يا وزير الداخلية امنعوا تنقل الجماهير “الله يرحم الوالدين”!‎

اسماعيل بويعقوبي – هبة بريس

انشطر الفؤاد الى نصفين وأنا أرمق تعليقا لأم بأحد اللايفات بموقع “فايسبوك” التي وثقت لما وقع أمس الأربعاء عقب انتهاء مباراة الرجاء والجيش الملكي، حيث كتبت “كنصوني لولدي ومكيجاوبش قولولي آش واقع؟ “، سؤال الأم عن فلذة كبدها رافقه تفاعل وتناسل التعليقات المنددة ب” همجية” بعض الأنصار، والمطالبة بلعن تلك اللعبة ومن بدعها، وركلها إلى “مزابل” التاريخ لأنها لم تعلمنا الأدب ولم تسْمُ بسلوكياتنا حتى نجبر العالم على احترامنا وتقديرنا.

حقيقي أن شغب الملاعب الرياضية يوجد حتى في الدول الراقية، لكن شتّان ما بين الصورة التي تظهر على ملاعبنا المغربية والصورة هناك، فالقصة هنا لا تتوقف على عملية التراشق بقنينات الماء وتحطيم الكراسي داخل الملاعب، أو بهتافات منددة بهذا الفريق أو ذاك، بل تتعداها الى مشاهد لايمكن أن يتخيلها المرء الا في ساحات التخريب والشغب واتلاف الممتلكات العامة.

انتهت أمس مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي، معلنة عن بداية “غزوة” الأنصار خارج أسوار الملعب في مشهد لايمكن أن يتخيله المرء، بعد أن عمدت “فيالق” محسوبة على جماهير الفريق العسكري باعتراض السيارات والحافلات وقطع الطريق وبثّ الرعب في نفوس المارة والمسافرين، كيف لا وأولئك “الرعاع” وصلوا الى الملعب ملتحفين “التعصب”، مسلحين بأدوات مقعقعة وأكياس من الشتائم، لينسلوا بين القطيع، معلنين حقدا دفينا لشتى أنواع الثأر في يوم واحد.

ماحدث قبل أمس ويحدث في بعض الملاعب المغربية يوضح أن الكل معني بأعمال الشغب الكروي التي ارتدت ثوبا دمويا عنيفا ، فحينما يتحول الملعب ومحيطه الى ساحات ردح وتخريب ورعب، وانحطاط أخلاقي علينا أن نلعن “المستديرة”، مادامت مقاصد الروح الرياضية قد انحرفت عن مسارها، وتأججت روح الكراهية التي بلغت أمس اقصى تجلياتها ، وأرغمت كل الغيورين على المشهد الكروي والرياضة الوطنية يلتمسون اتخاذ قرارات حاسمة، لاستئصال هذا الطوفان الحارق الذي أصبح وضعا شاذا يسائل كل المتدخلين، من “التراس” وجمعيات الفرق.

أتذكر انه عقب وفاة أحد مشجعي فريق الجيش الملكي على الطريق السيار بمنطقة “الهراويين” بالدار البيضاء شتنبر الماضي، راجت “تسريبات” تحدثت عن توجه الحكومة الى فرض مجموعة من التدابير قيل أنها ستوقف تكرار “الممارسات الاجرامية” ، من خلال منع التنقلات الجماعية لجماهير الكرة ، لكن كل ذلك تبخرّ أمام مقولة الحاجة الى ابداعات الجماهير داخل مدرجات الملاعب وحضورها القوي و”تيفوهاتها” التي أوصلتنا الى العالمية ، فهل يصدر وزير الداخلية قرار بمنع تنقل جماهير الكرة؟

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. يحكى ان شجارا وقع بين مشجعي المنتخب الليبي والجزائري اودى بحياة شخص، فقام القذافي ساعتها بمنع المشاركة في المسابقات الدولية بشتةدى انواعها، وعزل الكرة الليبية عن العالم لسنوات طوال، والسبب انه قال تبا للرياضة اذا كانت ستفرق بين الاخوة.
    نعم هوا احيانا معتوه واحيانا حكيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى