برشيد تدخل موسوعة غينيس بمشروعها الموؤود.. هل تتحقق أحلام الساكنة بزيارة ملكية؟

*صورة تعبيرية

هبة بريس – ياسين الضميري

قبل حوالي ثلاث سنوات ، كان لمدينة برشيد موعد مع مهرجان فني تعود السكان على الاستمتاع بأنشطته في ظل شح المبادرات الثقافية و الفنية و الترفيهية بالمدينة التي لا تبعد عن أكبر حواضر المغرب سوى بكيلومترات قليلة.

و لأن رئيس الجمعية المنظمة للمهرجان كان على خلاف مع مسؤولي و منتخبي المدينة ، و بحكم أن الأول قدم طلبا التمس من خلاله تنظيم السهرات الفنية بالساحة الوحيدة ببرشيد و التي تعود جميع سكان المدينة على احتضانها مختلف الأنشطة الإشعاعية بالمنطقة نظرا لأن المدينة لا تتوفر على فضاء غيرها، تم رفض طلبه بحجة “الساحة ستخضع للإصلاح”.

هذا الأمر حدث تقريبا قبل ثلاث سنوات، على الأقل هذا ما تلوكه ألسنة الساكنة التي لم تنطل على غالبيتها الحجج التي قوبل بها طلب الجمعية التي تقدمت بطلب تنظيم سهرات مهرجانها بساحة محمد الخامس بقلب برشيد النابض أمام مقر العمالة.

قليل من الذكاء كان كافيا لسكان المدينة ليفهموا أن الإصلاحات ما هي سوى حجة واهية لمنع الجمعية من تنظيم تلك التظاهرة أو بالأحرى تصفية حسابات ضيقة بين بعض الأعيان و صاحب الجمعية الذي له ميولات حقوقية و جمعوية و صحافية في الوقت ذاته.

و لأن حسن النية دائما يجب أن يستحضر في حالات مشابهة، فربما يكون كلام الناس مجرد ترهات، كان بصيص الأمل الذي بقي شاردا في الأذهان يتجدد مع كل إطلالة على لوحة معدنية متوسطة الحجم تم تعليقها بسرعة البرق بمحيط الساحة و هي تحمل بعضا من المعطيات الشحيحة و غير الدقيقة و تلخص الأمر في كون الساحة ستخضع لعملية إعادة تجديد و صيانة.

و فجأة ، تطوع عدد من عمال الإنعاش الوطني في غفلة من الجميع ليحيطوا الساحة بالسياج قبل أن يشرعوا في إزالة قطع الزليج التي كانت تزين الأرضية إيذانا بانطلاق الأشغال و بالتالي فكل ما يشاع قد يكون مجرد حقد على الساسة و السياسة في هاته المدينة التي تجتر خلفها الكثير من التراكمات.

و لأن المثل المصري يقول “يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش”، انتظر سكان المدينة طويلا لتنتهي الأشغال و ربما لتنطلق أصلا، انتظروا شهرا و اثنين و ثلاثة و ستة، انتظروا سنة و اثنين و قد ينتظرون ست سنوات أخرى، لكن لا مؤشر لحدود الساعة يؤكد أن الحلم قد يصبح حقيقة.

وحده الحديد و السياج الذي أصابه الصدأ يقاوم بصيص الأمل في صمت شديد ، حتى تلك اللافتة التي كانت تبشر و تبجل اختفت و نبتت في مكانها أعشاب و طفيليات و كأن لسان الحال يقول “مادمت في المغرب فلا تستغرب”.

استطاع صاحب تلك الجمعية بفضل علاقاته الخاصة أن ينقل مهرجانه الذي هو في الأصل مخصص لساكنة برشيد لمنطقة سيدي رحال الشاطئ ، و بعد سنة أعاد تنظيم نسخته الثانية بذات الشاطئ ، و النسخة الثالثة يتم التحضير لها و مع ذلك لم تنطلق الأشغال بعد بساحة العمالة ببرشيد.

هنا سنتوقف قليلا، لنرمي خلفنا كل الانتماءات و نتجرد من كل القبعات، لنطرح سؤالا واحدا فقط مفاده: “ما ذنب سكان مدينة يستخدمون كدروع بشرية في الصف الأمامي في حرب تصفية حسابات أحد أطرافها يستقوي بسلطته دون مراعاة للصالح العام”.

لا ساحة عمالة برشيد التي لا يتعدى طولها 200 متر أصلحت و لا المدينة استفادت ، و الغريب في كل ذلك أن المكان ظل كما هو ، مسيج بحديد غلب عليه الصدأ و حجارة مرمية هنا و هناك ، و كل هذا أمام مقر العمالة و في المدخل الرئيسي الذي يمر منه عامل الإقليم صباح مساء.

نعم ، عامل إقليم برشيد الذي يرى بأم عينيه هذا المنظر المقزز لساحة كانت متنفسا للساكنة و جمعياتها ، منظر مشروع موؤود فاشل مع كامل الأسف ، دون أن يحرك ساكنا و لا يغير شيئا، مما يجعلنا نتساءل : “لماذا هذا الصمت المريب؟”.

هل يجب على الساكنة أن تنتظر زيارة ملكية ليتغير واقع الحال بهاته المدينة؟ نعم ، ربما ، و هذا على الأقل ما يحلم به كل سكان عاصمة أولاد احريز، فبغير زيارة الملك قد لا يتحرك المسؤولون، هؤلاء القابعون في مكاتبهم المكيفة ، و بمجرد تناهي خبر زيارة ملكية محتملة يستنفرون مصالحهم ليلا نهارا لتزفيت الطرقات و طلاء الأرصفة و زرع أشجار النخيل و تثبيث الأعلام و الرايات و ترقيع ما يمكن ترقيعه مخافة غضبة قد تعصف بهم.

نحن هنا لا نتحامل على أحد و لا نتهم أحدا ، لكن هو واقع مر يجعلنا نتحسر على ما قاله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حول خشيته من حساب الله إذا بغلة عثرت في العراق و مخافته من سؤال الخالق له عن مسؤوليته في عدم تسوية الطريق لها.

هي برشيد، منجزات و مشاريع كثيرة تحققت بها و هذا أمر لا ينكره جاحد ، و أشدنا غير ما مرة بها، بل و كنا سباقين للتنويه بأصحابها رغم ما نتلقاه من عتاب و لوم لدرجة وصف ذلك بالمحاباة، لكن هذا لا يمنعنا من أن نشير لبعض من العيوب بهاته المدينة لعل مسؤولا يلتقط الإشارة بحس عال من المسؤولية و بتجرد من كل سوء فهم و نية، فهل سيتم إعادة إحياء مشروع ساحة العمالة في أقرب وقت أم أن دار لقمان ستظل على حالها حتى يزور الملك هاته المدينة ؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قد سبق وقرات ان رءيس المجلس البلدي لهذه المدينة قال انه غادي يرد برشيد بحال لاس فيغاس…ربما كان يقصد لاس فيغاس في افلام كوبوي غير التراب والحجر والوجهو مغبرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى