، قد أصدرت بلاغا مماثلا أعلنت من خلاله عن إحداث خلية أزمة للتواصل مع أفراد الجالية المغربية، بعد تفشي الفيروس، خاصة في شمال البلاد، وأوضحت أن رقما للتواصل هو رهن إشارة مغاربة المنطقة 00393899652168، هذا في الوقت الذي أعلنت فيه قنصلية بولونيا هي الأخرى في مراسلة لها إلى رؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية بريجيو إيميليا وتوسكانا وليماركي، عن إحداث خلية أزمة، وخصصت رقما للتواصل معها 0039.389.563.47.91، مبرزة في نفس الوقت أنه يمكن الاتصال بالرقمين 112 و 1500 المخصصين من طرف السلطات الإيطالية؛ سفير المملكة في روما، يوسف بلا، دعا أفراد الجالية المغربية بإيطاليا إلى التحلي باليقظة واتخاذ الحذر من أية محاولة تهدف إلى إستغلال الأوضاع النفسية للمواطنين فيما يخص مسألتي ترحيل جثامين المتوفين بشكل طبيعي ونقل المسافرين إلى المغرب.

في بادرة إنسانية أطلقت السفارة والجالية المغربية بإيطاليا هشتاغا تضامنيا مع إيطاليا، “يحمل رسالة صداقة وأخوة” لهذا البلد.عن صادق مشاعرهم المتجلية في القرب والتضامن مع الشعب الإيطالي الصديق خصوصا في هاته الظرفية العصيبة “

مغاربةإيطاليا

حالة الاستثناء لم ترخ بظلالها على الإيطاليين فحسب، بل شملت كذلك المغاربة المتواجدين بهذا البلد، وخاصة في الشمال بجهة لومبارديا الذين يقدّر عددهم بـ 93862 مغربيا ومغربية، ويتعلق الأمر بالمتواجدين في وضعية قانونية، علما بأن الرقم يصل إلى حوالي 200 ألف بالنسبة لجميع من يتواجدون بتراب الجهة، سواء بشكل شرعي أو غير قانوني، الذين أعرب عدد منهم في تصريحاتهم لـموقع هبة بريس ، عن تخوفهم وأقروا بحالة الرعب التي يعيشونها خشية التعرض للإصابة بالعدوى، حيث شدّد عدد منهم على أنهم يتقيّدون بتعليمات السلطات المحلية التي تحث على عدم مغادرة المنازل إلا في حالة الضرورة القصوى، مبرزين أن الأسواق التجارية وبفعل الإقبال الكثيف عليها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، قد نفذت منها السلع والبضائع الاستهلاكية ومختلف المواد الغذائية، التي تم اقتناؤها والتزود بها من أجل مواجهة ما يمكن أن تسفر عنه الأيام القادمة، لا سيّما وأن دائرة انتشار الفيروس عبر العالم هي تتسع يوما عن يوم، إذ بالرغم من تسجيل حالات تعاف وشفاء من المرض، فإن تسجيل معدلات كبيرة للوفيات والإصابة في المقابل، تزيد من حجم الخوف ولا تبعث على الاطمئنان، وفقا لتأكيدات عدد من مغاربة إيطاليا الذين استقت الجريدة آرائهم حول الوضع.

خوف وتبصّر

حالة الخوف التي يعيشها عدد من مغاربة إيطاليا، تظل داخلية، إذ أوضح عدد ممن تواصلت بهم موقع « هبة بريس »، على أن هناك ثقة في السلطات الصحية الإيطالية، وهو ما يجعل العديد منهم يتابعون الترتيبات الصحية التي تم اتخاذها من قبل المصالح المختصة، والطريقة التي يتم بها تدبير الحجر الصحي بالنسبة للحالات التي يتم الإعلان عنها. وشدّد احد المهاجرين المغاربة بالديار الإيطالية على أنه وإلى غاية صباح أمس الاثنين، ليس هناك أي تحرك يترجم حالة التخوف والقلق، مبرزا أنه لم يسجل أي إقبال غير طبيعي أو ضغط على محاولة البحث عن حجز تذاكر العودة نحو المملكة المغربية في ضل إغلاق الحدود من وإلى إيطاليا ، مشددا على أنه إذا ما تم اللجوء إلى هذه الخطوة، فإن جهة لومبارديا هي التي ستكون معنية بمبادرات من هذا القبيل، وهو الأمر الذي ينتفي لحدّ الساعة، مشددا على أن التعامل مع الوضع يتم برصانة وبمنتهى رجاحة العقل.
منطقة المرفقات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى