في زمن كورونا…هؤلاء يستحقون منا ألف تحية

 

محمد منفلوطي_هبة بريس

إنهم جنود الوطن الذين يشتغلون في الخفاء والعلن، إنهم شرفاء الوطن الذين تجندوا بنوع من نكران الذات في مواجهة أشرس فيروس شهدته البشرية في تاريخها.

تركوا عائلاتهم وصغارهم، وركبوا موجة التحدي دون كلل ولا ملل تحلوا بالإيمان الصادق والشجاعة والانسانية…استقبلوا المرضى حملوهم على الأكتاف لمعانقة الحياة من جديد على أسرة المرض داخل المستشفيات العمومية، وهي رسالة قوية للمصحات الخاصة للانخراط بدورها في تقديم العون في هذه الظروف العصيبة بعيدا عن منطق الربح لتدوين ذلك في سجلاتهم التاريخية لتبقى للاجيال المقبلة.

يبذلون قصارى جهدهم لينعم الآخرين بالأمن والأمان والصحة والعافية، هم الأبطال والبطلات المرابطين والمرابطات بمختلف المرافق العمومية وعلى نقط التماس الحدودية، وعلى أبواب المستشفيات ومراكز الاستشفاء، يقارعون الموت حفاظا على أمن الوطن وصونا لحدوده، وسلامة مواطنين، منهم من يضع على الزناد وعيونهم تراقب تحركات المتربصين، ومنهم من وقف صامدا على محطات المراقبة يواجهون شبح العدوى حتى لا تبلغ مبلغ الوطن، إنهم أعمدة هذا البلد وعموده الفقري آثروا على أنفسهم خدمة البلاد والعباد بعيدا عن اللحظات العائلية.

في زمن كورونا…هؤلاء الشرفاء المرابطون البعيدون عن أطفالهم وزوجاتهم وعائلاتهم انخرطوا في تقديم مختلف الخدمات منها الطبية والإدارية والأمنية والاعلامية والحقوقية والجمعوية وغيرها…

إنهم شرفاء هذا الوطن الغالي، حماة الديار، من أجهزة أمنية من درك وأمن ومخابرات وأفراد الوقاية المدنية، والسلطات المحلية وموظفي المؤسسات السجنية وموظفي المحاكم والمؤسسات الاستشفائية والتعليمية واللائحة طويلة… كلهم انخرطوا وأبانوا على وطنيتهم الغالية، فتحوا أبواب الأمل لمعانقة الحياة من جديد، يحملون مشعل الإصلاح والتغيير والقيادة، منهم الطبيب المكافح الذي يشتغل في ظروف صعبة، منهم الممرض الشريف العفيف الذي وان قارب على التقاعد تجده في الصفوف الأمامية حاملا سيف النصر وبيده ضمادة يلملم بها جراح البسطاء، منهم الأستاذ الذي أخذ من إحدى أركان قسمه مسكنا له بالعالم القروي بعيدا عن أهله وصغاره خدمة لتلامذته، منهم الجندي المحارب الممد على الرمال الذهبية يحرس كل حبة من حباتها لا يبالي بسم أفعى متربصة وعلى رصاصة من عدو طائشة.

في زمن كورونا….أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ملأى بالقصاصات التي تحمل في طياتها عبارات التضامن والتعاون وتقديم النصح، وغاب من كانوا يتفنون في قذف المحصنات وتتبع العورات، وأضحت علامات الايمان والوقار والخوف من المجهول تؤثت عناوين قصاصاتهم، وكأن قول الله يصدق عليهم حين قال ربنا عزوجل” وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أوقائما، فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه “سورة يونس.

في زمن كورونا….نعم تغير حال هؤلاء، نستحسنه بالطبع، لكن الأهم هو الوقوف للتصالح مع الذات واصلاح الاخطاء والرجوع الى الله.

في زمن كورونا…وجدنا بجنبنا ومعنا شرفاء الوطن وهم ينشؤون خلايا لليقظة والحزم في مواجهة هذا الوفاء، يترصدون ضحاياه يوزعون الادوار فيما بينهم في محاولة لاحتوائه…أنهم فعلا حماة الديار الذين عاهدوا ربهم على خدمة البلاد والعباد، عكس ممن اعتادوا على تتبع عورات النساء في الطرقات والممرات، يتفننون في رسم خرائط وحروف وكلمات وأوشام على رؤوسهم وأجسادهم ضمن خزعبلات مستوردة دخيلة عن مجتمعنا وقيمنا….

في زمن كورونا…علينا جميعا أن نتقاسم قطعة رغيف ونوزع بذور الأمل ونقضي الحاجات..نسارع الخطى لخدمة كبيرنا قبل صغيرنا، نوثر على أنفسنا ولو كان بنا خصاصة، نساهم جميعا في قطع الطريق أمام المضاربين ومصاصي الدماء من محتكري السلع والبضالع، نعيد عقارب الساعة الى الوراء زمن الجار الحقيقي لنفتح قلوبنا لبعضنا ونتقاسم العيش سويا…

لنختم القول بألف تحية وتقدير لأبطالنا الشرفاء من حماة الديار من أطباء وممرضين واسعافيين وخبراء وأمنيين وعسكرين وسياسيين وجمعويين واعلاميين وتربويين واللائحة طويلة لمثل هؤلاء الشرفاء… والدعاء الخالص لكل من سار على دربهم…والشفاء لكل مريض والطمأنينة والهناء لكل من يترقب كل مستجد.

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى