دورة تكوينية لبرنامج APT2C بأكاديمية التعليم بالبيضاء

محمد منفلوطي_ هبة بريس

احتضنت رحاب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات خلال اليومين الماضيين، في إطار مواصلة تنزيل برنامج دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والتربية على المواطنة، والوقاية من السلوكات المشينة بالوسط المدرسي(APT2C)، دورة تكوينية لفائدة منسقي الحياة المدرسية (70 مستفيدا) بالمديريات الإقليمية التابعة للجهة، واستهدفت هذه الدورة الرفع من قدرات هؤلاء المنسقين في مجال التربية على التسامح، وتملك التكنولوجيا الحديثة بغرض مساعدة الناشئة على حسن استدماجها في الحياة الدراسية والمهنية، بما يحصنها من كل انحراف قد يصيبها.

في بداية أشغال هذه الدورة التكوينية، ألقى السيد عبد المومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات الذي كان مرفوقا بالسيد محمد عزيز الوكيلي المدير المساعد، كلمة رحب في مستهلها بالمشاركين، ثم أبرز أهمية هذه الدورة التي تجد سندها المرجعي في توجهات مشاريع الرؤية الاستراتيجية للإصلاح خاصة تلك التي تتعلق بتعزيز القيم بمنظومة التربية والتكوين، و تساوقها مع مواصلة تنزيل برنامج APT2C لدعم التسامح بالوسط المدرسي، الذي يعد حصيلة شراكة مثمرة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، و الرابطة المحمدية للعلماء، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية. كما أن أهميتها تكمن في النتائج التي ينتظر أن تتوصل إليها، وفي مقدمتها الرفع من قدرات منسقي الحياة المدرسية في مجالات ترسيخ ثقافة التسامح ونشرها، والتربية عليها، وتعزيز قيم المواطنة وتأهيل الشباب لامتلاك ناصية التكنولوجيات الحديثة واستدماجها في الحياة المدرسية والحياة العامة.

ومن جهته، ذكر السيد عزيز النحية مدير مديرية التعاون والارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي، المدير الوطني لبرنامج APT2C، بأهداف هذا البرنامج، وما تم تحقيقه وطنيا من نتائج طيبة يمكن معاينتها وقياسها على أرض الواقع.

أما السيد أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، فقد أبرز في كلمته، أهمية تمكين المتعلمين من استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة، ولاسيما وسائط التواصل الاجتماعي، بما يفيدهم في حياتهم العلمية والعملية، وشدد على القيمة الكبرى للدورة والنتائج المنتظرة منها وأهمها تملك منسقي الحياة المدرسية الأدوات والطرائق، والآليات التي تمكن من تمنيع الناشئة وتحصينها من كل سلوك مشين.

وفي السياق ذاته، تناول السيد محمد بلكبير مدير مركز الدراسات والأبحاث في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء، في عرضه، موضوع التطرف العنيف مشددا على آثاره السلبية، ومنبها إلى أهمية التصدي لها، بإعمال مقاربة مندمجة تستحضر أدوار ومهام المتدخلين، مقدما مكونات الحقيبة التربوية، التي تم إعدادها في إطار هذا البرنامج.
إثر ذلك، عرضت السيدة أمينة حيبوب، رئيسة المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بالأكاديمية، المنسقة الجهوية لهذا البرنامج، حصيلة مشاركة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات، في تفعيل برنامج APT2C، على مستوى هذه الجهة؛ منذ 2018، وأبرزت أن خمسا وثلاثين مؤسسة تعليمية، بالوسطين القروي والحضري، من أصل مائتي مؤسسة على الصعيد الوطني قد استفادت من البرنامج، وأن العدد مرشح ليصل هذه السنة إلى خمس ومائة مؤسسة تعليمية.

أما مداخلة السيد عبد العزيز عنكوري، المدير المساعد بالمديرية المكلفة بمجال الحياة المدرسية، فقد تناولت في مقام أول كيفية بناء مشروع تربوي، يتماشى مع أهداف برنامج APT2C، وأولوياته، ويحقق التقاطع مع مشروع المؤسسة. وفي مقام ثان، بسطت عناصر التدبير المالي للمشروع؛ باعتباره مشروعا مدعما من الوزارة الوصية وشركائها الدوليين.

بعد ذلك، توزع المشاركون في الدورة بين ورشتين موضوعيتين؛ خصصتا لتقديم تكوين تطبيقي في استدماج التكنلوجيا الحديثة لإنتاج أسناد رقمية. وقد تناولت الورشة الأولى القصة المصورة، والفيلم التربوي القصير، والكبسولة. أما الورشة الثانية، فاستهدفت المسرح التفاعلي، والإذاعة المدرسية.

وفي أعقاب ذلك، قدم هؤلاء المشاركون نماذج من إنتاجاتهم لم تخل من لمسات إبداعية تستحق التثمين. ويتعلق الأمر بـ (قصص مصورة، وكبسولة إذاعية، وشريط قصير يستخدم الهواتف النقالة، وعرض مسرحي تفاعلي شارك فيه كل من السيدين مدير الأكاديمية والمدير المساعد).

في نهاية الدورة، التي حضرها كذلك السيدات والسادة المديرات والمديرون الإقليميون، ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية، والأطر المكلفة بتتبع هذا البرنامج على المستوى المركزي والجهوي، ورئيسة الجمعية المغربية لإدماج الأطفال في وضعية صعبة عضو لجنة حكماء برنامج APT2C، أشاد كافة المشاركين بنجاح أشغالها، معربين عن حاجتهم إلى تكوينات إضافية تعمق معرفتهم في المجال، وترفع من قدراتهم لاسيما وأن هذه التكوينات، وإن كانت ركزت على البعد التطبيقي فإنها لم تغفل الجانب النظري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى