بعد ضجة كورونا بسطات.. صورة حارس أمن بلا كمامة تسائل الجهات المعنية

محمد منفلوطي_ هبة بريس

بعد الضجة الاعلامية والفايسبوكية التي صاحبت نقل أحد الاشخاص من قلب مستشفى الحسن الثاني بسطات صوب مستشفيات البيضاء بغرض اخضاعه للفحوصات الطبية اللازمة بعد ظهور اعراض حمى مرتفعة على جسمه، وبعد اللغط و كثرة القيل والقال والهلع والخوف بين صفوف المواطنين، وبعد تداول اخبار من شأنها أن توحي أن هناك شيء ما غير عادي، وفي خضم التسابق نحو احتواء الوضع درءا لأي خطر قد يهدد سلامة وصحة المواطنين، سارعت الجهات الوصية ومع مختلف الاجهزة الامنية الى نقل المعني بالأمر العائد مؤخرا من الديار الايطالية، ( سارعت) الى نقله تحت حراسة طبية وأمنية مشددة صوب مختبرات البيضاء لاخضاعه للفحوصات اللازمة والتي تبين لاحقا أن نتائجها سلبية ولا تدعو الى القلق.

من بين ثتايا الاحداث المتسارعة، تسربت صورة من قلب مستشفى الحسن الثاني بسطات لحارس أمن خاص وهو يشارك في مجريات الأحداث التي صاحبت نقل المعني بالأمر، حارس أمن خاص مشهود له بالجدية والصرامة والاخلاق الحميدة والتسبيح والتهليل بواسطة سبحته الالكترونية التي لا تفارق يده اليمنى…حارس أمن وقف منتصبا بدون كمامة واقية مساهما في تأمين محيط المكان الذي عرف هرجا ومرجا وسباقا وتسابقا، وبجانبه وقف طاقم طبي وعناصر من الوقاية المدنية أخذوا حذرهم ووضعوا كماماتهم على أنوفهم و” تسمروا” على الباب الرئيسي لقسم المستعجلات بمستشفى الحسن الثاني بسطات وكأن لسان حالهم يقول : “خذوا لنا صورة للذكرى”.

من بين الواقفين ممرض معروف ابن المدينة، أعطى الكثير لقطاع الصحة بالاقليم، كله حيوية ونشاط ونبل أخلاق، قدم يد المساعدة للشخص القادم من ايطاليا الذي كان يعاني من حرارة مرتفعةتبين لا حقا أن عادية وأن الاخير غير معني بفيروس كورونا القاتل.

صورة حارس الأمن بدون كمامات، أسالت مداد العديد من زبناء الفايسبوك ورواد التواصل الاجتماعي، فمنهم من تساءل ضاحكا مستبشرا بأن الوضع لا يدعو الى القلق، ومنهم من تهجم منتقذا واصفا الأمر بالأكذوبة والزوبعة في جوف فنجان، ومنهم من اعتبر أن حارس الأمن هذا له من المضادات الحيوية الطبيعية التي لا ينال منها لا فيروس كورونا ولا غيره، بفضل الوصفة الشعبية المنسجمة بين فصوص التوم والتين وزيت الزيتون التي دأب المغاربة على تهيئتها مع فصل شتاء بارد.

لكن في المقابل، تبقى الصورة في طياتها تحمل رسائل عدة لعل القائمين على التدبير المفوض بهذا المرافق والمرافق الأخرى يأخذونها على محمل الجد دون ” ضحك على الذقون”، مفادها: يجب توفير الوسائل اللازمة والكفيلة لحماية هؤلاء الحراس من شتى المخاطر سواء كانت صحية أو أمنية واجتماعية خاصة هؤلاء الذين يشتغلون في المستشفيات وبقلب المركبات الجراحية، بدل تركهم يواجهون المخاطر في حين غفلة منهم بدون حماية قانونية وطبية…صورة لها ألف معنى لعلها تجد آذانا صاغية للعمل على عدم تكرار مثلها.

ويذكر، أن مدينة سطات عاشت أمس الاربعاء حدثا استثنائيا خيم تصدر حديث المقاهي والبيوت ومنصات التواصل الاجتماعي، لكن نتائج التحليلات المختبرية التي خضع لها دم الشخص المعني بالواقعة، كانت نتائجها سلبية وبالتالي فإن المعني بالأمر خال من اعراض فيروس كورونا القاتل وان حالته لا تدعو الى القلق، وهو ما ذهب إليه البلاغ الرسمي للوزارة الوصية الذي أكد عدم تسجيل اي حالة بالمملكة ولله الحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى