ضحية استخراج الكنوز بسطات.. تلميذة غادرت مقاعد الدراسة قسرا فتعرضت للاختطاف والتعذيب “فيديو”

*في الصورة “الضحية”

محمد منفلوطي_هبة بريس

سيدي الذهبي بدائرة ابن احمد باقليم سطات، تجمع سكاني شبه قروي سكانه من البسطاء تحول إلى قبلة للباحثين عن السبق الصحفي، حركة غير عادية عرفتها الطريق المعبدة الرابطة بين سطات وابن أحمد التي لا تحمل من التعبيد إلا الاسم، حفر ونثوءات وبنية تحتية مهترئة وغياب تام لعلامات التشوير، هنا بمنطقة الملاح انتقل طاقم هبة بريس إلى عقر ضحية الباحثين عن الكنوز الذين اختطفوها في لمح البصر واقتادوها إلى إحدى المقابر بالمنطقة، حيث خضعوها لحصة من التعذيب والتنكيل قبل ان يتم رميها وسط الحقول.

انطلاقا من مدينة سطات ومرورا بمدينة ابن احمد، هذه الأخيرة التي تعاني الويلات بدورها بسبب انتشار مظاهر البداوة، وقطعان الكلاب الضالة وضعف البنية التحتية، وصولا الى منطقة سيدي الذهبي التي نفضت عليها “ضحية الكنوز” غبار الاهمال والتهميش وأخرجتها الى دائرة الاحداث والاضواء ، هذه المنطقة التي تعيش خارج ايقاعات الزمن، تحولت بين ليلة وضحاها الى قبلة للباحثين والمتهافتين عن الأخبار واعداد الفيديوهات الحصرية، دون أن يلفت نظرهم حجم المعاناة التي يعاني منها ساكنة المنطقة الضاربة جذورها في تاريخ المغرب النضالي، حيث لا بنية تحتية ولا فضاءات ترفيهية ولا مرافق صحية ولا ملجأ مناسب للشباب يقيهم شبح الهجرة والبطالة والانحرافات.

ضحية الكنوز تلميذة مجتهدة غادرت قسرا مقاعد الدراسة

على بعد حوالي 60 كيلومتر تقريبا شرق مدينة سطات، يقودك المسير بطريق كثيرة المنعرجات والحفر والمنحدرات إلى ملامسة نسيم عليل نابع من بين ثنايا منطقة غنية بالعلم والعلماء ورموز النضال السياسي، لتجد أمامك علامة تشوير ايذانا بدخولك منطقة سيدي الذهبي نواحي ابن احمد.

هذه المنطقة التي هجرتها “كاميرات شوفوني” منذ أمد بعيد دون ان يتطرق أي أحد لهموم ومشاكل ومعاناة ساكنتها التي تعاني الويلات، قبل أن تتحول إلى قبلة لمختلف المنابر الاعلامية لا لنقل هذه المعاناة وكشف المستور وتعرية المطمور، بل للتهافت في إطار ما بات يعرف ب”السبق الصحفي”.

وقفت هبة بريس خلال مقابلتها للضحية، التي أكدت أنها غادرت مقاعد الدراسة قسرا في السنة الماضية بعد أن تم اختطافها بالطريقة ذاتها، مما جعلها تغادرمؤسستها خوفا من تكرار الواقعة، حيث قررت اغلاق الأبواب عنها داخل منزل والديها، بعدها تقدمت أسرتها بشكاية مباشرة لدى الجهات المختصة، وبقي الحال على حاله إلى حين اختطافها للمرة الثانية من عقر منزل والديها بطريقة لم تستوعبها بعد، حيث وجدت نفسها داخل سيارة تحمل أرقاما أجنبية وبها أشخاصا تجها هوياتهم، اقتادوها في صمت إلى إحدى المقابر المحيطة بالمنطقة، إذ أخضعوها لمختلف التعذيب والتنكيل ومص الدماء من رأسها.

وأضافت الضحية لميكروفون أنها ظلت تتابع الوضع المقزز، إذ أنه وما أن سالت دماؤها أرضا حتى انبعثت حشرات كثيرة بالمكان لتقتات على ذلك في مشهد كاد أن يسقطها أرضا مغشيا عنها، مشيرة أنه وبعد أن انتشر خبر اختفاءها، سارع المختطفون إلى طمس معالم الجريمة عبر إعادة الحفر إلى ماكانت عليه، والتخلص منها بإحدى الحقول.

خال الضحية أكد بدوره، أنه ربط الاتصال بعناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية والوقاية المدنية، حيث تم نقلها على وجه السرعة إلى مستعجلات مستشفى ابن احمد لإخضاعها للعلاجات الضرورية، مشيرا أنه تقدم بشكاية في الموضوع، مطالبا الجهات الوصية فتح تحقيق فوري لكشف ملابسات الواقعة التي أثرت سلبا على واقعهم الاجتماعي، مناشدا كافة القلوب الرحيمة التعاطي مع قضيتهم وتداولها على نطاق واسع لإحقاق الحق.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. إلام سيبقى حفر الكنوز جريمة؟ لماذا لاتشغل الدولة من تسميهم عصابات حفر الكنوز لصالحها بإعطائهم نسبة 5 أو 10 في المائة مما يحصلون عليه ؟ هي بضبطهم والتعرف عليهم سيتم منعهم من اختطاف الأطفال الزهريين والذين غالبا مايتحول اختطافهم إلى جرائم قتل وكلناسمعنا قصصا كثيرة في عمليات الخطف والقتل.. إن الدفائن الموجودة تحت التراب حاليا قد تقدر بالملايير والدولة في أمس الحاجة لهذه الأموال فقد تصرفها في الكوارث الطبيعية وفي التنمية البشرية وفي مساعدة الأرامل والأسر المعوزة…لماذا ستبقى هذه الأموال مدفونة في التراب ويبقى استخراجها جريمة تقود العاثرين على الكنوز إلى السجن؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى